أثار إعلان اللجنة التنظيمية للانتفاضة الشعبية في اليمن تعليق الاعتصامات ارتياحاً لسكان الأحياء المجاورة لساحة التغيير بصنعاء بينما لقي هذا القرار مقاومة عشرات المعتصمين بالساحة. وبدأ عدد من المعتصمين منذ مساء أمس الخميس رفع خيامهم من الساحة، كما جرى اقتلاع المنصة الرئيسية للساحة التي كانت موضوعة بجوار معلم بارز أمام البوابة الشرقية لجامعة صنعاء.
وكانت الساحة ممتدة على طول كيلومترات قبل أن يجري تخفيفها وصولاً إلى إعلان تعليق الاعتصامات، بعد أيام من حزمة قرارات أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي بتعيين قادة جدد للجيش اليمني أقال بموجبها أحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس السابق، من منصبه العسكري.
وقال أحد ساكني حي الجامعة إن قرار رفع الاعتصام كان صائباً رغم انه تأخر كثيراً للغاية، حيث كان من المفترض أن تُرفع قبل أكثر من عام عندما عُزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح من السلطة عبر انتخابات شكلية صعد بموجبها الرئيس هادي إلى الحكم في فبراير 2012.
وأضاف مفضلاً عدم ذكر اسمه ان على المعتصمين الاستجابة لقرار تعليق الاعتصامات وإعادة الحياة إلى شارع الجامعة الرئيسي الذي كان يكتظ بالحياة التجارية قبل أن يصيبه شلل شبه تام جراء الخيام، مشيراً إلى ان الاعتصام قد انتهى مفعوله للضغط على الرأي العام منذ أكثر من عام واستمراره إزعاج فقط للسكان، وتوفير مكان للعاطلين عن العمل لمضغ القات في الخيام لا غير.
وخلا شارع الستين الغربي بصنعاء اليوم الجمعة من المؤدين للصلاة لأول مرة منذ نحو عامين حين اندلعت انتفاضة شعبية أجبرت صالح على التنحي وفق اتفاق سياسي.
لكن عشرات تجمعوا وسط ساحة التغيير لأداء صلاة الجمعة وأغلقوا الشوارع المؤدية إلى مركز الساحة بالأحجار رافعين شعارات احتجاج على إنهاء الاعتصام.
واستمر إغلاق مركز الساحة، وهو منفذ وحيد وضيّق للسيارات، حتى مساء اليوم، حيث تجمع نحو عشرين شخصاً بجوار المنصة وهم يمضغون القات ويستمعون إلى أغان من ميكروفونات ركبوها اليوم.
كما بقيت الخيام التابعة للحوثيين مكانها. وترفض الجماعة حتى الآن رفعها.
وعلم «المصدر أونلاين» من مصادر في اللجنة التنظيمية للانتفاضة ان انقطاع ممثل الحوثيين في اللجنة حال دون مناقشة الأمر معه.
وقال مصدر للموقع ان أعضاء اللجنة سيجلسون مع قيادة الحوثيين في صنعاء لحثهم على الاستجابة للقرار الذي أيدته مكونات مختلفة مؤيدة للانتفاضة.
ولم يتسن الحصول على تعليق من ناشط حوثي للتعليق على موقف جماعته من تعليق الاعتصام.
وكانت اللجنة دعت إلى «ثورة بناء ورقابة على أهداف الثورة»، مؤكدة «جاهزيتها للعودة إلى العمل الثوري في أي لحظة إذا ما رأت انحرافا في مسارها». حسب تعبيرها.
وما تزال خيام نصبها أنصار الرئيس السابق متواجدة في ميدان التحرير بصنعاء. ورفض حزب المؤتمر الشعبي العام إخلاء الميدان حتى الآن.