قامت السلطات اليمنية، أمس الجمعة، بإزالة الخيام التي نصبها أنصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الواقعة في ميدان “التحرير” في قلب العاصمة صنعاء، في ذروة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام ورحيل صالح، والتي انطلقت في شهر فبراير/شباط من العام 2011 . وقامت العشرات من الآليات ومعدات وعاملي النظافة بإزالة الخيام المنصوبة منذ أكثر من عامين في ميدان التحرير، والتي ظلت خاوية على عروشها منذ التوقيع على المبادرة الخليجية وإعلان تخلي صالح عن السلطة ونقلها إلى الرئيس عبدربه منصور هادي .
وجاءت خطوة إزالة خيام أنصار صالح بناء على توجيهات رئاسية قضت بضرورة إخلاء الميدان من هذه الخيام، بخاصة وأنه لم يعد يتواجد فيها أحد منذ أكثر من عام، وبقيت على حالها مسببة الكثير من الأوساخ ومعرقلة لحركة السير في ميدان التحرير، الذي يعد واحداً من أهم الميادين في العاصمة صنعاء وفيه المئات من المحال التجارية، ويقع في محيطة شارع علي عبدالمغني وجمال عبدالناصر، وهما من أشهر الأحياء التجارية في العاصمة صنعاء .
وفي ساحة التغيير توقف تفكيك خيام المعتصمين بعد ان كانت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية السلمية أعلنت تعليق الاعتصامات ورفع منصة الساحة والخيام التي نصبت منذ أكثر من عامين أمام جامعة صنعاء والشوارع المجاورة لها، والتي كانت منطلقا لأكبر ثورة احتجاجية شعبية في اليمن .
ويعود أسباب التوقف إلى قيام عشرات من الشباب، يقدمون أنفسهم كمستقلين عن الأحزاب والتنظيمات السياسية، بإعادة بناء المنصة والتجمع حولها وترديد الهتافات المناوئة للنظام السياسي في اليمن وكذلك الأحزاب والقيادات السياسية، معتبرين أن الثورة مستمرة وان ما تحقق بعد خروج صالح من السلطة لم يلب تطلعاتهم .
وبعد أسبوعين من قرار رفع الاعتصام، لوحظ ان عدداً من الخيام ما زالت منتصبة حول المنصة الجديدة التي لم تكتمل وكتب على واجهتها “الثورة مستمرة” ويحرسها عدد من الشباب المستقلين، فيما بقايا الخيام المنزوعة ما زالت متناثرة في الأرجاء، إلا ان خياماً كثيرة لشباب مستقلين وشباب حركة الحوثيين “شباب الصمود” تدب فيها الحركة ابتداء من قرب المنصة امتدادا في شارع الدائري، الذي باتت خيام الحوثيين الرئيسة فيه، ومناسبة للترويج لمواقفهم وآرائهم .
وكانت اللجنة التنظيمية قد شرعت في 18 إبريل/ نيسان الماضي بتفكيك ورفع عدد من الخيام بعد إزالة المنصة، إلا ان اللجنة لم تجبر أحد بمغادرة الساحة، لمن أراد البقاء، فيما يتخوف الكثيرون وأبرزهم شباب حزب التجمع اليمني للإصلاح من استخدام حركة الحوثيين للشباب المستقل في الساحة عبر المنصة في إثارة البلبلة والضغط من اجل مكاسب سياسية، وفق تعبيرهم .