قال مسؤول محلي في العاصمة اليمنية صنعاء إن السلطات أعدت خطة لإعادة ترميم الأحياء التي شهدت اعتصامات خلال العامين الماضيين، بعد يومين من إعلان اللجنة التنظيمية للانتفاضة الشعبية إخلاء ساحة التغيير. ونقل موقع 26 سبتمبر الحكومي عن عبدالرقيب عبدالعزيز عطا مدير مكتب الأشغال بأمانة العاصمة إن المكتب وضع خطة لإعادة ترميم وتنظيف ساحات الاعتصامات، وان الخطة تشمل ترميم وسفلتة الشوارع وطلاء الجدران وإزالة المتارس والمخلفات من الشوارع التي نصبت فيها الخيام منذ بداية 2011.
ولم يشر ما إذا كانت الحملة ستشمل ميدان التحرير الذي يُخيم فيه أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح منذ أكثر من عامين.
وبدأت منذ مساء الخميس أعمال إزالة الخيام في ساحة التغيير بصنعاء، لكن جماعة الحوثيين ما تزال ترفض إخلاء الساحة.
وكانت الساحة ممتدة على طول كيلومترات قبل أن يجري تخفيفها وصولاً إلى إعلان تعليق الاعتصامات، بعد أيام من حزمة قرارات أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي بتعيين قادة جدد للجيش اليمني أقال بموجبها أحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس السابق، من منصبه العسكري.
وخلا شارع الستين الغربي بصنعاء أمس الجمعة من المؤدين لصلاة الجمعة لأول مرة منذ نحو عامين حين اندلعت انتفاضة شعبية أجبرت صالح على التنحي وفق اتفاق سياسي.
لكن عشرات تجمعوا وسط ساحة التغيير لأداء صلاة الجمعة وأغلقوا الشوارع المؤدية إلى مركز الساحة بالأحجار رافعين شعارات احتجاج على إنهاء الاعتصام. واستمر قطع الشارع، وهو منفذ وحيد وضيّق للسيارات، حتى مساء أمس، حيث تجمع نحو عشرين شخصاً بجوار المنصة وهم يمضغون القات ويستمعون إلى أغان ثورية من ميكروفونات ركبوها.
مصدر: انقطاع ممثل الحوثيين عن اجتماعات اللجنة التنظيمية حال دون مناقشة قرار إخلاء الساحة معه وعلم «المصدر أونلاين» من مصادر في اللجنة التنظيمية للانتفاضة ان انقطاع ممثل الحوثيين في اللجنة حال دون مناقشة قرار إخلاء الساحة معه.
وقال مصدر في اللجنة إن أعضاءها سيجلسون مع قيادة الحوثيين في صنعاء لحثهم على الاستجابة للقرار الذي أيدته مكونات مختلفة مؤيدة للانتفاضة، مشيراً إلى ان ممثلي الحوثيين في الساحة يؤكدون خلال التواصل الشخصي معهم انهم مع رفع الاعتصامات، لكن لم يصدر حتى الآن بيان رسمي عن تكتل «شباب الصمود» الذي يمثل الجماعة في صنعاء.
وكانت اللجنة قالت في بيان صدر الخميس «نعلن تعليق الاعتصامات ونؤكد على استمرار الرقابة الثورية حتى تحقيق بقية الأهداف»، مشيرة إلى أن قرار تعليق الاعتصامات جاء «عقب انتصار الثورة بتحقيق الهدف الأول من أهداف الثورة»، في إشارة إلى هيكلة الجيش وإقالة أقارب الرئيس السابق من المواقع العسكرية وفي مقدمتهم العميد أحمد.
كما أعلن المجلس الثوري رفع اعتصامه من الساحة و«بدء مرحلة جديدة من الثورة والاستمرار في عمق العمل السياسي خلال المرحلة الانتقالية لتحقيق كل الأهداف التي خرجوا لأجلها».
توكل كرمان: لو كانت الثورة مجرد خيمة لكان القذافي أول وأكبر ثائر وقالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، وهي المنسق العام للمجلس، في مؤتمر صحفي عقد مساء الخميس «رفعنا الخيام لأن الوطن كله اصبح ساحة للتغيير وميدان للحرية بعد ان أسقطنا حكم العائلة والى الابد وأمامنا الان ثورة جديدة وهي تطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين».
وأضافت على صفحتها في فيسبوك «لو كانت الثورة مجرد خيمة لكان القذافي أول وأكبر ثائر».
كما عبرت كرمان عن امتنانها العظيم لسكان الأحياء المجاورة لساحة التغيير، وقالت «ألف شكر لكم أيها الأحبة، لقد تحملتم كثير من العناء، وشاركتمونا ذات الكفاح والنضال العظيم، لكم الشكر ولكم المجد».
من جهته، قال المحامي خالد الانسي عضو التنسيقية العليا للمجلس الثوري إن «ساحة التغيير لم تعد ساحة للفعل الثوري وقد تحولت في الغالب لواجهة صراع سياسي بين الحوثي والاصلاح»، متطرقا في حديثه الى انه كان قد دعا في وقت سابق الى رفع الاعتصام وان تقوم القوى السياسية التي كانت طرفا في التسوية السياسية او التي لحقت بركابها برفع خيامها وان تترك للشباب المستقل حق تقرير البقاء فيها من عدم ذلك.
خالد الآنسي: ساحة التغيير تحولت لواجهة صراع سياسي بين الحوثي والاصلاح واضاف: «اتمنى على من بقي في الساحة من الشباب المستقل مراجعة قرارهم في البقاء في ساحة تجردت من فعلها الثوري وأصبحت خاوية من روح الثورة وفعلها».
وما تزال انتشار الخيام في الساحة تؤرق سكان الأحياء المجاورة، بينما يُصر أنصار الحوثيين على الاستمرار في الاعتصام.
وخرج الحوثيون مساء أمس الجمعة في مسيرة بصنعاء تطالب بإسقاط حكومة الوفاق الوطني، وقالوا في بيان صادر عنها إنهم سيستمرون في الاعتصام، مضيفين ان من انسحبوا من الساحة «أكملوا مشروعهم الخاص الذي لا يخدم إلا افراد ولا يخدم الوطن» حسب تعبيره.
وطرح البيانات حزمة مطالب أبرزها إلغاء لجنة الانتخابات الحالية، ووقف حالات التجنيد التي قالوا إنها «تتم لصالح أحزاب».
إلى ذلك، قال عضو اللجنة التنظيمية للثورة حبيب العريقي ل«المصدر أونلاين» إن المكونات الثورية تشكر الأهالي على سعة صدرهم وتحملهم وتضحياتهم خلال الفترة الماضية.
حبيب العريقي يشكر سكان الأحياء المجاورة لساحة التغيير على تحملهم خلال الفترة الماضية وأضاف ان جميع اللجان ستخلي ساحة التغيير، بما في ذلك ما تبقى من المستشفى الميداني الذي كانت تديره الجمعية الطبية الخيرية، مشيراً إلى ان اللجنة ستنسق مع أمانة العاصمة لرفع بعض المخلفات التي خلفها ترك الخيام.
ودعا العريقي الحكومة إلى تعويض سكان الأحياء المجاورة لساحة التغيير من خلال إعفاءهم من رسوم الخدمات الرئيسية طيلة فترة مكوث الخيام في تلك الأحياء، كنوع من رد الجميل لهم.