أعلنت قبائل من "آل فضل" تتبع قبائل "المراقشة" بمحافظة أبين مسؤوليتها عن اختطاف طبيب سويسري، أمس الاثنين، يعمل لدى بعثة الصليب الأحمر باليمن، مطالبة بإطلاق سراح أحد أبنائها المعتقلين منذ ست سنوات. وأمس، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن ثلاثة من العاملين بالمنظمة خطفوا في جنوب اليمن. وذكر المتحدث باسم المنظمة لوكالة الأنباء السويسرية (سدا) أن محادثات تُجرى مع جماعة مسلّحة لتأمين إطلاق سراحهم، دون الكشف عن جنسيات المخطوفين.
وقال مصدر أمني ل«المصدر أونلاين» إن مسلحين من قبيلة «المراقشة» التي تنتمي لمحافظة أبين اختطفوا ظهر أمس عاملا سويسريا يُدعى دانيال كالفوري يعمل في الصليب الأحمر بمدينة عدن مع موظف يمني واقتادوهما إلى جبال المراقشة.
ويأتي هذا الاختطاف بعد اسبوع واحد من اختطاف القبائل نفسها لخبيرين مصريين يعملان في مصنع أسمنت بالمنطقة، وبعد أيام قليلة فقط من إطلاق سراح طبيبين يمنيين آخرين يعملان لدى الصليب الأحمر، بعد وساطة قام بها قائد اللجان الشعبية في أبين عبد اللطيف السيد، لدى قبائل "آل فضل" التي اختطفتهم الأربعاء الماضي.
وقالت مصادر في قبيلة آل فضل ل"المصدر"، أمس، إنها تطالب بإطلاق سراح أحد أبنائها المعتقلين في سجن المنصورةبعدن، كان اعتقل قبل ست سنوات على خلفية تهمة قتل لم تثبت في حقه حتى الآن، ولم يعرض على المحكمة للبت في قضيته. واتهمت المصادر القبلية مسؤولين ونافذين في الدولة بالوقوف وراء اعتقاله والمماطلة بمحاكمته وتأخير إطلاق سراحه.
وأوضح أحمد سالم أمدبي في اتصال تلفوني أجرته معه "المصدر"، أمس، أن السلطات اليمنية كانت اعتقلت شقيقه عبد الباسط سالم أمدبي قبل ست سنوات، بطريقة غير قانونية بعد أن اقتحمت منزله منتصف الليل وأخذته إلى سجن المنصورةبعدن، بجنحة لم يرتكبها ولم تثبت ضده حتى الآن.
وأكد "أمدبي" أن القبائل، التي ينتمي إليها، قررت مؤخراً اللجوء إلى هذه الطريقة (الاختطاف) بهدف إثارة القضية للضغط على السلطات بعد أن لمست مماطلة وتطويل للقضية في المحاكم بناءً على رغبة مسؤولين كبار بينهم وزير الزراعة الحالي فريد مجور، الذي اتهمه باعتقال شقيقه حينما كان محافظاً لأبين.
وأصاف: "ولذلك قامت القبائل، أمس، بخطف الطبيب السويسري، على خط عدن – أبين، بينما كان قادماً من عدن"، في الوقت الذي أكد فيه أيضا أنهم من قاموا قبل أسبوع (الاثنين الماضي) باختطاف خبيرين مصريين يعملان في مصنع الوحدة للإسمنت بمنطقة باتيس في أبين.
وكانت قبائل "آل فضل" هي أيضا من نفذت، الأربعاء الماضي، عملية اختطاف طبيبين يمنيين يعملان لدى الصليب الأحمر (تشير معلومات أخرى إلى أن المختطفين هم طبيب يمني وآخر هندي)، إلا أنها عادت وأطلقت سراحهما لاحقاً بناءً على وساطة قام بها عبد اللطيف السيد، قائد اللجان الشعبية في أبين. وتتردد معلومات أن السيد خاض وساطة أخرى لإطلاق سراح الخبيرين المصرين، إلا أنها لم تتكلل بالنجاح.
وبحسب "أمدبي" ل"المصدر" فإن القبائل كانت أصدرت قبل يومين بياناً أوضحت فيه مسؤوليتها عن اختطاف الخبيرين المصريين، وضمنته مطالبها من أجل العمل على إطلاق سراحهما، مشيراً إلى أن نسخة من البيان سلّمت إلى كلٍ من: محافظ أبين، ومدير الأمن، وقائد اللواء (119) بالمنطقة، فيصل رجب، وقائد اللجان الشعبية عبد اللطيف السيد.
ولأن القبائل لم تلمس أي تقدم إزاء تنفيذ مطالبهم تلك، تقول مصادر قبلية ل"المصدر" فقد اضطرت إلى اختطاف الطبيب السويسري، أمس الاثنين، للمزيد من الضغط على السلطات.
ويؤكد أمدبي أن شقيقه عبد الباسط مظلوم، وقد اعتقل في قضية قتل جاءت على خلفية قضية ثأر بين قبيلتي "آل مجور" و "آل عباد"، وهي قضية لا علاقة لهم بها. حيث يتهم عبد الباسط أمدبي بقتل أحد أبناء قبائل العوالق التي تنتمي لها أسرة "آل مجور".
وبحسب أمدبي فقد اقتيد شقيقه إلى سجن المنصورةبعدن، إلا أنه لم يعرض على المحكمة، مضيفاً: وبعد سنتين من اعتقاله أبلغتنا المحكمة بأن مهمتها فقط هي التحفظ على شقيقه في السجن حفاظاً على سلامته، وأن محاكمته تدخل ضمن اختصاص المحكمة في محافظة أبين".
وأكد أمدبي "نطالب بقانون فقط يحكمنا في هذا البلد.. ولا نريد سوى العدالة ولا شيء آخر غير ذلك"، مضيفا "نريدهم أن يعرضوا شقيقي، المعتقل منذ ست سنوات ظلماً في سجن المنصورةبعدن، على المحكمة للبت في التهمة الملفقة ضده، وفي حال ثبتت براءته فعليهم أن يطلقوا سراحه، هذا كل ما نريده".
وتساءل: "إذا كان هناك قانون فلماذا لا يتم تطبيقه؟ لماذا مازال أخي في السجن منذ ست سنوات ظلماً بدون محاكمة؟". واتهم نافذين في الدولة بإصدار أوامرهم وتوجيهاتهم للإبقاء على شقيقه في السجن بدون محاكمة.
وعلمت "المصدر" من مصادرها في أبين أن المختطف السويسري تم اقتياده إلى منطقة تسمى "حبيل برق"، وتقع على بُعد 12 كيلومتراً تقريباً شمال مدينة جعار.
وغالباً ما دأبت القبائل اليمنية على اختطاف الأجانب واحتجازهم كرهائن لمطالبة السلطات بتحقيق مطالبها، والتي يدخل بضمنها إطلاق سراح سجناء من أفراد القبيلة، وكذا تنفيذ مشاريع تنموية في مناطقهم، إلى جانب مطالب أخرى.