أفادت مصادر محلية في محافظة صعدة شمال اليمن إن مسلحين من جماعة الحوثيين اعتقلوا مراسلاً تلفزيونياً واعتدوا على خطيب مسجد وشباناً آخرين اليوم الجمعة في أحدث هجوم ضمن سلسلة اعتداءات قالت إنها تستهدف مساجد لم يمتد إليها نفوذ الجماعة المسلحة التي تسيطر على المحافظة وأجزاء من محافظات مجاورة. ونقل مراسل «المصدر أونلاين» عن تلك المصادر قولها إن مسلحين من جماعة الحوثيين اقتحموا مسجد مصعب بن عمير في منطقة الطلح في الساعة التاسعة صباح اليوم، واعتقلوا مراسل تلفزيون سهيل واثنين من رفاقه عندما وصل إلى المسجد في الساعة الحادية عشرة، كما صادروا عليه كاميرته.
وأضافت المصادر ان مصير مراسل «سهيل» ورفيقيه ما يزال مجهولاً، مشيرة إلى أن مسلحين حوثيين اعتدوا على ثلاثة شبان بالضرب المبرح.
وكان مسلحون من جماعة الحوثيين داهموا خلال الأسابيع الماضية مساجد يديرها محسوبون على التجمع اليمني للإصلاح والسلفيين في محاولة للسيطرة عليها، وسط معلومات عن تحريض خطباء حوثيين ضد تلك المساجد.
وقالت مصادر محلية إن أتباع الحوثي تواجدوا بكثافة في مسجد مصعب بن عمير، وبعد انتهاء صلاة الجمعة اقتادوا خطيب المسجد وليد عيضة سعيد وأبرحوه ضرباً بأعقاب البنادق في صرح المسجد، وعندما حاول إمام المسجد ذاته التداخل اعتدوا عليه أيضاً.
وقال شهود عيان إن المسلحين الحوثيين أغلقوا المسجد واقتحموا دار القرآن القريب منه ونهبوا بعض المقتنيات، من بينها جنابي وهواتف نقالة، كما عبثوا بمكتبة الدار.
وأضافوا ان شابين من طلاب الدار حاولا إيقاف المسلحين عن العبث بالمكتبة، لكن الحوثيين اعتدوا عليهما.
وقال مصدر على اتصال بالشابين ل«المصدر أونلاين» إنهما ما يزالان محتجزين في مبنى دار القرآن الكريم، وان أحدهما ينزف من رأسه نتيجة الاعتداء عليه، بينما يرفض الحوثيون إخراجهم لإسعافهم، أو إيصال مساعدة طبية إليهما حتى كتابة هذا (الساعة 4 مساءً).
ويُعتقد ان سبب اقتحام مسجد مصعب بن عمير هو بث مقطع فيديو سُجّل يوم الجمعة الماضية أثناء مقاطعة الحوثيين لخطيب المسجد أثناء الخطبة.
وقال مصدر محلي آخر إن مسلحين حوثيين اقتحموا مسجداً في منطقة «بني بحر» بمديرية ساقين واستولوا عليه بالقوة، وان كثيراً من أهالي القرية الذين قدموا لأداء صلاة الجمعة غادروا المسجد عائدين إلى بيوتهم.
ويتهم ناشطون في مجال حقوق الإنسان جماعة الحوثيين بارتكاب انتهاكات ضد مخالفيهم في المناطق التي يسيطرون عليها وممارسة عمليات اعتقال وتعذيب وتهجير ضدهم.
وقالت منظمة «وثاق» للتوجه المدني إنها رصدت أكثر من 13 ألف حالة انتهاك قام بها مسلحون حوثيون خلال الأعوام الماضية، وهي نسبة كبيرة تمثل أضعاف ما رصدته من انتهاكات قامت بها السلطات الحكومية خلال الفترة ذاتها، بحسب المنظمة.