قال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بالوكالة جيفري فيلتمان، أنه يجب على الولاياتالمتحدة أن تستمر بالعمل مع اليمن لمعالجة تهديدات عدم الاستقرار في البلد نفسه ولجيرانه. في إشارة منه إلى الإختلالات الداخلية في البلد، والتي أفضت لأن تكون اليمن بلداً خصباً لتنظيم القاعدة. وهو الأمر الذي يهدد شركاء أمريكا في المنطقة لاسيما دول الخليج. جاء ذلك في سياق حديثه عن سياسات أمريكا القادمة في الشرق الأوسط. وكان فيلتمان تحدث أمس الأربعاء، عما تنوي أمريكا القيام به إزاء الشرق الأوسط، – خلال جلسة التصديق على تعيينه في هذا المنصب الجديد، أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي. وتطرق في حديثه عن جملة قضايا كانت على رأسها قضية عملية السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب، وعملية انسحاب الجيش الأمريكي من العراق، والبرنامج النووي الإيراني، والعلاقة مع سوريا. وبحسب وكالات الأنباء التي نقلت ملخصاً للجلسة، فإن مساعد وزيرة الخارجية لشئون الشرق الأدنى، قال في حديثه"لدينا تاريخ مؤسس من الشراكات الهامة مع مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي...علينا أن نستمر بالعمل عن كثب مع اليمن لمعالجة تهديدات عدم الاستقرار في البلد نفسه ولجيرانه". وأكد الالتزام بسياسات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الداعية إلى "دبلوماسية جديدة تعززها الشراكة والبراغماتية والمبدأ". وأضاف "يجب إعطاء ثقة لشركائنا في الشرق الأدنى بان التزامنا بأمنهم والمنطقة دائم...في حال التصديق على تعييني سأسعى إلى البناء على آليات موجودة للانخراط الدبلوماسي أكانت ثنائية أو متعددة الأطراف". يذكر أن آخر تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية، والذي صدر قبل أيام حول الإرهاب العالمي للعام الماضي 2008 وضع اليمن ضمن المناطق السوداء، التي أعطيت درجة "سيئة". ووصف استجابة الحكومة اليمنية للتهديد الإرهابي، أنه "كان متقطعاً" وأن "قابليته لمطاردة ومحاكمة المشتبه بهم بالإرهاب ظلت ضعيفة بسبب عدد من العيوب، بضمنها توقفه (أو تلكؤه) عن إعداد مسودة أولية لقانون مكافحة الإرهاب". ووفقاً لذلك فقد أعتبر التقرير أن "غياب أو انعدام تشريع فعال لمكافحة الإرهاب - يجرم نشاطات أولئك المشغولين في التخطيط، والتسهيل، أو تنفيذ أعمال إرهابية في اليمن وفي الخارج – قد ساهم في استئناف اليمن كملجأ أمن وقاعدة محتملة للعمليات الهجومية للإرهابيين". وحذر التقرير من حالة الأمن في اليمن التي قال أنها واصلت تدهورها خلال العام الماضي. وأستند في ذلك على بعض المؤشرات الناتجة عن تزايد سلسلة الهجمات ضد المصالح الغربية واليمنية. وفي أكثر من مرة أعرب مسئولون أمريكيون وسعوديون مؤخراً عن قلقهم من استئناف تنظيم القاعدة لنشاطه في اليمن، ومن أن ذلك سيعرض مصالح الجيران للخطر. حيث أعتبر أن أعلان تنظيم القاعدة – مؤخراً - الدمج بين قيادتي اليمن والسعودية، واختيار اليمن مقراً له، أمر في غاية الخطر. كون اليمن ستمثل للقاعدة منطلق لعملياته في الجزيرة العربية. ويخشى الأمريكيون والسعوديون على السواء من يخطط التنظيم لضرب المصالح النفطية في السعودية إنطلاقا من اليمن.