- اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها السنوي لعام 2011 حول الإرهاب أن تنظيم القاعدة "في طريق الزوال" بعد مقتل عدد من قادته، لكن تشعباته تبقى خطرا في بعض المناطق المضطربة ومنها اليمن حيث ينشط فرع التنظيم في جزيرة العرب. ورغم حديث التقرير عن نشاط القاعدة في اليمن الذي شهد توسعا لافتا العام الماضي وبشكل «مثير للقلق»منتجا تحالفات مع جماعات مسلحة، أشار التقرير تعاون مثمر في مكافحة الإرهاب مع اليمن للحد من قدرات ونفوذ القاعدة الذي يمثل خطرا بفرعه المسمى قاعدة الجهاد في جزيرة العرب". وقال السفير دانيال بنجامين وهو منسق شؤون مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأميركية، في مؤتمر صحفي بوزارة الخارجية حول أحداث العام الماضي: ليس هناك شك في أن هناك مدعاة للقلق بسبب فروع تنظيم القاعدة النشطة في الأماكن المضطربة ومنها فرعه في اليمن، لكن أقول بأننا اكثر أمنا الآن مما كنا عليه قبل عدة سنوات، وذلك لأن فرع التنظيم الأم كان هو الجزء الأكثر قدرة في التنظيم على شن هجمات كارثية على نطاق واسع. وأضاف "نحن نعمل بشكل وثيق مع الدول الشريكة في جميع أنحاء العالم، لاسيما في حالة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والذي هو –باتفاق الجميع - أخطر فروع تنظيم القاعدة وقد استفاد من التحول السياسي الطويل، والاضطراب الذي كان يجري في اليمن". معربا عن تفاؤل بلاده لأن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الرئيس شريك موثوق به للغاية الآن. وعملنا مع اليمن تسير بشكل جيد جدا وفي الاتجاه الصحيح ". وأشار التقرير السنوي، الذي تعده عدة هيئات للحكومة الأميركية والسفارات الأميركية في الخارج، إلى أن مقتل أسامة بن لادن وعدد من الرموز البارزة وضع شبكة القاعدة "على مسار من الإنحدار سيكون من الصعب عكس وجهته." وكان بن لادن قد لاقى حتفه خلال عملية خاصة في مجمع سكني في مطلع أيار/مايو 2011. وعدد التقرير عدد القياديين في التنظيم الذين قتلوا خلال العام الماضي، من بينهم عطية عبد الرحمن الذي قتل في باكستان أيضا، وأنور العولقي الذي قتل في اليمن. واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية التي أصدرت التقرير نيابة عن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أن "التعاون العالمي في مكافحة الإرهاب" ساهم بشكل كبير في استهداف قيادات "القاعدة" ولكنها لم تشر إلى استخدام الطائرات من دون طيار لتحقيق الأهداف الأميركية. إلا أن التقرير شدد على أن "القاعدة" ما زالت قادرة على القيام بهجمات إقليمية ودولية مما يعني أنها "ما زالت تشكل تهديدا جديا ومتواصلا لأمننا القومي". وأضاف التقرير أن تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" يشكل تهديدا جديا بشكل أخص بعد أن "سيطرت (القاعدة) في شبه الجزيرة العربية على جزء من الأراضي جنوب اليمن وتستغل عدم الاستقرار في تلك البلاد للتخطيط ضد المصالح الغربية والإقليمية". وأشار التقرير أيضا إلى مجموعات أخرى تعتبرها إرهابية، بما فيها مجموعة "الشباب" و"القاعدة في العراق"، لافتة إلى أنه من المتوقع أن الأخيرة "توسع نشاطها داخل سوريا وتسعى لاستغلال الانتفاضة الشعبية ضد ديكتاتورية (الرئيس السوري) بشار الأسد". وكرر الاتهامات لإيران بدعم الإرهاب التي اعتبرتها مع "القاعدة" أساس "مصدر القلق الرئيسي للولايات المتحدة". ووصف التقرير الصادر أمس إيران بأنها "الراعي الرئيسي للإرهاب في العالم" حيث إنها تقدم التمويل والدعم "لمجموعات إرهابية ومسلحة في أرجاء الشرق الأوسط". وجاء في تقرير "الدول والإرهاب 2011" الذي رفعته الوزارة إلى الكونغرس أن إيران و"القاعدة" تساعدان على إذكاء الاضطرابات من خلال نشر "الآيديولوجية والخطاب العنيف المتطرف" في عدد من أكثر المناطق المضطربة في العالم. ولفت في فصل خاص عن منطقة الشرق الأوسط إلى أن "الشرق الأدنى ما زال المنطقة الأكثر فعالية من حيث النشاط الإرهابي خلال عام 2011". وأضاف التقرير أن "بعض الإرهابيين يحاولون استغلال ظروف عدم الاستقرار التي تلت أحداث الصحوة العربية"، أي الثورات في العالم العربي. واعتبر التقرير أن "المخاوف من حصول الإرهابيين على أسلحة من ليبيا يشكل مصدر قلق بشكل خاص، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي النقالة أيضا من ليبيا". كما لفت إلى أن النجاحات التي تحققت ضد القاعدة يمكن أن تعزى بصورة كبيرة إلى التعاون العالمي في مكافحة الإرهاب مما فرض ضغطًا هائلا على جوهر زعامة القاعدة رغم أن هذا التنظيم وملحقاته وأتباعه، بحسب ما جاء في التقرير، ما زالوا قادرين على التأقلم والتكيف. وجاء في التقرير في هذا السياق: "لقد أبدى هؤلاء مرونة واحتفظوا بقدراتهم على شن هجمات إقليمية وأخرى تتجاوز الحدود، وبالتالي فإنها تشكل تهديدًا مستديمًا وخطيرًا لأمننا القومي." وطبقا للمركز القومي لمكافحة الإرهاب (NCTC)، سجل 10283 حادثًا إرهابيًا في 2011 أثرت على 43990 فردًا من 70 بلدًا. وكان عدد الذين قضى عليهم الإرهابيون 12533 في 2011 وهو عدد أدنى بنسبة 12 في المئة عن مجموع ال13193 ضحية في 2010 وأقل بنسبة حوالي 29 في المئة عن مجموع عام 2007 البالغ 22720 ضحية. وقد بدأ تراجع عدد القتلى بسبب الأعمال الإرهابية في 2005 وسجل انحدارًا مطردًا منذ ذلك الحين، بحسب ما أفاد التقرير. ومجموع الضحايا لعام 2011، كما ورد في ملحق التقرير، هو الأدنى خلال 5 سنوات لكنه يبرز الخسارة في الأرواح والباع الجغرافية للإرهاب. وجاء أيضا في الملحق: "ظلت منطقتا الشرق الأوسط وجنوب آسيا تشهدان أكبر عدد من الهجمات وشكلت نسبة أكثر بقليل من 75 في المئة من المجموع." كما لفت التقرير إلى ارتفاع عدد العمليات والهجمات في أفريقيا والنصف الغربي للكرة الأرضية "مما مثل تطورًا ثابتًا في التهديد الإرهابي". وأوضح التقرير أن عدد الاعتداءات الإرهابية تراجع بمعدل 14 في المئة في أفغانستان وبمعدل 16 في المئة في العراق.