شنت أسرة المعتقل اليمني في غوانتنامو عبدالسلام الحيلة هجوماً على الرئيس السابق علي عبدالله صالح وعهده، في رد على تصريحاته الأخيرة التي أطلقها عبر قناته «اليمن اليوم»، واعتبر فيها المعتقلين اليمنيين في السجن الأمريكي بأنهم «إرهابيون». وحصل «المصدر أونلاين» على نسخة من الرد، الذي اعتبرت فيه أسرة الحيلة أن تلك التصريحات تأتي في الاتجاه المعاكس لتحركات الحكومة اليمنية ومنظمات حقوق الإنسان العالمية والمحلية، وفي الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الأمريكية عن الاستعداد للإفراج عن أكثر من ستين معتقلا بريئاً لم تثبت إدانتهم.
وفي مقدمتها، تطرقت الأسرة في ردها للظلم والمعاملة السيئة التي يتعرض لها المعتقلون في معتقل جونتانامو كل يوم، لاسيما مع استمرارهم الإضراب عن الطعام.
وقالت أسرة الحيلة «عشر سنوات من الظلم في جونتانامو في عهد علي صالح بدلاً من المطالبة بهم وإرجاعهم إلى بلدهم لحفظ كرامة اليمن، لم يقم إلا بالمطالبة بملايين الدولارات حتى يقبل عودتهم، يُتاجر بهم كسلعة وليسوا بشراً..».
واعتبرت أن بقاء المعتقلين اليمنيين، بمن فيهم الحيلة، في سجن جونتانامو حتى الآن «بسبب الحكومة اليمنية لأنها لم تطالب بأحد من المعتقلين خلال هذه السنوات ما عدا المطالبة بملايين الدولارات، وهذا بشهادة المحامين الأمريكيين ومنظمة هود وغيرها من المنظمات، بل وتصريح الرئيس هادي في زيارته لأمريكا».
ورداً على تصريحات صالح وقوله «أسألوا الحيلة بمن كان يتصل ومن يتصل به..؟»، ردت الأسرة بالقول إن «عبدالسلام الحيلة ضابط في الأمن السياسي واتصالاته كلها كانت معهم وأعماله كلها قام بها بتوجيهات مباشرة من رئيس جهاز الأمن السياسي الذي يتبع مباشرة رئيس الجمهورية..»، مضيفة «فلو افترضنا أن أعماله تلك إرهابية فهو بأمر علي صالح وسيكون هو رئيس الإرهاب الحقيقي».
ونشر المصدر أونلاين في وقت سابق مادة صحفية تضمنت رسائل بخط يد المعتقل عبدالسلام الحيلة.
وينشر «المصدر أونلاين» نص الرد: بسم الله الرحمن الرحيم في الوقت الذي يتحدث فيه العالم أجمع أنه آن الأوان لإنهاء الظلم الإنساني، وإنهاء أسوأ انتهاك لحقوق الإنسان في معتقل الظلم غوانتنامو، وما يحصل الآن من معاناة بسبب استمرار إضراب المعتقلين عن الطعام لأكثر من ثلاثة أشهر ثم تحويلهم إلى زنازين انفرادية، ومنع كل وسائل الحياة الإنسانية التي يحصل عليها أي سجين في العالم، بل والوصول إلى سحب حتى الفرش وجعل المعتقلين ينامون على الأرضيات والبلاط البارد لإكمال ما تبقى من جسم هزيل والإصابة بالأمراض ووصولاً إلى منع حتى المياه بل حتى قطرة واحدة لم تدخل لهم، وفوق هذا وذاك يتم إطعامهم بطريقة وحشية عبر أنابيب يتم إدخالها بالقوة من أنف المعتقلين، وليس هذا فحسب بل يعانون كذلك من أبشع صور التعذيب الجسدي والنفسي والمعاملات اللا إنسانية. وبعد هذا كله، ونحن ننتظر الفرج من الله سبحان وتعالى، وننتظر ما ستقدمه الحكومة اليمنية وما ستقوم به من تحرك فعلي لإنهاء العار الذي لحق بالحكومة اليمنية لأكثر من اثنتي عشرة سنة إذ بنا نفاجأ بتصريح للرئيس السابق علي صالح في قناته «اليمن اليوم» بأن أبناءنا في غوانتنامو عناصر إرهابية، لذا وجب علينا الرد فنقول: •عشر سنوات من الظلم في غوانتنامو في عهد علي صالح، أعلنت فيه الحكومة الأمريكية عن الاستعداد للإفراج عن أكثر من ستين معتقلاً وليس عليهم أي تهمة أو إدانة وأنهم أبرياء... وعلي صالح يقول في خطابه إنهم إرهابيون، فإما أن علي صالح كان يعيش عشر سنوات في كوكب آخر ولا يدري ما يجري في اليمن والعالم وأنهم أبرياء أو أنه في هذه الأيام لم يعد يعرف ما يقول. • عشر سنوات من الظلم في غوانتنامو في عهد علي صالح لم تصدر ورقة رسمية واحدة من الحكومة اليمنية بالمطالبة بهم عبر وزارة الخارجية أو غيرها من الوزارات، وإنما فقط كلمات في الإعلام لا تقدم ولا تؤخر، فهل هذه دولة وحكومة تحترم أبناءها وتحترم كرامة الإنسان «وأين كملة سنبادل الوفاء بالوفاء». • عشر سنوات من الظلم في غوانتنامو في عهد علي صالح بدلاً من المطالبة بهم وإرجاعهم إلى بلدهم لحفظ كرامة اليمن، لم يقم إلا بالمطالبة بملايين الدولارات حتى يقبل عودتهم، يتاجر بهم كسلعة وليسوا بشرا. • عشر سنوات من الظلم في غوانتنامو في عهد علي صالح ، تتحدث كل المنظمات الإنسانية الأمريكية والعالمية عن التعذيب الوحشي النفسي والجسدي والمعاملات اللا إنسانية للمعتقلين وتصدر بيانات تدين وتنكر هذه الممارسات ولم نسمع إدانة أو إنكاراً أو تصريحاً من حكومتنا الرشيدة. • عشر سنوات من الظلم في غوانتنامو في عهد علي صالح خرج منه أغلب الجنسيات وبقي اليمنيين فقط ليشكلوا ثلثي عدد المعتقلين فيه، لأن اليمن هي الدولة الوحيدة في العالم التي لم تطالب بأبنائها، والأرقام خير شاهد وللقارئ الحكم على حكومة علي صالح وأين وضعت كرامة اليمنيين. • وبعد أسوأ ظرف يمر به المعتقلون في سجن غوانتنامو في هذه الفترة ومعاناة أشد من جميع السنوات السابقة، تتحرك المنظمات الإنسانية في الداخل والخارج وتطالب بإنهاء هذه المأساة، بل صرح الرئيس الأمريكي بأنه يريد الإغلاق لهذا المعتقل، يلعب علي صالح بالورقة الإنسانية ويدخل بها في ملعب السياسة «سقوط أخلاقي سياسي إلى أدنى مستوى». •قال علي صالح «وباعتراف عناصركم في غوانتنامو، واسألوا الحيلة الذي اعترف لدى الأمريكان من كان يرعى الإرهاب، وبمن كان يتصل، ومن يتصل به، هذا نشر في كل وسائل الإعلام وتكذبون على الناس ألا تستحون من الكذب، فعندهم شعار: اكذب اكذب اكذب حتى يصدقوك الناس ....». أولاً : لا توجد أي تهمة أو إدانة بل لا توجد محاكمة لعبد السلام الحيلة ولا لغيره من المعتقلين إلى الآن، وبقاؤه في معتقل غوانتنامو هو بسبب الحكومة اليمنية لأنها لم تطالب بأحد من المعتقلين خلال هذه السنوات ما عدا المطالبة بملايين الدولارات، وهذا بشهادة المحامين الأمريكيين ومنظمة هود وغيرها من المنظمات بل وتصريح الرئيس هادي في زيارته لأمريكا. ثانياً: جميع الناس في الداخل والخارج يعرفون قضية عبد السلام الحيلة، وكيف تم اختطافه من مصر، وأنها جريمة إنسانية اشتركت فيها الحكومة الأمريكية والمصرية وتواطؤ مباشر من الحكومة اليمنية، وقد أعلنت منظمة العفو الدولية وكذلك منظمة «هيومن رايس واتش» العالمية بأن قضية عبد السلام الحيلة من أسوأ القضايا في انتهاك حقوق الإنسان. ثالثاً: قال علي صالح أسألوا الحيلة بمن كان يتصل ومن يتصل به، عبد السلام الحيلة ضابط في الأمن السياسي واتصالاته كلها كانت معهم وأعماله كلها قام بها بتوجيهات مباشرة من رئيس جهاز الأمن السياسي الذي يتبع مباشرة رئيس الجمهورية، فلو افترضنا أن أعماله تلك إرهابية فهو بأمر علي صالح وسيكون هو رئيس الإرهاب الحقيقي. رابعاً: أشار علي صالح أن عبد السلام الحيلة يتبع تنظيمات سياسية ليتهمها بالإرهاب «برغم براءة عبد السلام»، وعبد السلام الحيلة في الحقيقة عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام.. ولكن من يبيع شعباً ووطناً لا يستبعد منه أن يبيع حزبه أو أعضاء من حزبه. خامساً: قال علي صالح إن اعترافات عبد السلام الحيلة لدى الأمريكان معروفة في كل وسائل الإعلام، فمتى اعترف؟ وأين تلك الاعترافات؟ وأين تلك القنوات التي نشرت اعترافاته؟ ومتى تم ذلك؟ ولم نجد علي صالح صادقاً إلا في قوله «اكذب اكذب اكذب حتى يصدقوك الناس»، فقد صدق فيه وطبّقه بكل معنى الكلمة. في الأخير: • طالب رئيس الجمهورية عبدربه منصور بالمعتقلين في زيارته لأمريكا وكانت مطالبات إعلامية فلا نريد أن تكون كمطالبات علي صالح للاستهلاك الإعلامي، نريدها أفعالاً لا أقوالاً وأن يقوم بدوره التاريخي والإنساني في إرجاع كرامة اليمنيين فغوانتنامو ليست قضية أشخاص (غوانتنامو كرامة وطن). • قامت حكومة الوفاق بعمل لجنة لمعتقلي الخارج، لكن بدون فاعلية حقيقية، ولم نجد كذلك ورقة رسمية ومطالبة حقيقية للإفراج عنهم من وزارة الخارجية، متى تتحول الوزارات من النظام الحزبي إلى النظام الوطني. •نطالب من جميع الشرفاء في هذا الوطن من المكونات السياسية في المؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه وبقية التنظيمات السياسية في مؤتمر الحوار أن يقوموا بواجبهم التاريخي في الدفاع عن كرامة أبنائهم في الخارج «وإعادة الكرامة الإنسانية لأبناء اليمن». أسرة الشيخ الأسير عبد السلام الحيلة 6/4/2013م وبالله التوفيق والله المستعان