أعلن التلفزيون السوري الرسمي استعادة قوات النظام السيطرة على مدينة القصير الإستراتيجية بريف حمص كليًّا بعد القضاء على عدد كبير ممن وصفهم بالإرهابيين واعتقال عدد آخر. لكن المتحدث باسم هيئة أركان الجيش الحر في حمص نفى للجزيرة صحة هذه المعلومات وأكد استمرار المعارك الضارية في القصير ومقتل 15 من عناصر حزب الله. وقال بيان بثه التلفزيون إن القوات المسلحة تعيد الأمن والاستقرار إلى مدينة القصير بريف حمص، ويأتي هذا الإعلان في ظل معارك شرسة دخلت أسبوعها الثالث تخوضها قوات النظام مدعومة بمسلحين من حزب الله للسيطرة على هذه المدينة الواقعة على طريق حيوي للإمدادات عبر الحدود بين لبنان وسوريا. لكن المتحدث باسم جبهة حمص التابعة لهيئة أركان الجيش السوري الحر صهيب العلي نفى صحة هذه المعلومات ووصفها بأنها كاذبة، وأكد في اتصال عبر سكايب استمرار الجيش الحر في السيطرة على القصير مع تواصل المعارك العنيفة والقصف المكثف، مشيرا إلى أن الثوار قتلوا 15 من عناصر حزب الله في آخر المعارك إضافة إلى مقتل سبعة من الجيش الحر وجرح عدد كبير من المدنيين.
وأشار العلي إلى أن المعارك تدور في الضبعة شمال القصير وفي الأحياء الشمالية والجنوبية والشرقية من القصير.
وأعرب العلي عن تخوف الجيش الحر من أن يكون إعلان جيش النظام السيطرة على القصير مقدمة لقصف المدينة بالسلاح الكيمياوي كما فعل في مناطق أخرى. وناشد الهيئات الإنسانية التدخل لإنقاذ أكثر من ألف جريح في المدينة حياتهم مهددة بالخطر.
وقبل هذه التطورات أفاد ناشطون بسقوط قتلى وجرحى في معارك تدور في مدينة القصير، وقال الناشطون إن عددا من المدنيين قتلوا وإن آخرين جرحوا بقصف بصواريخ أرض-أرض على مدينة القصير.
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الطيران الحربي قصف مدينة القصير أكثر من مرة، بعد ليلة من المعارك العنيفة عند أطرافها الشمالية، وفي قرية الضبعة الواقعة شمالها التي ما زال الثوار يسيطرون على أجزاء منها.
ويدور القتال الذي دخل أسبوعه الثالث داخل القصير وفي القرى المحيطة بها التي تسيطر قوات النظام على معظمها، في وقت عززت فيه هذه القوات المواقع التي تقدمت إليها شمالي المدينة، وبينها مطار الضبعة العسكري والجوادية والبساتين بالمنطقة.
وفي هذه الأثناء قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن المواد التموينية والغذائية بدأت تنفد، كما أن الأهالي لا يستطيعون النزوح بسبب تطويق المدينة من قبل قوات النظام وعناصر حزب الله.
دمشق وريفها من جهة أخرى أفادت شبكة شام الإخبارية بأن اشتباكات دارت على تخوم مدينة داريا في ريف دمشق بين قوات الجيش السوري مدعومة بمسلحين من حزب الله وقوات الجيش الحر.
وحسب شبكة شام فإن الاشتباكات تركزت على الجهة الغربية من المدينة التي تسعى قوات النظام السوري لاقتحامها منذ نحو شهرين، وتفرض عليها حصارا شديدا.
من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء إنه تم تسجيل سقوط خمس قذائف هاون على منطقتي العدوي والمزرعة بمدينة دمشق، بعضها قرب السفارة الروسية.
أما في معضمية الشام فقد دارت معارك عنيفة أسفرت عن سقوط سبعة قتلى من النظام وحزب الله، وفق الهيئة العامة للثورة السورية التي ذكرت أيضا أن الثوار سيطروا على حاجز لمقاتلي الحزب على أطراف معضمية الشام.
في غضون ذلك, استهدف القصف العنيف لقوات النظام منازل المدنيين في حي تشرين وجادة المشروح في حي برزة، إضافة إلى حيي القابون وجوبر بالعاصمة دمشق. وقال مجلس قيادة الثورة إن قذيفة تسقط كل أربع دقائق على حي تشرين. جبهات مشتعلة وفي درعا أفاد المركز الإعلامي السوري بأن الجيش الحر اقتحم حاجز السنتر في بلدة النعيمة بريف درعا. وأشار إلى سقوط ستة قتلى وعشرات الجرحى جراء قصف طيران قوات النظام للنعيمة الثلاثاء. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام تحاول السيطرة على القرية الواقعة شمال غرب مدينة حلب، سعيا لفك حصار مقاتلي المعارضة عن قريتي نبل والزهراء الشيعيتين بريف حلب. كما أفادت شبكة شام بأن الجيش الحر قتل أكثر من عشرة جنود في اشتباكات قرب مدينة السفيرة.
في غضون ذلك تحدثت شبكة شام عن قصف عنيف لمنازل المدنيين في حي الخالدية بمدينة حمص المحاصرة، وتصاعد أعمدة الدخان من المكان.
في هذه الأثناء قتل ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة وسقط عدد من الجرحى -بينهم أطفال ونساء- جراء قصف قوات النظام منزلهم بحي الحميدية في دير الزور صباح الثلاثاء، وفق الهيئة العامة للثورة، وسط اشتباكات عنيفة بعدة أحياء من المدينة الواقعة شرق سوريا.