يشعر النواب المؤتمريون الذين يتناوبون على حضور جلسات مجلس النواب في ظل مقاطعة كتل أحزاب اللقاء المشترك ب«الإحباط»، جراء عدم استجابة غالبية وزارء الحكومة لاستدعاءاتهم، وهو ما حدا بالبعض منهم الدعوة إلى إيقاف أعمال المجلس باعتباره مجلساً «عديم الفائدة». وبدأ المجلس اليوم السبت أولى جلسات أعماله للفترة الثالثة من الدورة الأولى لدور الإنعقاد السنوي العاشر، واستمع إلى تقرير مفصل عن أداء المجلس خلال الفترة الثانية التي عقدت طوال شهر مايو الماضي.
وزكى غالبية نواب كتلة حزب المؤتمر الشعبي العام مقترحاً تقدم به النائب المستقل ناصر عرمان الذي اقترح أن توقف الجلسات لأنه «لا داعي لها» - حسب قوله، وقال مخاطباً الأعضاء أثناء مناقشتهم الأحداث الدامية التي وقعت قبالة مقر جهاز الأمن القومي يوم الأحد الماضي وما أسفرت عنه من قتلى وجرحى «لا تهينوا المجلس أكثر مما أهانته الحكومة، ومناقشتنا للأحداث مجرد ظاهرة صوتية ولا نستطيع فعل شيء».
نائب مؤتمري قال إن وجود المجلس مثل عدمه ومواقفه اقتصرت على التفرج النائب المؤتمري أحمد العقاري قال إن وجود المجلس مثل عدمه، وان مواقفه اقتصرت على التفرج فقط.
وكان لوزير حقوق الإنسان حورية مشهور وعلي العمراني وزير الإعلام نصيب من الهجوم الذي يشنه أعضاء كتلة المؤتمر كعادتهم على أعضاء حكومة الوفاق الوطني.
ووصم النائب سنان العجي وزيرة حقوق الإنسان ب«الكذب» حين قالت إن ال17 معتقلاً المفرج عنهم من السجن المركزي مؤخراً هم من شباب الساحات، في حين أنهم من الحرس الخاص للرئيس السابق علي عبدالله صالح، ومتهمون بتفجير دار الرئاسة الذي استهدف صالح وكبار الدولة في العام 2011.
وهاجم العجي تلفزيون اليمن الحكومي وقال إنها لم تعد «قناة كل اليمنيين، بل أصبحت خاصة بفئة معينة»، متهماً إياها ب«التزييف»، وتغطية فعاليات تبرز أحزاباً بعينها مع تجاهل فعاليات أحزاب المؤتمر الشعبي العام والتحالف الوطني والحوثيين.
النائب معزب قال ان التلفزيون الحكومي «أصبح قناة علي العمراني» وأيد العجي في ذلك النائب عبدالرحمن معزب وقال إن قناة «اليمن» أصبحت قناة علي العمراني، وليست قناة اليمنيين، كما قال «إنه من المعيب أن يسكت المجلس عن المخالفة التي ارتكبتها وزير حقوق الإنسان حورية مشهور بالاعتصام ومطالباتها بإخراج القتلة». حسب تعبيره.
وتحدث سنان العجي عن ما أسماه «أخونة الدولة»، وقال إنهم يرغبون حتى تغيير أسماء المدارس، وهناك نية لتغيير اسم مدرسة «جمال عبدالناصر» في صنعاء، وهو الخبر الذي نفاه وزير التربية والتعليم في وقت لاحق.
يذهب النواب المنتمون لمحافظات جنوبية إلى مستوى أبعد من الهجوم على شخصيات بعينها في الحكومة، ويطالبون بعدم الخوض في المسائل الجزئية ومناقشة الأوضاع العامة بشكل عام، حسب النائبان سالم منصور وفؤاد واكد.
وطالب منصور رئاسة المجلس بتقديم تقرير شامل يتم مناقشته بحضور الحكومة، كما دعا فؤاد واكد إلى تخصيص وقت أكبر لمناقشة الأوضاع الأمنية التي قال إن جميع المحافظات اليمنية تكتوي بنيرانها.
فؤاد واكد عتب على رئاسة البرلمان لأنها لم تتواصل مع كتل المشترك خلال الإجازة النائب واكد العضو الوحيد الذي دعا في جلسات سابقة إلى التفاهم مع أعضاء كتل المشترك التي أعلنت انسحابها ومقاطعتها للجلسات، وقال في جلسة اليوم إنه يعتب على رئاسة المجلس لأنها لم تتواصل مع المنسحبين خلال فترة الإجازة.
وقال إن الأحرى بالمجلس أن يلتئم، بدلاً من تمترس كل طرف خلف أغلبيته.
وبدا النائب الناصري عبدالله المقطري متحمساً عند الحديث عن مواجهات الأمن القومي التي أسفرت عن قتلى وجرحى أثناء مسيرة لجماعة الحوثيين في العاصمة صنعاء الأحد الماضي.
وهاجم المقطري قيادة جهاز الأمن القومي، وقال إنه كان من المفترض أن تستقيل أو تُقال، مطالباً من الرئيس عبدربه منصور هادي بتوقيف قيادة الجهاز، باعتباره يعمل دون أي نصوص دستورية - حسب قوله.
كما وصف العضو المؤتمري أحمد الكلاني الحادثة ب«الاعتداء الغاشم»، وقال إن على المجلس أن يتخذ إجراءاته لإيقاف ما أسماه «العبث والهمجية».
وقال إن المتظاهرين كانوا على بعد كيلومتر من مبنى الجهاز لكن جنود الأمن القومي هاجموا المتظاهرين إلى مكان اعتصامهم. حسب قوله.
أحمد الكحلاني وصف حادثة الأحد الماضي بالاعتداء الغاشم وقال ان على البرلمان إيقاف العبث والهمجية ودعا عبدالقادر الدعيس إلى إدانة الهجوم على المتظاهرين في الخبر الرسمي، فيما عبدالكريم جدبان النائب المحسوب على جماعة الحوثيين اتهم أحزاباً «إسلاميةً» بأنها تُشرع للقتل.
وقال جدبان إن السفير الأمريكي بصنعاء هو الذي يوجه السياسات العسكرية في البلاد، إضافة إلى الانتهاكات المستمرة للطيران الأمريكي.
وعن قضية الكهرباء قال سنان العجي إن الرئيس هادي وجه الحكومة باتخاذ الإجراءات الأمنية، لكن الأخيرة «فاشلة لا تفرق بين الظلام والضوء»، وقال إن هناك مقاولة بين مخربي الكهرباء وبين الحكومة.
وقال محسن البحر رئيس لجنة الخدمات في المجلس إن وزير الكهرباء الدكتور صالح سميع لا يتجاوب مع اللجنة.
جدبان قال ان السفير الأمريكي بصنعاء هو الذي يوجه السياسات العسكرية في البلاد وتحدث في ختام الجلسة رئيس المجلس يحيى الراعي وقال إن المجلس يدين حادثة الاعتداء التي حصلت للمتظاهرين جوار مقر مبنى الأمن القومي.
كما صوت الأعضاء على مقترحاً تقدم به الراعي بتشكيل لجنة لإعداد تقرير عما تم تنفيذه من جانب الحكومة للموازنة العامة للعام المالي 2013، وتقرير آخر حول الاختلالات والحالات الأمنية التي حدثت خلال الفترة الماضية في المحافظات اليمنية، ويناقشها المجلس ويتخذ موقفاً واضحاً إزاءها.
وكان الإئتلاف البرلماني من أجل التغيير المكون من عدة كتل أصدر بياناً دعا فيه الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني ورعاة المبادرة الخليجية بإعادة مجلس النواب إلى «منظومة التوافق».
كما اعتبر الائتلاف دعوة انعقاد المجلس «غير شرعية»، باعتبارها صادرة من رئيس انتهت ولايته القانونية، ووصف البيان الجلسات بأنها لا تعدو أن تكون «اجتماعاً حزبياً» لمكون واحد هو المؤتمر الشعبي العام.
الائتلاف البرلماني للتغيير قال ان جلسات البرلمان ومخرجاته غير شرعية ووصفه بالاجتماع الحزبي للمؤتمر وقال البيان إنه «لا مشروعية للنتائج والمخرجات الصادرة» عن الجلسات الحالية لمجلس النواب وما تمخض عنها خلال دور الانعقاد الثاني في الفترة 11 - 30 مايو 2013 بما في ذلك مشروع التعديلات على قانون السلطة القضائية، ومشروع التعديلات على قانون التأمينات».
ودعا جميع الجهات الرسمية في الدولة وحكومة الوفاق الوطني والوزراء وجميع المعنيين الى «عدم التعاطي مع مثل تلك الجلسات الحزبية غير المشروعة، في دور الانعقاد الثاني المنصرم أو دور الانعقاد الثالث الراهن».
وطالب البيان –الذي حصل «المصدر أونلاين» على نسخة منه- وزارة الاعلام بإيقاف وسائل الإعلام الرسمية عن تغطية جلسات البرلمان حتى «لا تتورط في تزوير الوقائع وتشويه الحقائق خلال تغطياتها الإعلامية للأنشطة الحزبية اللا مشروعة لقوى التطرف المناهضة للتغيير والنقل السلمي للسلطة في الكتلة البرلمانية للمؤتمر».