أشعل اغتيال النائب البرلماني وعضو مؤتمر الحوار الوطني عبدالكريم جدبان موجة غضب عارمة داخل مجلس النواب على حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة ومحملا إياها مسؤولية الانفلات الأمني واغتيال زميلهم بعد أن شعر كل واحد منهم أنه ليس في منأى عن الاغتيال. المجلس طالب أمس خلال الجلسة التي عقدها برئاسة يحيى الراعي بسحب الثقة عن حكومة الوفاق ووقّع 150 عضوا من أصل 301 على وثيقة سيتم غدا طرحها على القاعة للتصويت عليها، بعد أن تصاعدت وتيرة العنف والأعمال المسلحة والاختطافات والهجوم على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط والمنشآت الحيوية الأخرى والاغتيالات للقادة العسكرية والأمنية، الشخصيات السياسية والبرلمانية. وأقر مجلس النواب تشكيل لجنة من رؤساء الكتل البرلمانية لبلورة الآراء لاتخاذ قرار بشأن جريمة قضية الانفلات الأمني واغتيال النائب عبدالكريم جدبان. فيما رفض النائبان الإصلاحيان عبدالكريم شيبان وصادق البعداني تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق، مطالبين الحكومة بتحمل مسؤوليتها. رئيس "كتلة الأحرار" النائب عبده بشر اتهم هيئة رئاسة مجلس النواب بتتويه قضية سحب الثقة من الحكومة، لكنه أكد أنه سيتم اليوم التصويت على سحبها. وهدد بشر باتخاذ موقف لم يكشف عنه و"قد لا يعجب البعض". وقال في تصريح ل"اليمن اليوم: الموقف الذي سوف اتخذه في حال عدم التصويت بسحب الثقة، سيسمعه الجميع ولن أسكت عن اغتيال جدبان. النائب عبدالسلام زابية قال في تصريح ل"اليمن اليوم" إن مجلس النواب أمام مفترق طرق وأن عليه أن ينهي خاتمته بخير ويتخذ إجراءاته الدستورية بسحب الثقة عن الحكومة، خاصة بعد أن فشلت واعترفت بفشلها. وكشف زابية عن تعرض جدبان للتهديد أكثر من مرة ومن أشخاص معينين في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وقال كان آخر تلك التهديدات منشور لشخص في التاسع من الشهر الجاري يقول فيه " من أراد الجنة فعليه بالزنديق عبدالكريم جدبان". بدوره طالب النائب الشيخ سنان العجي بسحب الثقة عن الحكومة. وقال: إذا لم يتخذ مجلس النواب قراراً بسحب الثقة عن الحكومة فلا خير في المجلس. من ناحيته قال النائب المؤتمري نبيل باشا: إن المرحلة التي تمر بها اليمن مرحلة اغتيال سياسي وليست انتقالا سياسيا. داعيا لتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في اغتيال جدبان بعد انعدام الثقة بهذه الحكومة. عبدالرحمن معزب قال ل"اليمن اليوم" 90 % من أعضاء مجلس النواب أجمعوا على سحب الثقة من الحكومة وإحالتها للتحقيق. وأكد معزب أن دم الشيهد عبدالكريم جدبان لن يمر سدى، ويجب أن تدفع الحكومة الثمن لأنها سبب الفشل، حسب قوله. من جانبه اعتبر النائب أحمد ناصر شائع أن العضو الذي لن يصوت على سحب الثقة من الحكومة مشارك في جريمة الاغتيال. بدوره اتهم النائب عبدالله الخلاقي الحكومة بالعمل على إفشال رئيس الجمهورية. وقال:"الحكومة تعمل ضد الشعب وضد رئيس الجمهورية ويجب إقالتها". النائب الناصري عبدالله المقطري اقترح مخاطبة مجلس النواب لرئيس الجمهورية بشأن إقالة قيادات الأمن القومي، والسياسي، والخاص، والعام، والشرطة. وقال: "نريد عاصمة لا تعصم القتلة والمجرمين". في السياق طالب علي المعمري بسحب الثقة عن وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن السياسي والقومي. النائب المؤتمري أبو حليقة اعتبر اغتيال جدبان تطورا سياسيا خطيرا في اليمن. وقال: إنه لو حدث الأمر في بلد آخر لبادرت الحكومة إلى الاستقالة. فيما قال النائب المستقل خالد الصعدي إن الحكومة:"لا تطعم إلا نفسها، ولا تحمي إلا نفسها بالسيارات المدرعة". وطالب رئيس كتلة الإصلاح النائب زيد الشامي بالابتعاد عما وصفها "المكايدات السياسية احتراماً لدم الفقيد". وتساءل:" هل سحب الثقة من الحكومة سيحل المشكلة". ورفض النائبان في حزب الإصلاح عبدالكريم شيبان وصادق البعداني تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق. وطالبا الحكومة بتحمل مسؤوليتها. النائب في حزب الإصلاح علي العنسي حمل وزير الدفاع والداخلية مسؤولية الإخفاق الأمني واقترح سحب الثقة عنهما بدلا من سحب الثقة عن الحكومة بأكملها كونه سوف يؤثر على مؤتمر الحوار الوطني. وقال عن جدبان بأنه شهيد الغدر والإرهاب "ولم نعرف زميلنا يحمل سلاحاً أو يصطحب مرافقين". فيما قال النائب عن حزب الإصلاح عبدالله العديني إنه إذا ظل ينبوع الصراع قائما فلا فائدة في إقالة الحكومة. ودعا جميع العقلاء في القوى السياسية ودعاة العنف للحوار بهدف إخراج البلد من أزمته. وقال العديني إن البلاد تنزلق يوما بعد يوم إلى الهاوية. في السياق قال النائب في حزب الإصلاح محمد الحزمي إنه يحمّل وزيري الدفاع والداخلية مسؤولية اغتيال جدبان، لكنه لا يريد صب الزيت على النار. وأضاف الحزمي: عندما تعصبنا لأحزابنا ضاع الوطن. إلى ذلك طالب النائب عبدالعزيز جباري بتشكيل لجنة لمتابعة الأجهزة الأمنية التي لم يعد يثق بها، حسب قوله. وقال جباري إن جميع القوى أدانت جريمة اغتيال جدبان والمجرم قد يكون من ضمن الذين أدانوا الحادثة. إلى ذلك هاجم النائب علي قاصرة أعضاء مجلس النواب واتهمهم بالكذب. وقال قاصرة مخاطبا المجلس: كلكم كذابون ومنافقون تريدون فقط الظهور في التلفاز وإلا لاتخذتم موقفاً بسحب الثقة عن الحكومة".