دعوات للتظاهر في 30 يونيو للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة في مصر.. تجمعات غاضبة تطالب برحيل الرئيس.. المجلس العسكري يتدخل ويعطي مهلة 48 ساعة لتحقيق رغبة الشعب تلاها إقصاء محمد مرسي عن رئاسة مصر.. أحداث متلاحقة دفعت هذه البلاد لتكون الخبر الأول على نشرات القنوات الإخبارية العربية والعالمية فيما كثفت القوات الحكومية السورية حملتها العنيفة على عدة مناطق سورية في ظل توجه الأنظار نحو القاهرة. يصف أحد سكان أحياء حمص القديمة لموقع سكاي نيوز عربية ما يحدث في المدينة إنه "الأعنف منذ بداية الثورة السورية".
ويضيف "للمرة الأولى نشهد مثل هذه الحملة.. طيران صواريخ راجمات.. لم يحدق مثل هذا من قبل".
ويوضح أبو بلال الحمصي "ما يحدث بمصر كان الغطاء لهذه الحملة العسكرية القوية على أحيائنا المحاصرة.. النظام ضربنا بأسلحة كيماوية لم نعرف نوعها.. استخدمها للمرة الأولى.. قتل 11 شخص وأصيب 50 آخرون".
يصمت قليلا ويردف: "حمص على وشك السقوط ولا يوجد تغطية إعلامية لما يحدث.. 3 مجازر منذ بداية حملة النظام علينا.. جامع خالد ابن الوليد التاريخي يتم تدميره.. لا أحد يتحدث عنا".
وبدأت الحملة العسكرية للجيش السوري مدعومة من مقاتلي حزب الله اللبناني قبل عشرة أيام، شهدت خلالها تلك الاحياء المحاصرة منذ عام تقريبا هجوما هو الأعنف من نوعه على تلك المنطقة.
وتتزامن الفترة الفترة الزمنية لإطلاق الحملة العسكرية مع دعوات التظاهر أواخر يونيو الماضي في مصر للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة انتهت بإقالة الجيش للرئيس محمد مرسي.
هذا ما تحدث عنه أحمد، 23 عاما، من سكان أحد أحياء حمص القديمة "قبل 30 تموز (يونيو) بيوم واحد بدأ القصف على الخالدية وباب هود ووادي السايح.. ثم ضربنا بالكيماوي.. وقتل الكثير من نساء وأطفال الحي.. لا مخرج أمامنا".
حاول أحمد التواصل مع عدة وسائل إعلامية كانت على اتصال مباشر معه لمعرفة ونقل آخر المعلومات الميدانية إلا أنهم لم يجيبوا عليه وفي حال أجابوا فهم عمدوا إلى تجاهل الكم الأكبر مما يحدث على الأرض.
من جهته المحلل الاستراتيجي سمير تقي اعتبر أن الحملة العسكرية على حمص في هذا الوقت كانت متوقعة.
وقال تقي لموقعنا إن "التصعيد العسكري على جبهة أحياء حمص القديمة كان موجودا على طاولة النظام السوري وعندما جائت الظروف المناسبة تم طرح".
وأضاف أن "النظام السوري يعمل بنظام المدحلة، فهو يتقدم ببطء على بجبهات محددة، بينما يعاني الجيش الحر من فقدان القرار السياسي لتقرير أي جبهة عليه التقدم فيها".
ويعتبر تقي أن التقدم الذي تحرزه القوات الحكومية ما هو إلا "سيطرة على أرض فارغة من سكانها، فالنظام لا يمكنه استعادة ولاء السكان ولا ولاء الأرض".