اختتم "مؤتمر لندن" حول اليمن أعماله مساء اليوم الأربعاء بمشاركة 21 دولة على رأسها الولاياتالمتحدة التي رأست وفدها للمؤتمر وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. وأعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند عن 5 قضايا رئيسية تم الاتفاق عليها أثناء المؤتمر أولها إلتزام اليمن بمواصلة برنامج الإصلاحات السياسية والاقتصادية والالتزام ببدء مناقشة برنامج صندوق النقد الدولي للإصلاح.
إلى ذلك، أقر مؤتمر لندن "إعداد مجلس التعاون الخليجي لاستضافة اجتماع بشأن اليمن في وقت لاحق لدول المجلس والدول الغربية المانحة وذلك لمساعدة اليمن على تحديد أولوياتها، وإلتزم المجتمع الدولي بتقديم الدعم لليمن في مواجهة القاعدة بموجب كل القرارات الدولية، بالإضافة إلى تقديم المزيد من الدعم للحكومة اليمنية في عدد من القضايا الأمنية الأوسع نطاقاً خاصة دعم قوات خفر السواحل اليمني".
أما النقطة الخامسة فكانت الاتفاق على بدء عمل مجموعة "أصدقاء اليمن" بشكل رسمي وستتعامل هذه المجموعة التي تضم عدة دول في عضويتها مع "تحديات أوسع نطاقاً تواجه اليمن بما في ذلك تشكيل مجموعتا عمل حول الحكم والعدل وتعزيز سلطة القانون في اليمن".
وفي مؤتمر صحفي عقده وزراء خارجية اليمن وبريطانيا وأمريكا عقب انتهاء أعمال "مؤتمر لندن" قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ، إن "القاعدة تسعى إلى زعزعة الاستقرار حيثما تسنى لها، وفي حالة اليمن عديد من الدول يساورها القلق من شأن التحديات التي تواجهها منذ فترة".
وإذ لفت إلى ضرورة إتخاذ اليمن لإصلاحات، أكد ميليباند على "احترام سيادة اليمن واستقلاله والالتزام بعدم التدخل في شؤونه الداخلية". مشيراً إلى أن مؤتمر لندن ناقش أيضاً أسباب فشل اليمن في إنفاق تعهدات المانحين في عام 2006 التي بلغت ما يقارب خمسة مليارات دولار.
من جانبها، قالت وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن بلادها تركز جهودها لدعم اليمن أمنياً واقتصادياً خاصة في مجال اتخاذ إجراءات ضد القاعدة وجماعات متطرفة أخرى، لم تسمها.
وأضافت "ندرك أن التحديات التي يواجهها اليمن لا يمكن حلها بعمل عسكري وحده فقط، لأن التقدم ضد التطرف العنيف والمستقبل الأفضل لشعب اليمن يتوقف على جهود أخرى، ولذلك لمساعدة شعب اليمن علينا العمل بتنسيق وتعاون أكبر، ويتعين على حكومة اليمن القيام بالمزيد أيضاً".
وأكدت كلينتون إن الولاياتالمتحدة مع مؤسسات دولية تسعى لمساعدة اليمن على تأمين حدوده وتعزيز الوحدة وحماية حقوق الإنسان وبناء مؤسسات ديمقراطية وترسيخ حكم القانون والمساواة بين الجنسين وإجراء تطبيقات سياسية وإقتصادية بشكل عام
وإذ قالت إن "الهدف الأهم لعمل بلادها مع المجتمع الدولي هو تعزيز قدرات اليمن ومنح شعب اليمن فرصة وخيارات أفضل في شأن حياتهم" شددت كلينتون على أن "الإصلاحات التي قدمها الرئيس صالح قبل 3 سنوات والمكونة من 10 نقاط لا يمكن لها أن تنفذ دون أن تقترن الأقوال بالأفعال".
ودعت كلينتون الحكومة اليمنية إلى تطبيق الإصلاحات ومحاربة الفساد وتحسين المناخ الاستثماري، وقالت إن ذلك كله يتركز أولاً على حل النزاع في الشمال، كما أن في الجنوب حركة احتجاجية طويلة الأمد بسبب الشعور بمظالم.
وفي هذا الصدد شددت على ضرورة "تنفيذ إصلاحات عاجلة وضرورة تشجيع إعلام مستقل يطلع المواطنيين ويسمح لهم بالتعبير عن رأيهم دون الخوف من الإضطهاد" واعتبرت ذلك مطلباً أساسياً لنجاح الانتخابات البرلمانية القادمة 2011.
وأكدت بالمقابل على وحدة اليمن وجلب الاستقرار والأمن إليه، وهو ما تسعى إليه الولاياتالمتحدة مع شركائها الدوليين والقيادة اليمنية. حد قول وزيرة الخارجية الأمريكية. وقالت "نحن نؤمن بضرورة جلب الاستقرار وتعزيز الوحدة والأمن وسنسعى إلى العمل لتحقيق ذلك مع شركائنا والقيادة اليمنية".
وزير الخارجية اليمني د. أبو بكر القربي بدوره أكد أن ما خرج به "مؤتمر لندن" يلبي المطالب اليمنية في تقديم الدعم التنموي لمعالجة الأوضاع الاقتصادية التي قال إنها أدت إلى تفاقم الأوضاع السياسية وظاهرة الإرهاب في البلاد.
وأضاف "هذا الاجتماع أكد على قيام عملية شراكة بين اليمن واصدقاءه". لافتاً إلى تأكيد "مؤتمر لندن" على وحدة اليمن واستقراره وسيادته كأساس ليس لسلامة فحسب بل والاستقرار في العالم.
وقال "إن كل ما ستقوم به الدول هو مساعدة اليمن لتنفيذ الأجندة الوطنية للإصلاحات والسير في طريق مكافحة الإرهاب، والأهم من ذلك خلق الأجواء التي تساعد على حل الأوضاع السياسية بالحوار".