اتفق اليمن وشركاؤه الأجانب اليوم الاربعاء على العمل معا لاستئصال شأفة الجماعات المتشددة التي تهدد الأمن في المنطقة وما وراءها وذلك بعلاج الأسباب التي تمثل جذور التطرف. وفي مؤتمر صحفي مشترك بعد مؤتمر دولي عن اليمن عقد في لندن قال وزراء خارجية اليمن وبريطانيا والولاياتالمتحدة ان مشاكل اليمن تتطلب مجموعة واسعة من الحلول أكثر من مجرد شن حملة على أنصار القاعدة. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند "كان هناك ملمح عام لكل الكلمات التي سمعناها اليوم وهو أن اقتحام مشاكل اليمن لا يمكن أن يبدأ وينتهي بتحدياته الأمنية واستراتيجيته لمكافحة الارهاب." وأضاف "عند التصدي للارهاب من المهم علاج جذوره وأسبابه. وهي في حالة اليمن متعددة .. اقتصادية واجتماعية وسياسية." وقال ميليباند انه من بين الالتزامات التي قطعها اليمن في مؤتمر لندن تعهدا ببدء محادثات مع صندوق النقد الدولي. واضاف ان ذلك يستهدف مساعدة اليمن على وضع برنامج للاصلاحات الاقتصادية. وقال:" قررنا أن أجندتنا يجب أن تشمل قضايا مختلفة والتصدي للقضايا الاقتصادية والمشهد السياسي في اليمن، من خلال الاتفاق على خمس قضايا رئيسية لتحقيق تقدم نحو ذلك، وهي أولا: التزام اليمن بمواصلة برنامج الإصلاح والالتزام ببدء مناقشة برنامج لصندوق النقد الدولي للإصلاح وهذه قضية ركز عليها مندوب الصندوق الدولي لتقديم برنامج الإصلاح ومساعدة الحكومة اليمنية لمواجهة التحديات في هذا المجال. ثانيا: إعلان مجلس التعاون الخليجي عن استضافة اجتماع لدول المجلس والجهات والدول المانحة الغربية، هذا الاجتماع يكرس لبحث سبل توزيع وتقديم الدعم لليمن ومساعدة الحكومة اليمنية على تحديد أولوياتها. ثالثا: المجتمع الدولي ممثلا في هذا الاجتماع يلتزم بتقديم الدعم للحكومة اليمنية في مواجهة القاعدة بموجب كل القرارات الدولية. رابعا: اتفق المؤتمرون على تقديم المزيد من الدعم في عدد من القضايا الأمنية الأوسع نطاقا خاصة الدعم لخفر السواحل اليمنية من قبل جهات مختلفة. خامسا: اتفقنا على بدء عملية رسمية لأصدقاء اليمن تتعامل مع تحديات أوسع نطاقا يواجهها اليمن ومن ذلك مجموعة عمل حول الحكم والعدالة وتعزيز سلطة القانون، بحيث يتم عرض نتائج عملها إلى اجتماع لاحق في مارس، هذه هي القضايا المتعلقة بالدعم المتواصل لليمن من المجتمع الدولي.. مشيرا إلى أن اجتماع اليوم كان جزئيا ومتعلقا " بالمدى البعيد الذي يؤكد عزمنا على المضي قدما في دعم اليمن". من جانبه أكد وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي أن ما خرج به مؤتمر لندن حول اليمن يلبي المطالب اليمنية في تقديم الدعم التنموي ومعالجة الأوضاع الاقتصادية التي أدت إلى تفاقم الأوضاع السياسية وظاهرة الإرهاب. وقال:" أنجزنا في هاتين الساعتين ما لا ينجز في أيام في بعض المؤتمرات وكان الحديث مركزا وفي منتهى الشفافية، يؤكد على عملية الشراكة بين اليمن وأصدقائها وأنها ستأتي تلبية لما تريده اليمن وبما يدعم وحدته وأمنه واستقراره وسيادته كأساس لأمن وسلامة ليس اليمن فقط وإنما المنطقة والاستقرار في العالم ". وأضاف:" إن ما ستقوم به هذه الدول مع اليمن هو مساعدته لتنفيذ أجندته الوطنية للإصلاحات والسير في طريق مكافحة الإرهاب والاهم من ذلك خلق الأجواء التي تساعد على إيجاد الحلول السياسية للأوضاع السياسية في اليمن من خلال الحوار ". وأعرب وزير الخارجية عن سعادته البالغة لحضور وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون المؤتمر وتخلفها عن المشاركة في خطاب حالة الاتحاد الذي عادة ما يتطلب وجودها في الولاياتالمتحدة عندما يلقيه الرئيس الأمريكي، ما يعكس اهتمام الولاياتالمتحدةالأمريكية بأوضاع اليمن وحرصها على تقديم رؤيتها إلى جانب رؤى العديد من الدول المشاركة عربيا وأوروبيا وأمريكيا وبمشاركة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن يعكس بمجملة الاهتمام بالوضع في اليمن والاستعداد لمساعدته. وثمن القربي الجهود التي بذلها وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند التي تأتي لتترجم دعوة رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون لهذا المؤتمر. وزير خارجية امريكا هلاري كلينتون قالت إن وحدة اليمن واستقراره أولوية لأمننا ونؤكد على عدم التدخل في شؤونه. وفي الاجتماع أكد وزير خارجية روسيا على ضرورة مكافحة الاسباب التي تؤدي لانتشار التطرف في اليمن. من جهته ممثل حكومة فرنسا عبر عن ترحيب حكومة بلاده بمبادرة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح للحوار الذي أمل ان يبدأ قريباً.