عقد مؤتمر صحفي عقب اجتماع لندن حول مقررات الاجتماع الخاص باليمن تحدث فيه كل من وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميلبياند ووزير خارجية اليمن الدكتور أبو بكر القربي ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. وفي المؤتمر أكد وزير الخارجية البريطاني أن الاجتماع الذي شارك فيه أكثر من عشرين مندوبا دوليا ناقش سبل دعم الحكومة اليمنية والشعب اليمني. وقال:" أنتهز الفرصة للحديث عن أهداف اللقاء والخطوات المرتقبة فيما بعد بما في ذلك ميكانيزمات التطبيق، لمخرجات الاجتماع الذي دعا إليه رئيس الوزراء البريطاني بعد محاولة تفجير طائرة الركاب بين أمستردام وديترويت. وأضاف:" نعلم أن القاعدة تسعى إلى زعزعة الاستقرار حيثما تسنى لها ذلك، وأن الحكومة اليمنية تعمل منذ أمد لمواجهة ما يتهددها من خطر الإرهاب وقد كان من ابرز ملامح الدعم الذي نقدمه لليمن البدء بالتحديات الأمنية والتصدي لجذور الإرهاب وأسبابه". وقال : " وفي حالة اليمن الأسباب كثيرة، اقتصادية واجتماعية، وأريد التشديد هنا على أن عددا من الدول الممثلة في هذا اللقاء يساورها القلق بشأن التحديات التي تواجهها اليمن منذ أمد، وكذلك بالنسبة للأصدقاء في اليمن. وأردف لقد حان الوقت لاتخاذ خطوات ملموسة دعما لليمن، وكما ستلاحظون أننا نركز على احترامنا لسيادة اليمن واستقلاله، والتزامنا بعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وكما تعرفون أننا في 2006 عقدنا مؤتمرا في لندن خلصنا فيه إلى الالتزام بتعزيز الدعم لليمن من جهات ومؤسسات ودول مانحة، أدى إلى تعهدات بحوالي خمسة مليارات دولار لكن معظم تلك الأموال لم تنفق، وهذا هو الموضوع الذي حاولنا التصدي له اليوم، إذ نركز على جوهر قضايا ومشاكل اليمن، بالعمل على نحو وثيق مع الحكومة اليمنية. وقال:" قررنا أن أجندتنا يجب أن تشمل قضايا مختلفة والتصدي للقضايا الاقتصادية والمشهد السياسي في اليمن، من خلال الاتفاق على خمس قضايا رئيسية لتحقيق تقدم نحو ذلك، وهي أولا: التزام اليمن بمواصلة برنامج الإصلاح والالتزام ببدء مناقشة برنامج لصندوق النقد الدولي للإصلاح وهذه قضية ركز عليها مندوب الصندوق الدولي لتقديم برنامج الإصلاح ومساعدة الحكومة اليمنية لمواجهة التحديات في هذا المجال. ثانيا: إعلان مجلس التعاون الخليجي عن استضافة اجتماع لدول المجلس والجهات والدول المانحة الغربية، هذا الاجتماع يكرس لبحث سبل توزيع وتقديم الدعم لليمن ومساعدة الحكومة اليمنية على تحديد أولوياتها. ثالثا: المجتمع الدولي ممثلا في هذا الاجتماع يلتزم بتقديم الدعم للحكومة اليمنية في مواجهة القاعدة بموجب كل القرارات الدولية. رابعا: اتفق المؤتمرون على تقديم المزيد من الدعم في عدد من القضايا الأمنية الأوسع نطاقا خاصة الدعم لخفر السواحل اليمنية من قبل جهات مختلفة. خامسا: اتفقنا على بدء عملية رسمية لأصدقاء اليمن تتعامل مع تحديات أوسع نطاقا يواجهها اليمن ومن ذلك مجموعة عمل حول الحكم والعدالة وتعزيز سلطة القانون، بحيث يتم عرض نتائج عملها إلى اجتماع لاحق في مارس، هذه هي القضايا المتعلقة بالدعم المتواصل لليمن من المجتمع الدولي.. مشيرا إلى أن اجتماع اليوم كان جزئيا ومتعلقا " بالمدى البعيد الذي يؤكد عزمنا على المضي قدما في دعم اليمن". من جانبه أكد وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي أن ما خرج به مؤتمر لندن حول اليمن يلبي المطالب اليمنية في تقديم الدعم التنموي ومعالجة الأوضاع الاقتصادية التي أدت إلى تفاقم الأوضاع السياسية وظاهرة الإرهاب. وقال:" أنجزنا في هاتين الساعتين ما لا ينجز في أيام في بعض المؤتمرات وكان الحديث مركزا وفي منتهى الشفافية، يؤكد على عملية الشراكة بين اليمن وأصدقائها وأنها ستأتي تلبية لما تريده اليمن وبما يدعم وحدته وأمنه واستقراره وسيادته كأساس لأمن وسلامة ليس اليمن فقط وإنما المنطقة والاستقرار في العالم ". وأضاف:" إن ما ستقوم به هذه الدول مع اليمن هو مساعدته لتنفيذ أجندته الوطنية للإصلاحات والسير في طريق مكافحة الإرهاب والاهم من ذلك خلق الأجواء التي تساعد على إيجاد الحلول السياسية للأوضاع السياسية في اليمن من خلال الحوار ". وأعرب وزير الخارجية عن سعادته البالغة لحضور وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون المؤتمر وتخلفها عن المشاركة في خطاب حالة الاتحاد الذي عادة ما يتطلب وجودها في الولاياتالمتحدة عندما يلقيه الرئيس الأمريكي، ما يعكس اهتمام الولاياتالمتحدةالأمريكية بأوضاع اليمن وحرصها على تقديم رؤيتها إلى جانب رؤى العديد من الدول المشاركة عربيا وأوروبيا وأمريكيا وبمشاركة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن يعكس بمجملة الاهتمام بالوضع في اليمن والاستعداد لمساعدته. وثمن القربي الجهود التي بذلها وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند التي تأتي لتترجم دعوة رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون لهذا المؤتمر. إلى ذلك قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون:" انه لمن دواعي الاعتزاز أن أكون معكم في هذا اللقاء وقد التقيت بوزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر القربي قبل أسبوع وتحادثنا بعمق حول القضايا والمخاطر التي تواجه اليمن".. مشيدة بالاجتماع الذي كان بمنتهى الالتزام والتحضير. وأضافت:" لقد عرض في الاجتماع وثيقة واضحة المعالم بشأن تقييم التحديات التي يواجهها اليمن وقدم أساسا جيدا نرتكز عليه في مشاوراتنا الدولية.. مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة تركز جهودها في مجال الأمن لدعم اليمن أمنيا واقتصاديا، خاصة في مجال اتخاذ إجراءات ضد القاعدة وجماعات متطرفة أخرى يخوضون حربا بلا هوادة. وتابعت :" هذه الجماعات ليس في اليمن فقط بل في منطقة الخليج وابعد من ذلك في لندنوالولاياتالمتحدة.. وأكدت أن جهود اليمن في هذا الإطار استحق دعمنا وتعاوننا في المجتمع الدولي، وما تم التعهد بعمله في هذا الاجتماع يعد خطوات أساسية. وأكدت كلنتون بان الولاياتالمتحدة تدرك أن التحديات التي يواجهها اليمن لا يمكن حلها بعمل عسكري وحده بل إن التقدم باتجاه التصدي للتطرف العنيف وضمان مستقبل أفضل لشعب اليمن سيتوقف على جهود أخرى. وقالت: أن الشعب اليمني من حقه اختيار مستقبله بدلا من ترك ذلك للمتطرفين ، لذلك علينا أن نقوم بالمزيد من العمل بتنسيق وتعاون مع حكومة اليمن.. وفي الوقت ذاته يتعين على حكومة اليمن عمل المزيد بحيث يكون الأمر متعلقا بشراكة إذا أريد انجاز نتائج ناجحة. وبينت هيلاري كلنتون بان الولاياتالمتحدة مع دول أخرى ومؤسسات دولية التقت في الاجتماع ملتزمون بالعمل مع القيادة اليمنية لتأمين حدود البلد لمنع تكوين ملاذات آمنة للإرهابيين وتعزيز الوحدة وحماية حقوق الإنسان والدفع بالمساواة بين الجنسين وبناء مؤسسات ديمقراطية وتعزيز حكم القانون وتطبيق إصلاحات سياسية وديمقراطية. وأوضحت أن الولاياتالمتحدة وافقت على اتفاق مدته ثلاث سنوات لدعم ومنح اليمن مجال لتحريك تقدم ، ويتعلق الأمر بمبادرات تشمل مجموعة من البرامج لكن الهدف الأقصى هو تعزيز قدرات حكومة اليمن ومنح الشعب اليمني فرصة خيارات أفضل في شؤون حياته. وقالت:" أن الرئيس علي عبدالله صالح عرض في خطة مكونة من عشر نقاط للإصلاح السياسي مع أجندة قومية للإصلاح الوطني.. مؤكدة بأنه لا يمكن لتلك الخطى أن تعمل شيئا إذا لم تقترن بأعمال نتوقع من اليمن أن يطبقها ومنها الإصلاحات ومحاربة الفساد وتحسين المناخ الاستثماري والاقتصادي في البلد. وأشارت إلى أن تقدم اليمن يتوقف بالدرجة الأولى على حل نزاعات اليمن في الشمال الذي ظل مستمرا على مدى ست سنوات والذي أدى إلى سقوط الآلاف من القتلى. وأضافت:" نشعر بالتشجيع بأن القتال على الحدود السعودية قد أدى إلى نهايته مما سيسمح بوصول الإمدادات الإنسانية . وقالت:" إن الوضع في اليمن يؤثر بشكل مباشر وعلينا بالتعاون مع القيادات في العالم العربي وأصدقائنا في اليمن لمساعدة حكومة وشعب اليمن.. مؤكدة الدعم القوي من الولاياتالمتحدة للاستقرار والوحدة والأمن لليمن لعلاقة ذلك بالأمن الأمريكي وسنسعى إلى العمل لتحقيق ذلك مع شركائنا والقيادة اليمنية". وفي إجابته على سؤال حول ما دار في الاجتماع وأهم نتائجه لحشد الدعم الدولي لمساعدة اليمن في تجاوز التحديات الراهنة، عبر وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي عن ارتياحه البالغ بحجم المشاركة في الاجتماع وتفهم الجميع لحجم التحديات التي تواجه اليمن وذلك ما عكسه الوزراء الذين تحدثوا في الاجتماع وبشفافية مطلقة .. مبينا أن ذلك عكس تفهم الجميع للتحديات الماثلة أمام اليمن . وبين الدكتور القربي أن من أهم نتائج الاجتماع هو تأكيد المجتمع الدولي على التزامه بمواصلة دعمه لليمن وأمنه واستقراره ووحدته ومساندة جهود التنموية ودعم جهوده الأمنية . وقال :"هناك توقعات كبيرة لأهمية نتائج هذا الاجتماع وأنها ستلبي في الحقيقة طموحاتنا, ونحن في بداية الطريق ونأمل أن تسهم مخرجات الاجتماع بآليات أفضل تجنبنا الوعود السابقة ".. موضحا أن البيان الختامي تضمن مؤشرات إيجابية حول الآليات الكفيلة بدعم اليمن . وقال :" نثق أن المجموعة العربية ستعمل في شراكة حقيقية مع المجموعة الأوروبية ومع الولاياتالمتحدةالأمريكية لترجمة ماتم التوصل إليه خلال الاجتماع ". وفي إجابتها على سؤال حول قلق الشارع اليمني من المساس بالسيادة اليمنية .. قالت وزير الخارجية الأمريكية :" نشاطرهم القلق حول السيادة اليمنية, وأعلنا التزامنا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية ".