أفرجت السلطات اليمنية اليوم الثلاثاء عن الزميل عبدالاله حيدر شائع المعتقل في زنازينها منذ أغسطس 2010. وقال خالد شقيق الزميل عبدالاله حيدر ل"المصدر أونلاين" إن السلطات أفرجت عنه عصر اليوم بعد مرور حوالي 4 سنوات على اعتقاله، وأنه في حالة صحية غير جيدة.
وأضاف حيدر "إن الافراج عن شقيقي عبدالاله يعتبر فرحة كبيرة لنا وانتصاراً للقلم الصحفي على الإرهاب الأمريكي الذي جرع شقيقي مرارة السجن بدون تهمة خلال السنوات الماضية".
وأوضح أن إجراءات الافراج عن عبدالاله لم تشهد أي تشديد وأنها كانت إجراءات روتينية انتهت بخروجه من السجن عصر اليوم.
من جانبه قال سعيد ثابت سعيد وكيل أول نقابة الصحفيين ل"المصدر أونلاين" إن الافراج عن حيدر جاء عقب وعد الرئيس عبد ربه منصور هادي أثناء لقائه فريقاً من الأممالمتحدة وصحفيين مطلع مايو الماضي.
وأضاف «كنا تلقينا وعداً جاداً من الرئيس هادي بإطلاق سراح الزميل عبدالإله شائع خلال لقائنا به في مايو الماضي، خصوصاً بعد أن قضى 4 سنوات وهي أكثر من نصف المدة المحكومة عليه بالسجن 5 سنوات».
واتهمت السلطات الأمنية اليمنية الزميل شائع بارتباطه بالإرهاب، وكان الرئيس السابق علي عبدالله صالح أعلن عن العفو عن الصحفي شائع، مطلع 2011، لكن اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي أوباما أوقف عملية الإفراج.
ويعد الصحفي عبدالإله شائع من أبرز الصحفيين المتخصصين في شؤون تنظيم القاعدة، وتمكن من إجراء مقابلات عدة مع قادة التنظيم أبرزهم ناصر الوحيشي زعيم القاعدة في جزيرة العرب. كما أجرى حوار صحفي مع الشيخ أنور العولقي الذي قتلته السلطات الأمريكية بطائرة بدون طيار في اليمن.
وكان المصدر أونلاين قد نشر تقريراً في منتصف أغسطس من عام 2010، يوضح الطريقة التي اعتقل بها حيدر.
المصدر أونلاين يعيد نشر نص التقرير الذي نشر بتاريخ 16-أغسطس – 2010م قال خالد شايع –الشقيق الأكبر للزميل عبدالإله حيدر شايع- بأن قوات أمنية تتبع جهاز الأمن القومي، قامت وقت الإفطار باقتحام منزلهم بالقوة واعتقال شقيقه.
وأضاف ل"المصدر أونلاين" بأن وحدة من جهاز الأمن القومي معززة بمدرعة ضد الرصاص ومجموعة من جنود الشرطة الراجلة قاموا بعد المغرب بمحاصرة الحي وتطويق منزلهم وإغلاق الطريق من على مسافة تمتد لنحو 400 متر.
وتابع شايع: "وفيما ظل أغلبية الجنود خارج المنزل، قام حوالي 15-20 جندي باقتحام المنزل بالقوة، دونما مراعاة لوجود النساء والأطفال الذين أصيبوا بالرعب والهلع.
وأشار شايع ل"المصدر أونلاين" بأن شقيقه عبدالإله – الكاتب المتخصص في شؤون القاعدة- قام بالاستفسار من الجنود إن كان لديهم أمر قضائي بالقبض عليه، لكنهم أجابوا بأنهم يتبعون جهاز الأمن القومي، ولديهم مذكرة باعتقاله، دون أن يعرضوها.
وأضاف: شقيقي عبدالإله رفض الخروج معهم لكونهم لا يحملون صفة الضبط القضائي، إلا أنهم اقتادوه بالقوة وقاموا بإطلاق عدد من الأعيرة النارية لإرهابنا وتخوفينا، وعندما قمنا بالاعتراض على تصرفاتهم الهمجية وضعوا سلاحاً نارياً على رأسي وقاموا بتكتيفي وهددوني بالقتل".
وأوضح بأن : "جميعهم كانوا مدججين بالأسلحة والدروع، وكنا نسمع الجنود وهم ينادون الافندم حفظ الله الذي كان بمعيتهم. وأضاف: قاموا باقتياد شقيقي عنوة، ونقلوه على متن باص أسود معكس.
وبعد ذلك قاموا بتفتيش غرف المنزل، وأخذوا كل الأوراق الخاصة بشقيقي عبدالإله بالإضافة إلى جهاز المحمول.
وطالب الشقيق الأكبر لعبدالإله من منظمات المجتمع المدني ونقابة الصحفيين بالوقوف الجاد والمسؤول أمام هذه الانتهاكات والتصرفات الغير قانونية التي يتعرض لها شقيقه.
وكانت مصادر مقربة من أسرة الصحفي المتخصص في شؤون الإرهاب عبدالإله حيدر قالت ل"المصدر أونلاين" إن قوات الأمن اقتحمت منزله مساء الإثنين وقامت باقتياده إلى جهة مجهولة.
وتعد هذه الحادثة هي الثانية من نوعها خلال حوالي شهر، حيث اختطف مسلحون مجهولون شائع من أحد أحياء العاصمة صنعاء في 11 يوليو الفائت ، واقتادوه إلى مكان مجهول.
وبعد الإفراج عنه بعد يوم من اختطافه، اتهم شائع قوات الأمن باعتقاله، وقال ل"المصدر أونلاين" حينها إنه خضع للتحقيق على يد أربعة محققين، واستمرت جلسة التحقيق قرابة خمس ساعات متواصلة في بدروم بالعاصمة صنعاء، مشيراً إلى أنه كان معصوب العينين ومكبل اليدين طوال فترة التحقيق.
وأضاف أن أسئلة المحققين كانت روتينية حول أسرته وأصدقائه، وتصريحاته لوسائل الإعلام بشأن تنظيم القاعدة.
وأكد حينها شائع ل"المصدر أونلاين" أنه لا يزال يتلقى تهديدات واتصالات هاتفية من قبل ضباط أمن تطالبه بعدم التصريح إلى وسائل الإعلام وكان آخرها ظهر اليوم، مشيراً إلى أنهم طلبوا منه أثناء التحقيق عدم التصريح لأي قناة فضائية دون الرجوع إلى أجهزة الأمن "لأنه يضر بسمعة الوطن" حد تعبير أحد المحققين.