استبقت مواقع إلكترونية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباسالإثنين إلى القاهرة بنشر وثائق رسمية لجهات أمنية وسياسية تتماشى مع الحملة التي يشنها الإعلام المصري على الحركة ويتهمها بالتدخل في الشؤون الداخلية لمصر. ومن المقرر أن يلتقي عباس الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور وكبار المسؤولين المصريين، وسيؤكد على الموقف الفلسطيني القائم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية المصرية. وكان عباس أكد في رسالة وجهها إلى الرئيس المصري الانتقالي على دور مصر في إتمام المصالحة الفلسطينية، كما أكد التزام القيادة الفلسطينية بالاتفاقات التي تم التوصل إليها برعاية مصر.
وتشير وثائق أخرى إلى أن القيادة الفلسطينية ليست في عجلة من أمرها لإتمام المصالحة مع حركة حماس، وكشفت عن تباين بين أعضاء منظمة التحرير إزاء المصالحة والعودة للمفاوضات في ظل الظروف الراهنة، لكن فعليا أعلن عن استئنافها الثلاثْاء في واشنطن.
تجهيز أوراق في إحدى الوثائق التي نشرتها حماس يطلب الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم من رئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج تجهيز أوراق "والاستعداد الجيد للقاء الإخوة في مصر مع السيد الرئيس".
وأشار عبد الرحيم في ذات الرسالة إلى استعداد الإعلام المصري لشن حملة على حماس واتهامها بقتل الجنود المصريين في شهر رمضان من العام الماضي.
وتشير وثيقة أخرى نشرتها وكالة أنباء آسيا إلى أن الأجهزة الأمنية زودت مصر بمعلومات عن نشاطات لحركة حماس في مناطق رفح والعريش وسيناء بمصر، وأضافت أن حماس اتخذت قرارا بدعم جماعة الإخوان بمصر بالتنسيق مع الجماعات الجهادية والسلفية بسيناء للسيطرة على بعض المناطق الحدودية مع قطاع غزة في حالة عدم الاستقرار بمصر. وقالت الوثيقة إن إجهاض تحركات حماس يستلزم السيطرة على الأنفاق بين قطاع غزة ومصر في أسرع وقت ممكن، وتوجيه رسائل شديدة اللهجة لقيادات حماس، مؤكدة استمرار التنسيق والإمداد بالمعلومات بين الأجهزة الأمنية لدولة فلسطين ونظيراتها في جمهورية مصر العربية. من جهتها نشرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وثائق قالت إنها تؤكد وجود معلومات خطيرة حول خطة عباس في حملة تشويه حماس في زيارته القادمة للقاهرة. وأضافت أن الوثائق تكشف عن "الدور التآمري بقيادة فتح في عملية شيطنة وتشويه حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، وذلك من خلال لجنة عليا خاصة بتلفيق الأخبار لتحريض الشعب المصري وقيادته على الحركة". وقالت إن الوثائق المنشورة تكشف "التحريض على حماس، ومن بين ذلك دعوة القاهرة إلى اتهام الحركة رسمياً بقتل الجنود المصريين في سيناء زوراً وتلفيقاً وبهتاناً". المصالحة وتكشف وثيقة مسربة نشرها موقع أسرارعربية محضر اجتماع لأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بمدينة رام الله عقد في الثالث عشر من الشهر الجاري عن تفاوت المواقف إزاء إتمام المصالحة الفلسطينية. فقد اعتبر عباس أن وضع حركة حماس صعب، وتحدث عن دعوة تلقاها من أمير قطر، وقال إنه سيلبيها من باب المجاملة دون إعطاء قطر دورا في المصالحة، فيما تساءل صائب عريقات فيما إذا كان الذهاب للمصالحة الآن مفيدا للشعب الفلسطيني. ومن جهته أيد عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة صالح رأفت زيادة التحرك باتجاه المصالحة واستغلال تراجع حماس بعد زوال حكم الإخوان وعزل مرسي، فيما رأت حنان عشراوي أن الإخوان في المنطقة في وضع يتراجع وأنه من الأفضل لحماس المصالحة. لكن عبد الرحيم ملوح نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أكد على عدم جدوى الهجوم على حماس بدعوى أنها المسؤولة عما يحدث في سيناء، ورأى أنه من المفيد دعوة الإطار المؤقت لمنظمة التحرير المنبثق عن حوارات المصالحة للاجتماع.
المفاوضات وفي موقف يخالفا تماما المسار المعلن، لم يبد أعضاء المنظمة تحمسا لاستئناف المفاوضات، وتكرر الحديث عن عدم وجود ضغوط على إسرائيل من الولاياتالمتحدة.
فقد قال عباس إن قبول الفلسطينيين بالبناء في المستوطنات يعني القبول بالاستيطان، فيما قال أحمد قريع إنه ليس ضد المفاوضات مع التمسك بالقضية الوطنية. وتساءل، ماذا يمنع من أن أفاوض حول اللاجئين وغيرها. واعتبر تيسير خالد أنه لا فائدة من العودة للمفاوضات، فيما تساءل عريقات إذ ما كان استئناف المفاوضات يخدم المشروع الوطني بما في ذلك المصالحة؟ وأبدت عشراوي عدم تفاؤلها من الموقف الأميركي، ورأى ياسر عبد ربه أن المفاوضات من دون شروط أفضل من المفاوضات بشروط مثل القبول بالاستيطان. في ظل هذا التباين، أعلن مسؤول فلسطيني أن المفاوضات المجمدة مع إسرائيل منذ ثلاث سنوات ستستأنف الثلاثاء في واشنطن، وأضاف أن الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي بقيادة كبيري المفاوضين من الطرفين صائب عريقات وتسيبي ليفني, سيعقدان في العاصمة الأميركية أول لقاء تفاوضي منذ توقف المفاوضات في سبتمبر/أيلول 2010 بحضور مسؤولين أميركيين.