عقد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي يوم الاثنين مباحثات مع مسؤولين في الإدارة الأمريكية في ثاني زيارة له إلى واشنطن منذ انتخابه رئيساً توافقياً للبلاد، عقب الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بسلفه علي عبدالله صالح. ومن المقرر أن يلتقي هادي بنظيره الأمريكي باراك أوباما يوم الخميس المقبل حسبما أعلنه البيت الأبيض، وهو اللقاء الثاني بينهما في غضون عام، بعد لقاء عابر في سبتمبر من العام الماضي في مبنى الأممالمتحدةبنيويورك.
والتقى الرئيس اليمني بوزير الخارجية كأول لقاء بمسؤول أمريكي رفيع منذ وصوله، واستعرض معه رؤية لاستعادة المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو وإعادة تأهيلهم.
وقال في تصريحات صحفية أدلها عقب لقائه جون كيري إن رياح التغيير هبت على اليمن التي شهدتها دول الربيع العربي وكان على شفا حرب أهلية، لكنها تفادت الحرب.
وتابع «اليمن في ظل مؤتمر الحوار الوطني يحقق للأجيال القادمة المستقبل الأفضل ويضمن التغيير نحو الأفضل مقارنة عن ما كان عليه الوضع في السابق».
وأردف«الشعب اليمني شعب فقير وهو بحاجة الى الدعم والمساعدة من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات المانحة ليتمكن من النهوض والسير الى الامام في سبيل ترجمة غاياته وطموحاته في بناء الدولة المدنية الحديثة القائمة على الديمقراطية والعدالة والحكم الرشيد».
وطبقاً لوكالة الأنباء الحكومية اليمنية فإن هادي التقى في مقر إقامته بالعاصمة الامريكيةواشنطن وزير الخزانة الامريكية جايكوب لوو.
وبحث الجانبين التعاون المشترك بين البلدين في المجالات الاقتصادية والمالية والسبل المتاحة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والمالي والنقدي ومعالجة عجز الموازنة العامة للدولة.
واستعرض هادي أثناء اللقاء الوضع الاقتصادي في اليمن، موضحاً الصعوبات والظرف الدقيق الذي تمر به البلاد، حسب وكالة الأنباء الحكومية.
وقال «الحكومة تسعى جاهدةً إلى المعالجات الممكنة للعجز والتعثر الاقتصادي بمختلف الطرق».
وأضاف «اليمن واعد بالخير الوفير».
وأعرب الرئيس اليمني عن الامل في وفاء الدول المانحة بالتعهدات المعلنة لدعم اليمن بما يمكنه من التغلب على التحديات الراهنة.
وتطرق إلى إمكانية تنظيم المساعدات بالتنسيق المشترك بين وزارة الخزانة الامريكية والحكومة اليمنية مع صندوق النقد الدولي لبرمجة ما يمكن تقديمة من مساعدات واستثمارات في مختلف مجالات البنى التحتية والتصنيع الاقتصادي بمختلف مجالاته.
من جانبه، قال وزير الخزانة الأمريكي إن لديهم تصورات يدرسونها مع الجانب اليمني.
وقال «عندما دعوناكم يافخامة الرئيس لزيارة واشنطن كانت لدينا تصورات ندرسها معكم ونرى بعد استعراضكم هذا ان الامور واضحة وما تطرقتم إليه اوضح الصورة أكثر وعلى هذا الاساس سوف نبني استراتيجية وتنسيق مشترك بين مجموعة أصدقاء اليمن والمانحين على المستويين الإقليمي والدولي وسنبذل الجهود لدى صندوق النقد والبنك الدوليين من أجل رعاية تلك الاستراتيجية ومتابعة التنفيذ بصورة حثيثة».
وأعرب الوزير الامريكي – حسب وكالة سبأ الحكومية - عن تقديره الكبير لما أنجز في إطار تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والوصول إلى المرحلة الحاسمة بعد ان تم قطع اشواطا كبيرة سيما على صعيد الحوار الوطني الذي ستكون مخرجاته بداية للمستقبل الافضل لليمن.
واستعرض « جايكوب لوو» جهود الخزانة الامريكية في تأسيس صندوق دعم المرحلة الانتقالية وكذا جهود الإدارة الأمريكية في حشد الدعم الإقليمي والدولي لإنجاح اجتماع مجموعة أصدقاء اليمن في شهر سبتمبر القادم بمدينة نيويوركالامريكية برعاية الاشقاء في السعودية.
كما التقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مدير مكتب التحقيقات الفدرالية الأمريكية روبرت مولر، وبحث الجانبان التعاون الأمني بين البلدين وافاق تعزيزه وتطويره سيما في مكافحة الإرهاب.
وتطرق الحديث – وفقاً وكالة سبأ - الى سير عملية التسوية السياسية التاريخية في اليمن وفقاً للمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة.
وبحث هادي مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية جون برينان أوجه التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب بين البلدين والسبل الكفيلة بتطويرها وتعزيزها بما يصب في خدمة الامن والسلام العالميين.