لقي الفض الدموي لأنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي رفضا واستنكارا دوليا إذ أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استخدام العنف ضد المتظاهرين. فقد دان الرئيس التركي عبد الله غل عملية الشرطة المصرية لفض اعتصامين التي أدت إلى حمام دم مؤكدا أنها "غير مقبولة"، وعبر عن خشيته من تحول الوضع في مصر إلى نزاع مماثل لما يحدث في سوريا.
وقال غل للصحفيين في العاصمة التركية أنقرة إن "ما حدث في مصر"، وما اعتبره "تدخلا مسلحا ضد مدنيين يتظاهرون لا يمكن أن يقبل إطلاقا" داعيا كل الأطراف إلى الهدوء.
ووصف الاتحاد الأوروبي مقتل العديد من الأشخاص في فض الاعتصامات بمصر بأنه "مقلق للغاية"، وطالب السلطات المصرية بضبط النفس، كما دعت ألمانيا جميع القوى السياسية بمصر إلى تجنب تصاعد العنف.
وقال مايكل مان المتحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إنهم يقولون مجددا إن العنف لا يقود إلى أي حل وإنهم يحثون السلطات المصرية على ممارسة أقصى حالات ضبط النفس.
ودعا وزير الخارجية الألماني غيدو فستر فيليه خلال مؤتمر صحفي في برلين كافة القوى السياسية المصرية إلى منع تصاعد العنف وطالبها بالعودة فورا إلى العملية السياسية.
بدوره، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية البريطانية في تصريح خاص للجزيرة نت إن حكومته تشعر بقلق عميق إزاء التقارير الواردة من القاهرة.
وأوضح الناطق الرسمي أن الحكومة تحث على الحوار من أجل التوصل إلى حل سلمي، مشيرا إلى حديث وزير الخارجية في 27 يوليو/تموز، عن أن الوقت مناسب الآن للحوار وليس المواجهة.
وأكد الناطق الرسمي أن وزارة الخارجية قامت بتحديث نصائح السفر وتقديم المشورة للمواطنين البريطانيين للبقاء بعيدا عن المظاهرات والتجمعات الكبيرة في مصر.
مظاهرات منددة وانطلقت مظاهرة أمام السفارة الأميركية في العاصمة التركية أنقرة للتنديد بفض الاعتصامات بالقوة.
كما وقفت مظاهرة أمام السفارة المصرية بالعاصمة اللبنانية بيروت تنديدا باستخدام العنف ضد المتظاهرين.
عربيا دعا حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية للإخوان المسلمين وأبرز أحزاب المعارضة في الأردن المصريين إلى النزول إلى الشارع من أجل إحباط "مؤامرة فلول النظام السابق".
وقال الحزب في بيان موجه إلى الشعب المصري نشر على موقعه الإلكتروني إن "الدم الزكي الذي أريق اليوم على أيدي الداخلية والأمن المركزي يناديكم، ويستصرخ كل خلية حية فيكم، أن كونوا مع مصركم وأمتكم، واملؤوا الميادين والطرق، وأحبطوا المؤامرة".
وأضاف "أنتم اليوم في مواجهة مؤامرة اجتمع فيها فلول النظام السابق، والاقطاع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وأدعياء القومية والحرية الذين داسوا مبادئهم طمعا في فتات السلطة، والأجهزة الأمنية، التي ترعرعت على المال الحرام". ودعا الإخوان بالأردن إلى النزول إلى الشارع إحباطا لمؤامرة فلول نظام مبارك. وكانت قوات الأمن المصرية قد بدأت صباح اليوم اقتحام ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة لفض اعتصامات المؤيدين للرئيس المعزول، مما أدى إلى سقوط مئات القتلى وآلاف المصابين.