هزّت قضية الطفلة احتكام مشاعر كل من اطلع على قضيتها عن قرب او عن طريق وسائل الإعلام او وسائل التواصل الاجتماعي. وقد أظهرت قضيتها مدى بشاعة وقسوة بعض النفوس البعيدة عن الله، وهي المأساة التي فضحت عن طريق الصدفة من قبل جيران الضحية ممثلة بعائلة جميل الخولاني الذي أخذ على عاتقه إيصالها لمن يهمه الأمر وتفعيلها لدى الجهات المسؤولة والمنظمات الحقوقية بعد التقاط صور للطفلة الضحية. ومع فضح جريمة تعذيب الطفلة بالحرق البالغ القسوة من قبل خالتها في مناطق حساسة من جسدها، تفاعل كثيرون مع مناشدات الخولاني والعديد من الناشطين الحقوقيين من داخل الوطن وخارجه. ورغم ان النيابة تقاعست في البداية عن إصدار أمر إحضار وضبط او تفتيش لمنزل الطفلة الضحية الا انها وبعد استماتة ممن أخذوا على عاتقهم فضح هذه الأسرة التي لا ندري اي توصيف يناسبها مع كل تلك الوحشية الإجرامية والتستر المتعمد للفاعلة بحق طفلة لا حول لها ولا طول.
تم القبض على والد وخالة الطفلة إيداعهما السجن لفترة وجيزة لكنها أطلقا دون عقاب رادع يوازي تلك الجريمة البشعة، ولا ندري ما علة ذلك الاطلاق هل لأن الطفلة لا حق لها لدى القضاء او المجتمع اليمني ام كونها كائناً ضعيفاً يمكن ان تضيع قضيته مع عوامل الزمن والجديد من القضايا.
ومع ان العميد سعاد القعطبي أخذت الطفلة واعتنت بها الا ان القضية أكبر من احتكام فقط، انها قضية عشرات الأطفال الذين يمارس ضدهم التعذيب الوحشي الذي لا تسمح الصدف باكتشاف حالاتهم من قبل جيران حقوقيين ضمائرهم يقظة.
أطفال ربما يكونون في أعماق القرى اليمنية المليئة بالتخلف والبدائية او في ازقة وحواري المدن الفقيرة التي يعتبر فيها آثار الجروح او الحروق علامة للجودة والشطارة.
انها قضية فئة من اطفال اليمن وضعهم اسوأ من وضع المهمشين تمارس ضدهم أنواع الانتهاكات غير الآدمية كأطفال أولاً وكبشر ثانياً.. انها قضية حقوق الطفل اليمني الذي لا حق له.
حق لقضية الطفلة احتكام ألا تغيب عن بالنا او يطمرها الإهمال والنسيان او تمر مروراً عابراً، فهناك عشرات مثلها في كل المجتمعات لا تصل الى القضاء او المنظمات الحقوقية او يجد الأطفال من ينقذهم من قسوة البشر الحيوانية.
يجب ان تصل هذه القضية الى المحاكم وان يلاقي الجاني جزاء فعلته وان ينزل العقاب الرادع بحق هذه المرأة الشيطانية قبل ان تلاقي جزاءها من رب البشر، فكما وجدت الجريمة يجب ان يوجد العقاب واذا اغفلنا هذه السنة الإلهية فعلى الدنيا السلام.
على كل مهتم بأمر الطفولة العاجزة عن حماية نفسها ان يقف مع الطفلة احتكام حتى تصل قضيتها الى أعلى المستويات، وان تجد الدعم لرفع دعوى قضائية ضد خالتها الآثمة ولتنزع حقها المحترق من قسوة الإهمال والوحشية، ولتكن قضيتها بوابة لكشف قضايا مماثلة يخبئ مرتكبيها تفاصيل بشاعتهم عن العيون والرصد والتصوير او الصدف.