(1) ثقيلٌ على النفسِ حينَ تكْتشفُ أنَّ ثمّة من يريدُ أن يحتكرَك، وأنْ يخْتزلَكَ، وأنْ يجْعلَ منكَ جملةً توضيحيةً له يسْتخدمُها حسْبَ الطلب.
(2) هو يريدُكَ، ولكنْ فرْعاً له، ومُلْحَقاً بهِ، وكوكباً أعرجَ يتعرّقُ خضوعاً في مجموعتِهِ الشمسية، وبوصلةً لا تشيرُ إلا إليهِ، وتابعاً مُتفانياً في أداءِ طقوسِ الولاءِ وفروض الطاعةِ والتمْجيد، لا لشيءٍ إلا لأنّهُ أعارَكَ كتاباً ذاتَ قراءةٍ، أوْ لأنّ الأقدارَ رسمتْ خطوتَهُ في رِمال الشاطئِ قبلاً، فكانَ لهُ السبْقُ في تعلُّم ألأبجديّة وقراءةِ ما تيسّر من صحائفِ الحياة.
(3) حينما تفْقدُ المعْرفةُ نُبْلَها الإنساني جرّاءَ تضخُّمِ الأنا وإدمان الطواف حولَ الذاتِ؛ تصبحُ طفَحاً جلدياً مزْمناً يتوهَّمُ صاحبُهُ أنَّ مَن حولَهُ جزءٌ من حالتِه المرَضيّة، فيطْلٍقُ يدهُ فيهم هرْشاً وخَدْشاً، وتعجبُ حدّ الذهولِ حينَ يبادرُكَ أحدُهم على غير توقّعٍ بمِثْلِ ما تديرُ بهِ العجائزُ الخَرِفاتُ مجالِسَهنّ من تعريضٍ مُقرفٍ ألْطفُه كوخزِ الإبر، وهمْزٍ ولمْزٍ يسْتدعي بهما شواردَ الألقابِ ونوافرَ الألْفاظَ في استفزازٍ صادمٍ تشعرُ معهُ أنّكَ تجْلِسُ إلى عشِّ زنابيرٍ أعْلنتْ نَفيرها العام للتو واللحظة، أو إزاءَ منصّة إطلاقٍ، تمطركَ قذائفَ الفسفورِ والنابالم والموت الزؤامِ إدراكاً لثاراتٍ قديمةٍ لا تذكرُ أنتَ منها شيئاً.
(4) كيفَ يتركُكَ وشأنك؟ وأنتَ في نَظَره عاصٍ متمردٌ طالما أردت أن تكونَ أنت، لا نسخةً مضروبةً منه، وأنٌى يدعُكَ وقد أبيتَ أن تكونَ صدى خافتا له، أو ببغاء ثرثارة تردّدُ عنهُ أقوالَه الخالدةَ وحِكَمَه الفريدة.