كامل اللبيدي (مسئول الشرق الأوسط في CPJ) – ترجمة خاصة ب"المصدر" أعلن وزراء ومسئولون يمثلون حوالي 20 حكومة غربية وعربية ومؤسسات مالية دولية أنفسهم "أصدقاء لليمن" أثناء الاجتماع المغلق الذي عقد في لندن الأسبوع الماضي بشأن التهديدات التي يمثلها تنظيم القاعدة في اليمن. طبقاً للتقارير الأخبارية. المشاركون -بمن فيهم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون- قدموا الضمانات بأن المجتمع الدولي، وإلى جانب ما يقدمه من تعاون عسكري، سيعمل مع الحكومة اليمنية لترسيخ احترام حقوق الإنسان وبناء المؤسسات الديمقراطية. لكن المتشككين يعربون عن تخوفهم من أن هذه "الصداقة" المعلنة، ستعمل أيضاً على منح الرئيس علي عبد الله صالح فرصة لتكثيف هجماته على المعارضة السياسية والصحافة المستقلة. صالح، الذي راجت سمعته كعاشق للسلطة السياسية منذ وصوله للحكم في 1978، استخدم الهجمات ضد التمرد الشيعي المسلح في محافظة صعدة شمال اليمن، وضد الاحتجاجات السلمية في جنوب البلاد كغطاء لمهاجمة ناقديه. إن اختطاف الصحفي محمد المقالح، في سبتمبر/ أيلول، والاعتقالات المتواصلة لآلاف السجناء السياسيين، تمنح الصحفيين اليمنيين الكثير من أسباب الخوف على سلامتهم، وذلك على ما يبدو تحت إصرار النظام على إخراس النقد. اللجنة اليمنية لحماية حرية الرأي والتعبير (CPFEO) أصدرت تقريراً مهماً في يناير/كانون الثاني، رصدت فيه احتجاز سبعة صحفيين، بضمنهم هشام باشراحيل رئيس تحرير صحيفة الأيام اليومية المستقلة. وأوقف باشراحيل في 6 يناير في مكتبه في عدن، كما أوقف اثنان من أبنائه طبقاً للمنظمة اليمنية التي قالت إنها رصدت أكثر من 140 انتهاكاً طالت حرية الصحافة خلال العام 2009 بما فيها تهديدات بالقتل واعتداءات وحملات تشهير ضد الصحفيين المعارضين، ومحاكمات في محكمة الصحافة الجديدة، وقرار حكومي غريب بمنع ثمان صحف من الصدور. وقال سامي غالب – رئيس تحرير صحيفة النداء المستقلة – في تصريحات للجنة حماية الصحافيين (CPJ) "أنا والكثير من الزملاء نؤمن جازمين أن الإجراءات الصارمة والمتخذة ضد الإعلام، والمظاهرات السلمية، تخدم مصالح القاعدة"، وقال غالب تلك التصريحات بعد استجوابه هو وثلاثة من محرري الصحيفة في محكمة الصحافة والمطبوعات بتهمة نشر "أخبار كاذبة من شأنها أن تسيء للوحدة" وذلك فيما يتعلق بتغطية الصحافة للاحتجاجات الجنوبية. وأضاف غالب: "إن السلطات فبركت تلك التهم لإسكات الصحف المستقلة". وإنها تبث "الوهم القائل بأن الاحتجاجات السلمية في الجنوب لها علاقة بالقاعدة". وأشار إلى أن جلسته تأجلت إلى 8 فبراير. ويشير النقاد إلى حالة أخرى، حدثت مؤخراً، تكشف تصميم صالح على سوء استخدام الدعم الغربي لتكثيف حربه على حرية التعبير. ففي يناير/كانون الثاني، تم محاكمة الصحفية أنيسة محمد علي عثمان غيابياً، وحكم عليها بالسجن لمدة ثلاثة أشهر، بسبب مقالين نشرا لها في العام 2007 تطرقت فيهما للفساد الحكومي المنتشر. واتهمت بأن ما كتبته يعد "افتراء على الرئيس صالح". وقال جمال عامر – رئيس تحرير صحيفة الوسط المستقلة والحائز على جائزة (CPJ) الدولية لحرية الصحافة – إنه "وفي الوقت الذي تتجه فيه كل عيون الغرب، وخصوصاً الولاياتالمتحدة، نحو الإرهاب، نجد أن الحكومة تقوم باستغلال هذه الحالة". واقتيد عامر إلى المحكمة أيضاً بسبب مقال الكاتبة أنيسة عثمان. عامر أيضاً أخبر لجنة حماية الصحفيين (CPJ) بأن وزارة الإعلام منعت صحيفته من الصدور لخمسة أسابيع في 2009 بتهمة المساس بوحدة البلاد". وفي كلمته أثناء تسلمه الجائزة الدولية في 2006 قال عامر "في العالم العربي، حيث لا يترك الحكام الكرسي إلا عبر القوة والانقلابات العسكرية، أو عندما يموتون، تعتبر الصحافة الحرة والمستقلة هي عدوهم الأكبر". - نشر الموضوع في 1 فبراير 2010