نظم المركز اليمني للدراسات الاستراتيجية اليوم الأربعاء ندوة تحت عنوان «التجمع اليمني للإصلاح في ظل التحولات الوطنية الراهنة» استضاف فيها مجموعة من الباحثين والأكاديميين، تحدثوا خلالها عن مسيرة الحزب خلال الفترة الماضية، وما اعتراها من سلبيات وإيجابيات. الباحث عبدالناصر المودع في ورقة العمل التي قدمها حول «أداء الإصلاح مع شركائه السياسيين»، أشاد بدور الحزب في إطار تكتل المشترك خلال فترة الثورة الشبابية الشعبية التي اندلعت في فبراير 2011.
وقال إن لتلك الأحزاب دوراً إيجابياً في لملمة المطالب الشعبية وترشيدها، إضافة إلى تعاملها بمرونة مع الأحداث التي كانت تدور حينها.
وتجنب المودع تقييم أداء الإصلاح في حكومة الوفاق الوطني، بحجة وجود شركاء آخرين وأطراف أخرى تتمثل في حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، لكنه قال إن الأشخاص الذين اختارهم الحزب في الحكومة كان أداؤهم عادياً وليس بالقدر المؤمل والمطلوب منهم.
واعتبر المودع تمثيل الإصلاح بأربع حقائب وزارية فقط، لا يتناسب مع وجود الحزب في الساحة، وأن قبول الحزب بذلك ينفي ما يقال عن «أخونة الدولة».
وانتقد الباحث المودع دور الإصلاح في مؤتمر الحوار الوطني، وقال إن أداء أعضائه كان «باهتاً»، وتنازل الحزب –حسب قوله- عن قضايا جوهرية كان يُعد المنافح عنها في الفترات الماضية ك«المناصفة بين الشمال والجنوب، والكوتا النسائية، والفيدرالية»، وغيرها.
المودع اعتبر القوة الجماهيرية للحزب وقدرته على الحشد، إيجابية في حال وجوده في المعارضة، لكنها قد تتحول إلى سلبية حين يكون حزباً حاكماً.
ودعا المودع حزب الإصلاح إلى الشفافية في اتخاذ القرارات الداخلية، والتركيز على قضايا تهدد اليمن كالحوثيين والقاعدة والانفصال، مطالباً إياه في ذات الوقت بترشيد الخطاب السياسي.
رئيس كتلة حزب الإصلاح في البرلمان زيد الشامي في ورقة العمل التي قدمها بعنوان «الإصلاح وتحديات المرحلة الراهنة» قال إن هناك تحديات وطنية وأخرى تنظيمية، على الحزب أن يتجاوزها.
وبدأ في حديثه القول إن الإصلاح استطاع التفاعل مع مراحل صعبة كانت في طريقه منذ تأسيسه، وقال إن الحزب بحاجة إلى تواصل مع الذين يقرؤونه من خصومه.
بناء دولة المؤسسات بعيداً عن التعصب الحزبي، وإنهاء الفترة الانتقالية والوصول إلى الانتخابات، وإنجاح مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وإعطاء الأولوية للقضايا الاقتصادية، أبرز التحديدات الوطنية، التي قال الشامي بأنه ليس بمقدور الإصلاح القيام بها دون شراكة القوى الأخرى.
الشامي قال إن الإصلاح لديه تواصل مع الحوثيين والسلفيين لا يعرفه البعض، ولم يرَالشامي ضيراً، في ما وصفها ب«إعادة ترتيب العلاقة» مع حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي لم تقم الثورة ضده بل ضد رموز النظام السابق، على حد قوله.
وعن التحديات التنظيمية أشار الشامي إلى التطور الحاصل في شتى المجالات، والذي يجب أن يواكبه تطور وتوسع وتغيير في أداء الحزب وإدارته.
وأكد على ضرورة الانتقال من الوعظ والإرشاد إلى تولي المهام وتنفيذها.
واقترح الشامي في ختام ورقته مواجهة «الضخ الإعلامي»، وتقوية الصلة مع جميع المختلفين، والرد على الشبهات التي تُثار حول الحزب، والجرأة في تصحيح الأخطاء التي يلاحظها الأخرون عن الحزب.
أستاذ العلوم السياسية المساعد في جامعة صنعاء والباحث في الحركة الإسلامية الدكتور ناصر الطويل قدم ورقة عمل بعنوان «استشراف المستقبل السياسي للإصلاح».
واعتبر الطويل مستقبل الإصلاح السياسي مرهون بما سيتحقق لليمن من توافق وطني واستقرار سياسي.
وقدم الطويل عرضاً مفصلاً لبنية الإصلاح الداخلية، والبيئة الداخلية اليمنية، والبيئة الخارجية، ونقاط الضعف والقوة في كلٍ منها.
القدرة على الحشد، والخبرة السياسية، والإطار المرجعي الإسلامي، أبرز المقومات الذاتية للحزب، مقابل فجوة في القيادة، وافتقاد للرموز السياسية، وعبء الحجم الكبير، كنقاط ضعف يراها الطويل داخل حزب الإصلاح.
وعن البيئة الخارجية اعتبر الطويل التحولات السلبية في مسار ثورات الربيع العربي وبالذات ما حدث في مصر، إحدى عوامل الضعف التي قد تأثر نفسياً على الإصلاح، وخالفه في ذلك المهندس عبدالله الأكوع في مداخلة له أشار فيها إلى استبعاد تأثر اليمن بما يجري في مصر، للاختلاف الشاسع بين متغيرات البلدين.
مداخلات الحضور تنوعت بين من يشيد بأداء الحزب ومن ينتقده، ففي حين يرى الدكتور عبدالجليل الصوفي بأن الإصلاح وقف بقوة لصالح المصلحة الوطنية، يطالب الدكتور عبدالرشيد عبدالحافظ الإصلاح بتحديد موقفه من الدولة المدنية الديموقراطية.
وقال الدكتور صالح السنباني أحد قياديي الحزب، إن موقف الإصلاح وكتل المشترك من الدولة المدنية واضح وضوح الشمس. متحدثاً عن تهميش وإقصاء للحزب وكوادره لا يتناسب إطلاقاً مع حجم وجوده في الميدان.
وتحدثت إلهام نجيب عضو مؤتمر الحوار الوطني في ورقة عمل قدمتها بعنوان «الإصلاح والمرأة»، أشادت خلالها بالحزب الذي قالت إن عضواته تتواجد في مختلف الأطر التنظيمية.
كما أن الحزب –حسب نجيب- أولى المرأة الإصلاحية الكثير من الاهتمام، باعتبارها من وجهة نظره نصف المجتمع وشريكة الرجل.