اعتبر جمال بنعمر، يوم الثلاثاء، أن ما أنجزه أعضاء مؤتمر الحوار الوطني حتى الآن، وفقاً للتقارير المتفق عليها "يبشّر بمخرجات واعدة سوف تلقى استحسان اليمنيات واليمنيين..". فيما أعرب عن سعادته بشأن ما تم التوصل إليه من حلول في القضية الجنوبية، قال إنه لمس فيها اتجاهاً للتوافق على مجموعة مبادئ ورؤية لبناء هيكل جديد ومنظومة حكم جديد لدولة اتحادية. وحيث أشار المبعوث الأممي إلى اليمن إلى أنه، يرى أن العقبات التي واجهت الحوار لم تزد المتحاورين إلا تصميماً على النجاح، وأنها "ذهبت سدى" لأن عجلة التغيير لا يمكن أن تعود إلى الوراء، زاد: "ولا يعيش في الماضي إلا من كان واهماً".
وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن في كلمته الثلاثاء خلال افتتاح الجلسة الثالثة والختامية لمؤتمر الحوار الوطني إن ما أنجزه أعضاء مؤتمر الحوار في بضعة أشهر يستحق الثناء والاحتفاء، لافتاً إلى أن معظم فرق العمل أنهت مهامها أو تكاد، وأن ما يظهر في التقارير المتفق عليها حتى الساعة "يبشّر بمخرجات واعدة سوف تلقى استحسان اليمنيات واليمنيين التوّاقين إلى بناء يمن جديد مبنيّ على القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد".
وتطرّق بنعمر إلى القضية الجنوبية، لافتاً إلى أن اللجنة المصغّرة تسعى جاهدة منذ أوائل سبتمبر إلى إيجاد حلول توافقية ترضي الجميع، مشيراً إلى أنه وتلبية لطلبها تقوم الأممالمتحدة بدعمها.
وفي السياق، قال "ويسعدني أننا لمسنا اتجاهاً للتوافق على مجموعة مبادئ ورؤية لبناء هيكل جديد ومنظومة حكم جديد لدولة اتحادية، مبنية على مقترحات قدّمتها مختلف المكوّنات. لكني عند هذا المنعطف الحاسم من تاريخ اليمن، أجدّد التأكيد أن اليمنيين وحدهم أصحاب القرار، وأنهم سيتحمّلون نتائج الخيارات التي يتخذونها".
وأضاف: "ومهما كان الخيار المتوافق عليه، أنا على ثقة أنه في يمن المستقبل لن يكون هناك مكان للاستئثار بالسلطة، بل ستسود مبادئ التعددية والتشاركية والتداول السلمي. ولن يكون هناك مكان للاستئثار بالثروات الوطنية، بل للتوزيع العادل لجميع أبناء الشعب وفق محدّدات دستورية وقوانين".
وبالحديث عن العقبات، أكد بنعمر "أرى أنها لم تزد المتحاورين إلا تصميماً على إنجاز مهامهم بنجاح"، مستدركا "وأرى أنها ذهبت سدى لأن عجلة التغيير لا يمكن أن تعود إلى الوراء. ولا يعيش في الماضي إلا من كان واهماً. فالوقت يمضي إلى الأمام، وإلى الأمام فقط يمضي اليمنيات واليمنيون معاً".
وفيما لفت المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى حجم التحديات التي تواجه اليمن، وتحديداً العملية السياسية، استدرك: "لكن بالإرادة والحكمة، تمّ تذليل الكثير منها".
ونوّه مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن، إلى أن نسبة من المخرجات، التي ستناقشها الجلسة العامة النهائية وتقرّها "ستكون بمثابة موجّهات دستورية ترشد عملية صوغ دستور جديد لليمن"، موضحا أن هذه الموجّهات "تستند إلى مجموعة مبادئ متفق عليها حول القضايا التسع المحورية في مؤتمر الحوار".
وإذن – يضيف بنعمر "هي خطوة أخرى في العملية الانتقالية تنطلق قريباً لتأسيس عقد اجتماعي جديد، ومعها يزداد الوضع دقة".
واستدرك: "لا يظنّ أحد أنه يمكن لليمن الاكتفاء بمخرجات مؤتمر الحوار مهما كانت واعدة"، مؤكدا أن هذا المؤتمر هو "جزء من عملية انتقالية وخارطة طريق لا تنتهي إلا بتحقيق التغيير الذي نشده ملايين اليمنيات واليمنيين في السنوات الأخيرة. وهذه لا تنتهي إلا لتنطلق مسيرة تحصين اليمن ليصبح أبعد ما يمكن من العودة إلى ويلات الماضي، وليندفع نحو مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً".
وطمأن جمال بنعمر اليمنيات واليمنيين بأنهم في الأممالمتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي سيواصلون دعمهم "بكل ما أوتينا من خبرات وإمكانات، لنساعدهم على بلوغ ذلك الهدف". وأضاف "وأنا على ثقة أنهم سيلقون دعماً مماثلاً من مجلس التعاون لدول الخليج العربية".
وتمنى المبعوث الأممي على جميع اليمنيات واليمنيين أن يدركوا أهمية الدعم العربي والدولي الموحّد لبلادهم في ظل ما تشهده المنطقة من اضطرابات، وأن يدركوا أن خارطة الطريق الواضحة التي يسيرون عليها سوف توصلهم إلى برّ الأمان.
وأستدرك "لكني أتمنى منهم أن يترفعوا عن صراعات الماضي والحسابات الحزبية الضيِّقة، وأن يسرعوا في مدّ جسور الثقة والتعاون من أجل إنجاح مؤتمر الحوار الوطني والعملية الانتقالية خدمة للمصلحة الوطنية العليا".
وكان بنعمر أشار- في سياق كلمته - إلى أنه أكد في تقريره الأخير المرفوع إلى مجلس الأمن في سبتمبر "إن مؤتمر الحوار الذي بات محط أنظار المنطقة والعالم، هو العملية الأكثر أصالة وشفافية وتشاركية في تاريخ اليمن وفي المنطقة العربية على الإطلاق، مضيفا "وقلت إنه يمكن للنموذج اليمني من الحوار والنقاشات حول تأسيس حوكمة ديموقراطية مبنية على الإرادة الشعبية أن يكون ملهماً لعمليات انتقالية أخرى في العالم العربي وسواه، وهو فعلاً كذلك، إنه إنجاز فريد لا بدّ أن يفتخر فيه جميع اليمنيين، الذين أظهروا للعالم العربي ما يمكن تحقيقه عند التزام التغيير السلمي".
وأرجع الفضل لما تحقق في مؤتمر الحوار الوطني إلى جميع الأعضاء المتحاورين والمكوّنات، بما فيها الشباب والمرأة والمجتمع المدني، والقيادات السياسية والأمانة العامة للحوار. كما أنه يعود بدرجة كبيرة إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي "الذي أظهر التزاماً وإصراراً لا يتزعزعان على القيادة والمضيّ نحو إنهاء عملية الانتقال السياسي، رغم كلّ العقبات".