يبدو أن جناح تنظيم القاعدة في اليمن وجماعة الحوثيين المسلحة اتفقا على قضية، رغم اختلافهما الشديد، وهي رفض قرار الحكومة اليمنية بتغيير «يوم الراحة» من الخميس إلى السبت؛ معتبرين أن ذلك تقليداً لليهود. وأقرت الحكومة تغيير الإجازة الإضافية للموظفين الحكوميين إلى يوم السبت. وبدأ العمل بذلك بعد عيد الفطر الماضي. وقال مراسل «المصدر أونلاين» في محافظة البيضاء إن مسلحين يعتقد ارتباطهم بتنظيم القاعدة زاروا مدارس حكومية خلال الشهرين الماضيين في مديريتي «الزاهر» و«ولد ربيع» وهددوا القائمين عليها من الاستمرار في منح الطلاب إجازة يوم السبت وإلزامهم بالحضور للدوام.
وأضاف نقلاً عن سكان محليين أن قائمين على مدارس حكومية خضعوا لمطالب المسلحين، وأنهم يطبقون النظام القديم، في منح الطلاب إجازة الخميس، وإلزامهم بالحضور أيام السبت.
مسؤول: أكثر من 20 مدرسة في حرف سفيان يتمترس فيها حوثيون أويسكنها نازحون ومثلهم، قامت جماعة الحوثيين، حيث أشارت مصادر محلية في مديرية العرش بالبيضاء إلى أن مدير مدرسة حكومية، معروف بقربه من الحوثيين، حاول إلزام الطلاب بالحضور للدراسة يوم السبت، قبل أن يوقفه مكتب التربية والتعليم في المحافظة.
وبات الحوثيون يرفعون خلال المظاهرات، التي ينظمونها في صنعاء وصعدة، لافتات تطلق على حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها محمد سالم باسندوة «حكومة السبت»، كما يطلقون عليها الاسم ذاته في بعض وسائل الإعلام التابعة للجماعة.
ويسيطر المسلحون الحوثيون على محافظة صعدة وأجزاء من محافظات مجاورة. ونقل مراسل «المصدر أونلاين» في صعدة عن سكان محليين أن الحوثيين في مدينة صعدة، العاصمة الإدارية للمحافظة، يحاولون إجبار المرافق الحكومية على منح الموظفين إجازة أيام الخميس وإلزامهم بالدوام أيام السبت.
لكن مصادر قالت إن موظفين حكوميين يداومون الخميس ويأخذون إجازة السبت، عدا بعض المرافق التي يسيطر على قيادتها الحوثيون «فهم يلزمون الموظفين على الحضور السبت وإلا سيتم معاقبتهم بخصم أقساط من مرتباتهم».
أصبحت فصول بعض المدارس أماكن ملائمة لمسلحي الحوثي يمضغون فيها القات وينامون وذكرت مصادر تربوية في صعدة أن مسلحي الحوثيين يلزمون المدارس على فتح أبوابها أيام السبت وغلقها الخميس، وأن هذا النظام مطبق في معظم مدارس تلك المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بشكل كامل.
وأضافت أن مدارس، تقع بمناطق تُوصف أنها ذات نفوذ ضعيف للحوثيين، لا تطبق ما يطلبه الحوثيون، لكن بعضها خضع لمطالب الجماعة بعد أن هددوا بخصم أقساط من مرتبات مدرسين وإدارات بتلك المدارس.
وعدا ذلك، لم يعد ما يوحي بأن مدارس حكومية تتبع وزارة التربية والتعليم سوى طابعها المعماري الذي تتسم به غالبية مدارس اليمن. وحتى الشكل الخارجي حرص مسلحو جماعة الحوثيين على تغييره، بدءاً باستبدال الشعار الوطني من على جدران المدرسة بطلاء هتافاتهم وما يسمونه «الصرخة»، وانتهاءً ببناء متاريس على أسطح تلك المدارس تنفذ من خلالها فوهات أسلحتهم.
عشرات المدارس في المناطق التي بسطت عليها الجماعة بالقوة، ترزح تلك المدارس تحت وطأة أقدام المسلحين التابعين للحوثيين، والوافدين من أكثر من منطقة، وأصبحت فصولها الدراسية أماكن ملائمة لمضغ القات وقضاء وقت الاستراحة والمبيت والنوم.
بعض مدارس محافظات عمرانوحجةوالجوف باتت «ثكنات عسكرية» يتصرّف في إدارتها مسلحو الحوثيين، ويمنعون فيها إجازة السبت، أملاً في أن تكون مناهج مؤسس الجماعة الراحل حسين الحوثي هي المنهج الرسمي في تلك المدارس.
طمست الشعارات الوطنية من على جدران المدارس واستُبدلت بشعارات الحوثيين مطلع الأسبوع الماضي، اقتحم الحوثيون خمس مدارس في عمران، بحُجة رفض إجازة السبت، حيث اقتحموا مدرسة النور في القفلة، ومدرسة الفتح في السكيبات، ومدارس أخرى في مناطق «المشهد، وهيجة زعبة، وذو صولان».
كما أطلقوا النار بكثافة الأحد الماضي على مدرسة «النجاح» في «ذو قطبين» بمحافظة عمران، وحاصروا الطلاب والمدرسين، مستخدمين في ذلك أسلحة متوسطة وخفيفة، بذريعة «إجازة السبت» أيضاً.
مدير مكتب التربية والتعليم في عمران، نايف مجيديع، اعتبر ما حدث ناتجاً عن الحرب التي اندلعت بين القبائل والحوثيين الشهر الماضي، وقال إنه يجري حالياً إعادة العملية التعليمية في تلك المدارس التي أوقفت بفعل المواجهات.
وعن رفض الحوثيين إجازة السبت، قال مجيديع إنهم يفعلون ذلك في الأماكن التي يسيطرون عليها، وأن بعض مدراء التربية في المديريات أبلغوه رفض الجماعة لما أقرّته الحكومة حول موضوع إجازة السبت.
ووصف مدير مكتب التربية في عمران الوضع التعليمي في مديرية حرف سفيان التي يسيطر عليها الحوثيون ب«الصعب»، وكشف عن وجود أكثر من 20 مدرسة يتمترس فيها الحوثيون أو يسكنها النازحون.
وزير التربية: اقتحام المدارس عمل «همجي» ويجب على السلطات المحلية محاسبة المتورِّطين في ذلك وقال مجيديع في اتصال أجراه معه «المصدر أونلاين» إن العملية التعليمة لا تقتصر مسؤوليتها على وزارة التربية والتعليم فقط، بل تمتد لتشمل المجلس المحلي في المديريات والمجتمع ككل.
ونفذ مسلحون يتبعون جماعة الحوثي عمليات اقتحام لعدد من المدارس في منطقة المزرق ومخيمات النازحين بمديرية حرض بمحافظة حجة. وأجبروا المدرسين والطلاب على التدريس يوم السبت، وتوقيف قرار العطلة الرسمية كما هو معمول بها في بقية مدارس الجمهورية.
وهددوا بإغلاق المدارس في حال عدم الالتزام بالتوجيهات المتعلقة بهذا الأمر. وتتبع المدارس مخيمات النازحين، إضافة لمدرسة اليرموك بالمزرق، كما اقتحموا مدرسة النور بمنطقة الفخ، ومدرسة أخرى بمنطقة الشريفية الشمالية.
وأدان وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالرزاق الأشول في تصريح له حوادث اقتحام المدارس، واصفاً إياها ب«العمل الهمجي» محملاً السلطة مسؤولية ذلك.
وطالب الأشول بمحاسبة من قام بترويع الطلاب والمعلمين، داعياً كافة الأحزاب والجهات إلى إبعاد المدارس عن الصراعات السياسية والمذهبية.
مدير التربية بمديرية حرض عبده عجار قال إن مكتب التربية أبلغ السلطات المحلية في حرض والجهات المعنية ومكتب التربية في المحافظة بهذا الحدث، ولكن لم يتم التفاعل مع القضية حتى الآن.
وفي مديرية الحزم بمحافظة الجوف يحتل مسلحون حوثيون مدرسة عائشة للطالبات منذ أكثر من ثلاث سنوات، فيما مدارس محافظة صعدة التي تسيطر عليها الجماعة تحولت إلى سجون ومعتقلات أو مراكز تعليم تتبع الحوثي.
