أجرى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم الخميس مفاوضات مع قادة في الحراك الجنوبي لإقناعهم باستمرار في المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، بعد تصاعد الخلافات. وطبقاً لوكالة الأنباء الحكومية، فإن هادي التقى عدد من ممثلي الحراك الجنوبي المشاركين في مؤتمر الحوار، وقال إن القضية الجنوبية واقعية «ولكننا لا نريد من أحد أن يزايد بمعاناة أبناء الجنوب فنحن قد عملنا على إيجاد أرضية مناسبة للحلول والمخارج للقضية الجنوبية».
وأضاف«مؤتمر الحوار الوطني الشامل سيكلل أعماله بالنجاح باعتباره خياراً وطنياً لليمنيين وسبيلاً لحل كافة القضايا المطروحة أمامه ومنها القضية الجنوبية».
وتصاعدت الخلافات في أروقة مؤتمر الحوار الوطني، في شأن القضية الجنوبية، وشكل الدولة، وعل�'ق ممثلون في الحراك الجنوبي المشاركين في مؤتمر الحوار مشاركتهم ولحقت بهم جماعة الحوثيين.
ويدور خلاف داخل اللجنة المصغرة المنبثقة عن فريق القضية الجنوبية بشأن عدد الأقاليم في الدولة الاتحادية المنتظرة في اليمن، فبينما يصر ممثلو الحراك والحزب الاشتراكي على دولة من إقليمين (شمالي وجنوبي)، يتمسك آخرون بخيار تشكيل البلاد من خمسة أقاليم على الأقل.
وقال هادي «حرصنا عند صياغة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة على معالجة كافة القضايا وأوضاع اليمن في الشمال والجنوب وإيجاد المخارج الحلول الناجعة للقضية الجنوبية ومشكلة صعدة وفقاً لواقعنا».
وتابع «القضية الجنوبية واقعية ولكننا لا نريد من أحد أن يزايد بمعاناة أبناء الجنوب».
وأردف مخاطباً ممثلي الحراك الجنوبي «عملنا على إيجاد أرضية مناسبة للحلول والمخارج للقضية الجنوبية حيث أن اللجنة الفنية التي هيأت لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل قد اقرت 50 بالمائة نسبة تمثيل الجنوب من قوام المؤتمر وعلينا التفكير اليوم في البحث عن الحل العادل للقضية الجنوبية وكافة قضايا المظلومين في أنحاء الوطن».
وقال ان المرحلة التي تعيشها اليمن دقيقة وحساسة وينبغي تضافر الجهود وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الذاتية وتفويت الفرصة على من يتربص بالوطن وصولاً إلى مستقبل أكثر أمانا وإشراقاً.
وخاطب الجميع «عليكم التحلي بالمسئولية الوطنية الملقاة على عاتقكم في الإسهام في صياغة مستقبل اليمن والأجيال القادمة باعتبار المرحلة صعبة ويجب استغلال هذه اللحظات التاريخية التي ربما لن تتكرر وطالما والحلول ممكنة تحت سقف الحوار الوطني والوصول إلى الدولة المدنية الحديثة المبنية على الشراكة في السلطة والثروة وبعيداً عن الإقصاء والتهميش».
وقالت وكالة الأنباء الحكومية، إن ممثلي الحراك أعربوا عن شكرهم للرئيس هادي على الجهود التي يبذلها من أجل إنجاح عملية التحول الجارية في اليمن.
وأضافت «أكدوا وقوفهم إلى جانب الرئيس هادي بما يحقق ويلبي طموحات وتطلعات أبناء الوطن الذي يعولون كثيراً على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي ستصيغ عهداً جديداً من الشراكة لبناء اليمن الجديد».