لاتزال الدكتورة غادة الهبوب مديرة البرنامج الوطني للتحصين تعاني وضعاً صحياً ونفسياً صعباً بسبب الاعتداء الذي تعرضت له من المجرم احمد ناصر ابو هدرة وعصابته المسلحة بالجنابي واعقاب الأسلحة النارية بداية سبتمبر الفائت في قلب العاصمة صنعاء وسط تخاذل مريب من الحكومة واجهزتها الأمنية. الأكيد انها دفعت ثمن عدم رضوخها للابتزاز باهضاً حينما تجرأت على الوقوف بقوة امام تهديدات ابوهدرة وعصابته، اعتقاداً منها بانها تحافظ على المال العام من ابتزاز الفاسدين الذين دائما ما يتشدق مسؤولو الحكومة بسعيهم للقضاء عليه، لكن الدكتورة غادة لم تتصور لحظة واحدة ان هذه الحكومة ستقف عاجزة عن حمايتها او الأخذ بحقها، كما ولم تكن تتوقع هذا التواطؤ المثير للريبة من الاجهزة الامنية مع القتلة واللصوص.
نعم.. انه تواطؤ فاضح والا كيف تمكن هؤلاء المجرمين من المرور بالسيارة المنهوبة في اكثر من نقطة امنية وتجوالهم في شوارع العاصمة بكل راحة دون اعتراضهم رغم انه تم الإبلاغ عن الحادثة بعد وقوعها مباشرة؟.. وكيف نفسر تعامل وزير الداخلية اللامسؤول مع الحادثة وتبجحه صراحة «بأنه لا يستطيع حتى حماية نفسه»؟.
بإمكان الدكتورة غادة ان تتحمل آلام الطعنات والكسور التي أصيبت بها، لكن صمتنا هو من سيقتلها حقاً.. بوسعها ان تتناسى سيارتها المنهوبة، لكنها حتماً لن تغفر لنا تخاذلنا.
كم هو مؤلم ان يتعامل اهل الايمان والحكمة ببرود مع هذه الجريمة التي استهدفت احدى بناتهم، من اعتبرت ذات يوم واحدة من ضمن اكثر 12 امرأة تأثيراً على مستوى الشرق الاوسط وفقاً لمنظمة اليونسيف، دونما أدنى شعور بشيء من الغيرة والحمية التي استثارت يوماً ما المعتصم بالله وجعلته يجهز جيشاً جراراً لنصرة امرأة تعرضت للصفع فقط وليس للضرب المبرح والطعن.
ان صمتنا امام هذا الاعتداء الهمجي هو في حقيقة الأمر جريمة لا تقل بشاعة عن الجُرم الذي ارتكبه ابو هدرة وعصابته، كما وانه سيجعل مثل هؤلاء المجرمين اكثر جرأة على اقتراف اعمال اكثر وضاعة وخسة بحق اية فتاة يمنية مستقبلاً خاصة واننا وصلنا الى مرحلة اللادولة باعتراف كبار مسئولي البلد.