أعلن المتحدث باسم السلفيين سرور الوادعي ان حصيلة الضحايا منذ بدء هجوم المسلحين الحوثيين على دماج بمحافظة صعدة بلغ أكثر من مائة قتيل إضافة إلى نحو مائتي جريح، مشيراً إلى أن القصف المدفعي تجدد صباح اليوم السبت على البلدة التي أكد أن سكانها يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة. وقال الوادعي في حديث ل«المصدر أونلاين» عبر الهاتف إنه بالرغم من الإعلان عن صدور توجيهات رئاسية بإيقاف إطلاق النار إلا أن الحوثيين واصلوا صباح اليوم السبت قصف الجهة الشمالية الغربية لدماج بالدبابات والمدفعية الثقيلة.
وأضاف ان حصيلة الضحايا في دماج منذ بدء هجوم الحوثيين يوم الأربعاء الماضي بلغ أكثر من مائة قتيل، بينهم أطفال ونساء ومدنيين إضافة إلى أكثر من مائتي جريح، مشيراً إلى أن الجرحى يعانون بسبب عدم توفر الدواء.
وتابع الوادعي «كل لحظة يموت علينا جريح بسبب عدم توفر الأطباء والدواء لمعالجتهم».
وشن الحوثيون الشيعة هجوماً على بلدة دماج التي يقع بها مركز تعليم ديني سلفي أسس قبل أكثر من ثلاثين عاماً في صراع على خلفية طائفية بدأ قبل أكثر من عام.
وتسيطر جماعة الحوثيين المسلحة على محافظة صعدة وأجزاء من محافظات مجاورة.
وقال رئيس لجنة الوساطة الشيخ يحيى منصور أبو اصبع في وقت سابق إن قيادياً حوثياً أبلغه أن هدف الهجوم هو «إخراج إرهابيين أجانب من دماج» حسب وصفه، مشيراً إلى أن الحوثيين لا يخفون مسؤوليتهم عن الهجوم.
لكن السلفيين يقولون إن مركز دار الحديث يستقبل دارسين من مختلف دول العالم منذ عشرات السنين وانهم ليسوا «إرهابيين» وإنما «طلاب للعلم الشرعي».
وقال سرور الوادعي إنه تواصل مع أعضاء في اللجنة الرئاسية وانهم أبلغوه بأن «الحوثي لم يتجاوب معنا»، لكن لم يتسن الحصول على تأكيد من عضو في اللجنة بشأن هذه المعلومات.
وأضاف الوادعي انه تواصل بتحويلة الرئاسة اليمنية بإبلاغهم باستمرار قصف الحوثيين لدماج رغم صدور التوجيهات الرئاسية، لكنه لم يتلق استجابة من الرئاسة.
وشكا نقصاً حاداً في الغذاء والدواء ببلدة دماج التي يقطنها نحو ثمانية آلاف نسمة، وقال ان رائحة الجثث تملئ المكان بسبب عدم قدرتهم على دفنها، وعدم توفر ثلاجة موتى أو حتى عيادة طبية، محذراً من «كارثة إنسانية» وتحول دماج إلى «منطقة موبوءة».
وأضاف الوادعي ان المنطقة تعاني نقصاً حاداً في الغذاء وأن «بعض الأطفال يموتون أو أصيبوا بسوء تغذية».
من جانبه، قال القيادي في جماعة الحوثيين يوسف الفيشي إن اللجنة الرئاسية تتحمل مسؤولية إبلاغ الرئيس عبدربه منصور هادي «بمن يُعيق انتشار الجيش في منطقة دماج».
وأضاف في تصريح بثه الموقع الرسمي للحوثيين أن جماعته مستعدة لتنفيذ الاتفاق الرئاسي، مطالباً السلفيين بالانسحاب من «جبل البراقة».
ويطل جبل البراقة على دماج، وهو الموقع الوحيد الذي يسيطر عليه السلفيون، ويقولون إنهم صدوا هجمات متكررة للحوثيين الذين يريدون السيطرة عليه من أجل إخضاع دماج، مطالبين بقوة محايدة من الجيش للتمركز في الجبل، ومتهمين الحوثيين بجلب مسلحيه وإلباسهم زي الجيش للتمويه بأنهم قوات عسكرية.