بصراحة أشعر ب(القرف) الشديد من كثرة ما ردَّد الإخوة في الحكومة اليمنية – وهم يحددون شروطهم لإنهاء الحرب مع الحوثيين – القول إن من شروطهم أن يكف الحوثيون عن الاعتداء على الأراضي السعودية. معروف للجميع أن الحوثيين كانوا قد انسحبوا وأعلنوا على رؤوس الأشهاد من جانب واحد وبدون قيد أو شرط هذا الانسحاب وأنهم لن يهاجموا أراضي المملكة ورجوا من المملكة أن تقدر خطوتهم، وإثر ذلك أعلن مساعد وزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان على رؤوس الأشهاد أيضاً أن الحوثيين لم ينسحبوا طواعية بل دحروا بالقوة، وحددت المملكة عدة شروط لعدم مطاردتهم ومن ضمنها أن يتواجد الجيش اليمني على الحدود اليمنية السعودية في مناطق الحوثيين المجاورة للمملكة. ومعروف أيضاً للجميع أنه بعد ذلك وليس قبله أعلن الحوثيون عن قبولهم لشروط الحكومة اليمنية لإنهاء حربها معهم، أي أن انسحابهم من الحدود مع المملكة كان سابقاً على قبولهم شروط الحكومة اليمنية وليس مقيداً بأي شرط من جانبهم سواء بقبول الحكومة اليمنية إنهاء الحرب معهم أم لا، أي أنه من الممكن أن تستمر الحرب بين الحكومة اليمنية والحوثيين في ظل استمرار خيارهم بإنهاء عدوانهم على أراضي المملكة، فلماذا يا ترى يظل الإخوة المسؤولون في الحكومة اليمنية يكررون قولهم إنهم يشترطون على الحوثيين عدم الاعتداء على أراضي المملكة وكأن الحوثيين لم ينسحبوا مدحورين كما قال الأمير خالد بن سلطان، ويتناسون تماماً الأمر الهام الذي اشترطته المملكة لعدم مطاردتها الحوثيين وهو تواجد الجيش اليمني على الحدود..؟؟ لماذا بدلاً من أن يشترطوا على الحوثيين الكف عن الاعتداء على المملكة لا يؤكدون عزمهم على نشر القوات اليمنية على الحدود مع المملكة في المناطق المجاورة للحوثيين ويطلبون من الحوثيين أخذ ذلك بالاعتبار وقبوله..؟ بصراحة موقف الحكومة اليمنية هذا في غاية العجب، فليس هناك داع لأن تعتبر توقف الحوثيين عن مهاجمة الأراضي السعودية شرطاً لإنهاء حربها معهم لأن هذا قد حصل فعلاً، وأعلنه الحوثيون وأوضح الأمير خالد بن سلطان سببه، والمملكة حسب الواضح من شروطها ترى أن هذا لن ينهي الأمر فمن السهل أن يعدل الحوثيون عما تعهدوا به وأعلنوه، خاصة أن هذا أصبح طبعاً من طباعهم، ولذلك فإن المملكة لم تنخدع بذلك وطالبت لإنهاء الأمر من جانبها بتواجد الجيش اليمني بينها وبين الحوثيين، أي طالبت بأمر طبيعي وهو أن يكون الجيش اليمني هو المسؤول عن الجانب اليمني من الحدود ولا تترك الحكومة اليمنية ذلك للحوثيين، وكان من المفروض لهذا أن يكون شرط الحكومة اليمنية على الحوثيين لإنهاء الحرب تواجد الجيش اليمني على الحدود مع المملكة الذي لم يحصل حتى الآن والذي هو الضمانة لإنهاء المشكلة، وليس موافقة الحوثيين على عدم مهاجمة المملكة لأنه قد تم دحرهم وأعلنوا الانسحاب من جانب واحد. إذا كانت الحكومة اليمنية جادة في بناء علاقات جيدة مع المملكة تقوم على الاحترام المتبادل، وتصل لمستوى استحقاق دعم المملكة لها في كافة المجالات فالمفروض – في رأيي – أن تلتزم تلك الحكومة بكف عدوان مجنونها الذي هو الحوثي، وهذا لا يتأتى إلا بتواجد الجيش اليمني على الحدود. ثم يا سادة يا كرام إن من شروطكم على الحوثيين نزولهم من الجبال، وإخلاء المناطق الحكومية التي احتلوها، وتسليمهم السلاح الذي بحوزتهم، ومن الطبيعي أن يكون الجيش اليمني هو البديل في المناطق التي يخلونها ومن ضمنها مناطق الحدود، أي أن انتشار الجيش اليمني في المناطق الحدودية أمر طبيعي نتيجة لكل ذلك، وأمر لابد منه لضمانة عدم عودتهم للاعتداء مجدداً على المناطق اليمنية قبل السعودية، وضمانة – وهذا هو الأهم – لعدم عودة الحرب مجدداً، لتكون الحرب السابعة، وتكون الحكومة اليمنية بهذا لدغت من جحر الحوثيين ليس مرتين بل سبع مرات. اليمن هي بلد القبائل، ومعروف بين القبائل عندما يبرز (مهبول) من قبيلة ما ويعتدي على القبيلة الأخرى، أن يكون من صميم واجبات القبيلة التي ينتمي لها هذا (المهبول) أن تتكفل به، وتكف أذاه وإلا حَقّ للقبيلة الأخرى أن تطارد هذا المهبول إلى عقر داره التي يلوذ بها عندما يعتدي ثم يهرب، وقياساً على هذا القانون (القبلي) أقول للإخوة اليمنيين أو على الأصح للحكومة اليمنية (بصفتي مواطناً سعودياً) كفوا أذى (مهبولكم) وهذا الكف لأذاه لا يكون بأن يوافق على عدم الاعتداء على حدودنا مستقبلاً، فهو (مهبول) وأنتم تعرفون معنى هذا، فمن السهل أن يكرر اعتداءه، بل يحصل هذا الكف بأن تتولون مسؤوليتكم بحماية حدودكم بتواجد جيشكم فيها... فلماذا لا تفعلون هذا الأمر الهام ليكون هو الشرط لإنهاء الحرب مع الحوثيين..؟؟