استفاقو الآن يتحدثون عن تقسيم اليمن، كما لو أن مؤتمر الحوار كان شكلاً للإعالة فحسب، ولم يناقش فيه أحد مشاريع التقسيم التي ألفها بن عمر من كتاب قديم كان قد قرأه في محبسه خلال سنوات الرصاص. لم يتحدث أحد عن الفيدرالية ولم يقدم أي طرف رؤية التقسيم هذه التي اخترعها بن عمر وحده في ساعة متأخرة من الليل في منزل الرئيس! كما لو أن موفنبيك كان صالة للديسكو لم يسمح لأحد فيه بالحديث عن وسخ السياسة ومؤامرات التقسيم!
كل الذين اندهشو من وثيقة التقسيم كان حضورهم في موفنبيك شكلاً من أشكال التغطية السياسية على الكثير من القبح، شكلاً مريحاً من أشكال كسب الوقت، وليس مؤتمراً جاداً ينتظره اليمنيون والعالم كوسيلة وحيدة للعبور إلى البلد الآمن.
في النهاية يتحدثون عن التقسيم كما لو أنهم لم يسمعوا به، وهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم! هذا التجاوز الغبي لوقائع شهور من البحث والرؤى والنقاش داخل المؤتمر وخارجه، ثم التجاوز الأغبى لوضع صار قائماً يتطلع الجميع للخروج من زجاجته، ذلك أمر يبعث على الدهشة والتساؤل في آن؟ أين كان هؤلاء العقلاء والرؤوس؟
العقلاء الذين يفكرون بعقول خصومهم فقط، فإن قبلو رفضوا وإن رفضوا كان الترحيب والقبول! الرؤوس التي كلما فتشت في داخلها لا ترى سوى طرف ذيل!
أنا لا أتحدث عن القبول بالوثيقة أو الرفض، ذلك حق لأي أحد أن يعترض أو يقبل أو يرفض، إنما الحديث فقط عن النائمين الذين استفاقوا.