واصلت لجنة الوساطة الرئاسية المكلفة بإنهاء النزاع في منطقة دماج بمحافظة صعدة شمال اليمن، تنفيذ الاتفاق الذي يقضي بإخلاء المنطقة من معظم السلفيين المتواجدين فيها وفي مقدمتهم رئيس مركز دار الحديث الشيخ يحيى الحجوري. وقالت اللجنة الرئاسية إن وحدات عسكرية بدأت مساء أمس استلام مواقع مواجهات بين السلفيين والحوثيين في الجهة الشرقية من دماج بمنطقة «الردمية» بعد انسحاب المقاتلين من الطرفين.
ونقلت صحيفة الثورة الرسمية، في عددها الصادر اليوم، عن رئيس اللجنة الرئاسية يحيى منصور أبو اصبع قوله: إنه سيتم اليوم تواصل استلام مزيد من مواقع المواجهات ونشر قوات عسكرية فيها بالإضافة إلى بدء تجميع 830 جثة قتيل في صفوف السلفيين سقطوا خلال مواجهات الشهرين الماضيين.
ووصلت يوم أمس الأحد أول قافلة مساعدات غذائية بتمويل من الحكومة، منذ بدء الحصار على بلدة دماج قبل أكثر من شهرين، حسب تصريح أبو اصبع.
وأضاف ل«الثورة»: إن الحجوري هو من طلب من الرئيس عبدربه منصور هادي الرحيل من دماج بعد فشل كل مساعي وقف إطلاق النار، وأن الرئيس وافق على تحمل الدولة لكل النفقات والتعويضات المترتبة على الرحيل.
ويأتي تصريح رئيس اللجنة الرئاسية خلافاً لما ذكرته مصادر محلية ووسائل إعلام عن أن موافقة الحجوري على الرحيل جاءت عقب ضغوط مارسها الرئيس هادي على الحجوري، حين فوضه الأخير باقتراح حل يُنهي النزاع.
إضافة إلى ذلك ما ذكرته المصادر عن مشاركة شخصية سعودية لم تُعرف هويتها دخلت إلى دماج وشاركت في الضغط على السلفيين من أجل مغادرة البلدة.
واندلعت الاشتباكات في دماج بعد أن فرض المسلحون الحوثيون طوقاً على البلدة التي يسكنها نحو عشرة آلاف شخص وحاولوا اقتحامها، بينما دافع السلفيون عنها، وقالوا إنه سقط منهم أكثر من مائتي قتيل بينهم أطفال ونساء خلال قصف الحوثيين.
وطلب السلفيون في وثيقة الاتفاق إمهالهم أربعة أيام بلياليها يتمكنوا من خلالها حزم أمتعتهم والاستعداد للرحيل إلى محافظة الحديدة، المقر البديل لدماج.