ننفعل مع كل حدث بقوة لافتة ونهب جميعاً بين مادح وقادح ومتسائل ومعترض، ثم نسكت فجأة وكأن ذلك الحدث وقع في كوكب آخر,لم نتابع قضية هزتنا حتى وصلنا فيها لحل يرضينا او يرضي عقولنا او يخلي ساحتنا أمام أجيالنا القادمة التي ستذهل أمام كم "العبط" الذي فينا، بل اننا نملك خاصية عجيبة في التعايش مع مصائبنا والتعود على شبحها بيننا وننسى بسرعة أولئك الذين كانوا سبباً في هذه الكوارث والصدمات. فكما نسينا أحداث العرضي وغيرها سنتعود على خيام المهجرين والمشردين بين فترة وأخرى في داخل الوطن من جبابرة من داخل الوطن أيضاً, بل اننا نؤصل لفكرة التهجير القسري لأفراد او جماعات وقبائل او نقائل تختلف مع بعضها، وربما يكون حل وجود الأقاليم مرتعاً خصباً لفكرة تهجير او ترحيل غير المرغوب في أفكارهم او معتقداتهم، وبهذا يكون اليمن سباقاً في اتفاقات القهر والظلم العجيب في زمن الغرائب.
لقد أصبح تهجير أهالي دماج واقعاً ولم تقبلهم أرض أخرى تجمع شتاتهم، وشكل تهجيرهم صدمة أخرى تفاجؤنا بها دولة هادي وسياسته المرتخية تجاه بطش الحوثيين وعنصريتهم، ولكن ما لا يصدق هو الاستهتار الذي تواجه به احتجاجاتنا واعتراضاتنا ضد عنصرية الحوثي وتماديه في تحدي الدولة والاستعانة بقوى خارجية لبسط نفوذه وحماية أغراضه الإجرامية تجاه الجمهورية ومكتسبات ثورتها الخالدة ضد أبشع نظام عرفه التاريخ، وأيضاً غير معقول ان تستمر الدولة في التعامل مع الحوثي كمكون في حوار الطرشان الذي تزمع زفه الى خاتمته البائسة كحوار ناجح لا نشتم رائحة نجاحه بقدر ما تزكمنا روائح فساده المنتشرة في أرجاء الوطن.
لقد أصبح هذا الشعب ألعوبة بيد قوى إقليمية تحرمه حق الانتصار لإنسانيته ولو بالاعتراض ضد قرارات جائرة في حق أبنائه مرة تلو اخرى، وسقطت ثقة هذا الشعب في مخرجات حواره الطويل مادام مكون الحوثي يعمل في جزء من هذا الوطن قتلاً وتشريداً ونهباً للأراضي وأخيراً تهجيراً، في حين انه يدعي امتثاله للحوار مع الأطراف الأخرى فأي اتفاقات هذه واي حوار هذا؟..