تمتلك اليمن بتضاريسها المتنوعة الكثير من المناطق السياحية سواءً الأثرية أو المواقع الطبيعية الخلابة التي تُشكل وجهة للسياح الأجانب أو السياحة الداخلية، لكن الاضطرابات الأمنية والسياسية أدت إلى ضعف في القطاع الهام والذي يُعتبر رافداً رئيسياً للاقتصاد. وكل هذه المقومات تعطي اليمن فرصةً كبيرةً لتكون إحدى البلدان الرئيسية في الصناعة السياحية بالمنطقة العربية، ولكن ذلك يظل مرهوناً بتدفق الاستثمارات الكبيرة لهذا القطاع وإقامة مقومات وإصلاحات من بنية تحتية وتوفر برامج تدريبية وتأهيلية لكوادر العاملين، وتحسين الترويج الاستثماري للسياحة.
ويُعتبر القطاع السياحي رافداً رئيسياً من الروافد الاقتصادية ولتوفير العملة الأجنبية وفرص عمل جديدة في بلد يعيش فيه أكثر من 30% في رصيف البطالة، إضافة إلى توفير رافد كبير للاقتصاد الذي يعاني عجزاً متسارعاً بسبب تناقص إنتاج النفط والذي إيراداته نسبة 70% من إيرادات الدولة.
ويبقى المرتكز الرئيسي والمؤثر في قطاع السياحة هو عامل الأمن والاستقرار في البلد، لما من شأنه في تحسين سمعة البلد وزيادة العائدات الاقتصادية.
هذا ما أكدته عليه أيضاً المدير التنفيذي لمجلس الترويج السياحي في اليمن فاطمة الحريبي التي قالت ل«المصدر أونلاين» إن اليمن تتميز بمواقع سياحية تكاد لاتوجد في أماكن أخرى بالعالم، إلا إن الأوضاع السياسية والأمنية التي تمر بها البلاد خلال الأعوام الثلاثة الماضية أدت إلى ضعف أداء قطاع السياحة.
وحول أداء مجلس الترويج السياحي، قالت الحريبي إن العام الماضي 2013 لم يشهد حملات ترويجية سوى مهرجان صيف صنعاء، مشيرة إلى صعوبات مالية يواجهها المجلس.
وقالت إن المجلس يعاني ضعفاً في المخصصات المالية، والذي يعتمد أصلاً على نسبة من رسوم التذاكر من الوكالات السياحة التي لم تدفع ما عليها حتى الآن.
وأدت الاضطرابات السياسية والأمنية التي صاحبت الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى عزوف السياح الأجانب، كما ساهم في ذلك إنذارات الدول الغربية من سفر رعاياها إلى اليمن في ظل هجمات «إرهابية» وحوادث اختطاف استهدفت أجانب.
وأثرت الاضطرابات أيضاً على السياحة الداخلية التي انخفضت عام 2011 لكنها شهدت تعافياً طفيفاً مع الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومة وتأمين الطرق الرئيسية.
وحاول «المصدر أونلاين» الحصول على احصائيات حول الحركة السياحية في اليمن خلال العام الماضي من وزارة السياحة لكن مسؤولاً في الوزارة قال للموقع إنه لم يتم حتى الآن الانتهاء من تجهيز الاحصائيات.
وبالنسبة لإحصاءات الحركة السياحية الوافدة إلى اليمن لعام 2012 فقد أشارت إلى زيادة في العائدات السياحية الدولية لتصل إلى حوالي 848 مليون و500 ألف دولار، مقارنة بنحو780 مليون دولار في 2011 وبنسبة زيادة بلغت 9 بالمائة. وأوضحت ان حجم حركة السياحة الوافدة إلى اليمن وصلت عام 2012 إلى 874 ألف و425 سائحا، بارتفاع حوالي 5.5 بالمائة عن العام 2011.
وتتوزع السياحة بين السياح الأجانب والمغتربين اليمنيين الذين يأتون إلى اليمن لقضاء الإجازة أو زيارة أهاليهم. وشكل السياح الأجانب في 2012 نسبة 53 بالمائة من إجمالي حجم الحركة السياحية.
أما عن الخطط المستقبلية للقطاع السياحة للعام 2014م فقد أكدت فاطمة الحريبي ان مجلس الترويج السياحي يخطط لإقامة معارض خارجية للترويج عن قطاع السياحة في اليمن، ففي الربع الأول سوف سيقيم مهرجانات في تركيا وايطاليا وألمانيا، إما الربع الثاني من العام الجاري ستقام معارض الترويج في دبي وفرنسا والصين وماليزيا، في مسعى لتعزيز دور السياحة في اليمن خارجياً وتحسين سمعتها.
وتمتلك اليمن الكثير من المواقع السياحية، سواءً الأثرية، حيث احتضنت البلاد كثيراً من الحضارات العريقة التي تركت آثارها في مختلف أنحاء البلاد، إضافة إلى المواقع السياحية الطبيعية البديعة.
وتُمثل جزيرة سقطرى واحدة من الأماكن السياحية الآمنة والمليئة بالكثير من المناطق الطبيعية الخلابة، لكنها لم تستقبل خلال العام الماضي سوى 2500 سائحاً، وفق تقديرات الشرطة السياحية في المحافظة.