تبدأ فصول جديدة مع حرب صعدة وذلك بتسليم الشيخ حسن مناع محافظة صعدة لخلفه طه هاجر واحتجاز شقيقه فارس مناع رجل الأعمال المعروف بتجارة السلاح. وفي هذا الحوار، يتحدث الشيخ حسن محمد مناع محافظ صعدة السابق والشخصية الاجتماعية البارزة بالمحافظة ل"المصدر أونلاين" حول ملابسات موضوع إقالته من منصبه أو استقالته.
حوار دارت تفاصيله في حوش منزله بصنعاء في ظل تواجد كبير لمشائخ قبليين من صعدة ومواطنين مطالبين بالإفراج عن فارس مناع.
- لنبدأ من موضوع الاستقالة، أو الإقالة، من منصبك كمحافظ لصعدة.. ماذا نطلق عليها؟ هي استقالة وإقالة بنفس الوقت.. لكن استقالتي كانت قبل الإقالة، لقد قدمت استقالتي ل 9 مرات ولم تقبل إلا الاستقالة العاشرة، المرة العاشرة هي التي قبلت أخيرا.
- مالسبب الحقيقي لكل هذا؟ أولا أهم الأسباب هو التصالح الهزيل مع الحوثيين في هذه الحرب. التصالح الأخير كان بحاجة لشكل آخر وطريقة تعامل أخرى. عايشت الحرب الخامسة والسادسة كمحافظ، وقبلها عايشت وقاتلت في الحروب السابقة كمواطن يدافع عن وطنه، فالحقيقة نحن أحرجنا كثيرا مع المجتمع والناس في صعدة، أحيانا نقول لهم حرب، ويقولون لنا لاتورطونا مع الحوثيين وبعدها تصبح الأمور ثارات ومشاكل، ونقول لهم هذه المرة سنقضي عليهم تماما، ثم لاندري إلا ونفاجأ بصلح.
- كما قلت التصالح الأخير كان أهم أسباب استقالتك الأخيرة، لكن الاستقالات التسع السابقة ما هي أسبابها؟ كما تعلم كنت رئيسا للجنة الأمنية في المحافظة، وكان المفترض أن أكون القائد الفعلي للعمليات، لكن لم يتم ذلك.. كنا مجرد أسماء نوجه توجيهات ولا يتم تنفيذها، قادة عسكريين يصمموا على آراءهم الفاشلة، جاءت قيادات جديدة مثل وكيل وزارة الداخلية محمد القوسي وهو لا يعرف شيئاً عما يدور، نقول الوضع ليس كذلك ويجب التصرف بكذا وكذا، لكنه يصر على رأيه ولا يأخذ برأي أحد.
- نشرت تصريحات للواء القوسي يهاجمك فيها.. أين وجه الخلاف بينك وبين القوسي؟ إخفاقه وفشله في صعدة هو وجه الخلاف، بسبب عدم التزامه بتوجيهات اللجنة في المحافظة، أنا كنت رئيس اللجنة وهو قائد عسكري يفترض أن يلتزم بتوجيهات اللجنة التي يرأسها المحافظ.
- أين يكمن قصور أو ماتسميه ب "فشل" القوسي؟ القوسي ظل في حارتين من حارات صعدة القديمة في مساحة لا تتجاوز ال 300 متر في 200 متر مدة 6 أشهر، وقتلوا علينا أكثر من 150 شهيداً وأكثر من 200 جريح، والأمر كله 20 "جزارا" من أنصار الحوثي، بدأوا عشرة أشخاص وانتهوا عشرين شخصا، ويأتي هذا الصلح أو الاتفاق أو مايريدون تسميته وكل واحد في مكانه، نحن دعمنا القوسي بدروع من الجيش وبمواطنين يقاتلون إلى جواره، وبسلاح وبكل شيء لكنه لم يستطع تحقيق أي شيء.
لأنه أساسا يبذل الجهود الكبيرة على متابعة أخبار الصحف، وهو مهتم كثيراً بالجانب الإعلامي، والميدان مهمل له، مضيع كل وقته واتصالاته على متابعة الإنترنت ومتابعة ماقالت الصحف ووسائل الإعلام، والميدان تارك له لمجموعة عسكريين عابثين.. أيضا المصاريف كثيرة يوميا بمبالغ طائلة ولايريد أن يتوقف هذا الدعم ولو حتى لسنوات.
- هناك حديث عن 700 آلية نوع جيتري تسربت إلى الحوثيين ونسب الكلام إليك، ماحكاية هذه الكمية؟ لا أريد أن أتحدث عن هذا الموضوع الآن.
- تجربتك مع القادة العسكريين في صعدة .. هل ستتكرر مع المحافظ الجديد؟ بالتأكيد ستتكرر، وأنا متأكد جدا من هذا، ولو أن الوقت الحالي فيه وقف لإطلاق النار ولا يوجد ماسيختلفون عليه. صحيح القيادات لازالت موجودة ولن تذهب لأن الأمر فيه مصاريف يومية وما إلى ذلك من مصالح..
- من هو القائد الفعلي للعمليات في صعدة؟ من إحدى العيوب أنه لايوجد رأس عسكري يقود الجميع في المحافظة، وإن وجد رأس يوجد من يضايقه ويتصرف ضده. المفترض أن رئيس اللجنة الأمنية ومحافظ المحافظة هو الكل في الكل، هو القائد العسكري الفعلي والأمني، وهو من يتحمل المسؤولية، أما أن نحمله مسؤولية وليس بيده شيء فهذا كلام فاضي.
- ألا تتحمل أنت شيئاً من المسؤولية عن أمور حدثت أثناء ما كنت محافظا؟ أتحدى أن أحمل أي مسؤولية، وأقول أني عملت أعمال لم يعملها أي من المحافظين قبلي، ولا فخر لأنها واجبي ولأني ابن المحافظة، وأقول هذا الكلام وأنا واثق من أني لم أقصر ولم أخفق في مهامي على الإطلاق، وقمت بعملي كمسؤول على أكمل وجه والحمد لله على توفيقه.
- ماهي نقاط الضعف في الاتفاق بين الحوثيين والدولة؟ النقاط الست طرحها لنا رئيس الجمهورية حفظه الله أثناء ماكان الحوثيين بكامل قوتهم، لكن هذه النقاط لم تعد تصلح في هذا الوقت لأن الحوثيين قبلوا بالنقاط وهم مضعضعين ومدمرين ومنهارين، وهم الذين أصبحوا ينادون بهذا الصلح وإيقاف العمليات العسكرية.. كانوا في موقف المهزوم الضعيف، أما الآن فقد بدأوا يستكملون نواقصهم ويقومون بالتعبئة والتجنيد.
- هل بالفعل يقومون بنقل أسلحة إلى مناطق جديدة لتكون بؤرة صراع؟ القضية ليست قضية نقل سلاح، لكن القضية هي في المقاتلين، يقوم بتجنيد شباب في سن صغير ويظل يعبئهم لمدة ثلاثين يوماً قبل أن يشاهدوا أي سلاح، تعبئة فكرية وعقائدية وجهادية كما يسمونها، أشرطة فيديو وسيديهات وأفلام عمر المختار وغيرها، لا تنتهي الثلاثين يوم إلا والشخص يبحث عن كيف يمكن أن يموت بدون أي مبالاة، ثم بعد ذلك 10 أيام أو 15 يوم تدريب على السلاح وبعدها إلى الميدان، عشرة شبان مراهقين يقطعوا طريق على لواء.
- ماذا عن وجود أشخاص من جنسيات خارجية يقومون بتدريب حوثيين؟ نعم بالتأكيد.. لم أر هذه العناصر لكن مصادرنا تؤكد ذلك، من جنسيات مختلفة.
- هل صحيح أن هناك سلاح مختلف عما يملكه الجيش؟ ليس صحيح هذا الكلام. سلاحهم ومعداتهم من التي يتم الاستيلاء عليها.
- الشيخ فيصل مناع. أين هو من كل مايدور؟ شيخنا وكبيرنا وعاقلنا ورصيده النضالي السابق يجعله رجلا كبيرا، ومن حسن حظه أنه فعلا تعمد أن لا يدخل في هذه الحرب ولم يشارك في أي من فصولها..نعم كان محظوظاً.
- هل من اتفاقات أو بنود سرية أو مايوصف بكلمة سر؟ ليس هناك أي كلمة سر أو أي اتفاقات سرية... كل ما في الأمر أن الحوثيين كانوا في الرمق الأخير وأخشى أن لا يفهم هذا الأمر.. الحوثيين هم من كانوا محتاجين بالدرجة الأولى لإيقاف الحرب وكان يجب التعامل مهم على هذا الأساس.
- ما الذي يجري بالنسبة لموضوع شقيقك فارس مناع؟ فارس مناع رجل وطني وشريف ونزيه وعفيف، وهو ضحية تآمر حاسدين في الداخل ومكذوب عليهم في الخارج.
- لماذا ارتبط توقيت قبول استقالتك مع الفترة التي تم فيها احتجاز فارس مناع؟ هي أحد الأسباب إلى جانب ضرب منزلي في الطلح بمحافظة صعدة من قبل الطيران السعودي، دمر تدميرا كليا وخسارتنا فيه أكثر من 200 مليون دولار.. هذا المنزل كان فيه مباني أكثر مما في دار الرئاسة، مسح عن بكرة أبيه، الآن أطلال فقط.. كان في داخله تحف تصل قيمتها إلى 3 ملايين دولار، فيه جنابي وأشياء قيمتها بعشرات ملايين الدولارات.
- أين وصلت مساعيكم لإطلاق سراحه؟ ذهبنا إلى دار الرئاسة مع مشائخ صعدة ومئات المواطنين لكن لم ندخل إلى دار الرئاسة، ثم توجهنا إلى وزارة الداخلية والتقينا بوزير الداخلية أمس، وبانتظار تحديد موعد لعدد من مشائخ صعدة لمقابلة رئيس الجمهورية.
- أين يحتجز حاليا، وهل يتواصل بكم؟ يتنقل بين الأمن القومي ودار الرئاسة ونتواصل بشكل قليل.
- إذا لم يفرج عنه ما الذي ستفعلونه حيال ذلك؟ سنستمر في فعالياتنا القبلية وسنتشاور مع المشائخ ونرى ما الذي سنتخذه من إجراءات.. أنا الآن قبيلي ولست مسؤولا، ماسيراه مشائخنا فأنا بعدهم، وسنواصل ال "مقاصد القبلية" إلى الرئيس حتى يفرج عنه.
ما حكاية ال 20 مليون دولار التي قيل أنها أرسلت من ليبيا؟ هذه كلام فارغ وهراء... نحن في عالم لا تستطيع تحويل ألف دولار من بنك إلى بنك داخل اليمن، فما بالك بهذا الرقم.. لم يتم حتى حبكها بطريقة تدخل العقل، وكأن العالم أصبح سائباً وكأن الفلوس تطير لوحدها وكأنها مجرد ورق يتم اللعب بها، المهم كلام يستخف بعقول الناس. وهي شائعة أو قول من غير ذي اطلاع بعالم اليوم عالم القرن الواحد والعشرين.
- مالذي جعل الأمور تتغير بهذه الطريقة بالنسبة لفارس، كان في فترة رئيس لجنة وساطة ثم أصبح متهما ومحتجزا؟ الفاشلين والمنافقين كانوا يريدوا أن يبرروا فشلهم بعد أن اتهمهم الآخ الرئيس حفظه الله بالفشل، فقالوا، كنا على وشك النجاح، قاب قوسين أو أدنى من النجاح لكن فارس مناع قام بدعم الحوثيين.
فارس شخصية اجتماعية كبيرة وبذل جهد خلال فترة الوساطة السابقة، بذل من المال والوقت الكثير في سبيل العمل على إنجاحها، لكن كذب ومراوغة الحوثيين أدت إلى فشل الوساطة الكبيرة التي بذلت، حقيقة نحن مدينين له عندما كانت الوحدات العسكرية محاصرة على وشك الهلاك وقام بإخراج هذه الوحدات وسلمها إلى القيادة العسكرية.. يكفي أنهم قاموا بهذا الأمر، مئات المعدات العسكرية كانت ستذهب للحوثيين، أذكر مثلا القائد العسكري عبدالعزيز الشهاري حفظه الله، هو قائد بطل أذاق الحوثيين المر في مران لكنه بعد ذلك حوصر وكان الحوثيين على وشك القبض عليه، وقام فارس بالوساطة وقال للحوثيين نريد إخراج اللواء وتسليمكم الشهاري، وبعد أن خرجت معدات اللواء أمسك فارس ودغشان بالشهاري وقال لهم إذا بتقتلوني اقتلوا الشهاري وخرج برفقته سالما، وكان هذا موقف مشهود لإنقاذ قائد عسكري بطل لا يفرط به.
- هل تواصلت مع الرئيس بعد خروجك من المحافظة؟ نحن في تواصل مستمر وهو أب للجميع وقد تواصلت، الآن فقط نريد أن نقول له إنه معنا عدد من مشائخ صعدة يريدون مقابلتك وأنت انظر براحتك الموعد الذي يناسبك متى أردتم.
- هل صحيح أن احتجاز فارس مناع أحد استحقاقات مؤتمر لندن أو مؤتمر الرياض القادم؟ فارس مناع ليس أسامة بن لادن..فارس له أدوار اجتماعية كبيرة، وأدوار في حرب الانفصال، ومواقف وطنية سياسية وقبلية وعسكرية واسأل الآخرين عنه. المصدر أونلاين عند إعادة النشر أو الاقتباس يلزم الإشارة للموقع بشكل واضح.