الحركة الحوثية تدّعي بأنها تمشي وفق المسيرة القرآنية التي رسمها لها حسين بدرالدين الحوثي المتوفي في عام 2004 على ايدي القوات الحكومية، والتي خاضت ستة حروب مع الحركة الحوثية، وحصدت الحرب الآلاف من البشر، وذلك في محافظة صعدة والتي تسيطر عليها الحركة الحوثية هذه الايام. برز نشاط الحركة الحوثية بصورة لافتة بعد ثورة فبراير، والتي اطاحت بنظام علي عبدالله صالح واستغلت الحركة المساحة الكبيرة من الحرية التي جاءت بها الثورة الفبرايرية، وافصحت بشكل كبير عن نشاطها في معظم محافظات الجمهورية اليمنية.
احتكم جميع الفرقاء السياسيين الى مؤتمر الحوار الوطني، وكان من ضمن المشاركين في المؤتمر حركة الحوثي، وشاركت في صياغة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ولكن للأسف الشديد لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه، وانقلبت على ما وقعت عليه وحركت ميليشياتها في عمران وارحب وهمدان لقتال القبائل في هذه المناطق.
أظهرت إحصائية أولية للمساجد التي فجرها الحوثي منذ سيطرته على حاشد بمحافظة عمران وتمدده نحو العاصمة صنعاء بلغ 16 مسجد من غير المنازل والمدارس، ولم تكُن هذه الاحداث عرضية على هامش المواجهات، وانما بتخطيط مدروس وممنهج فبعد كل عملية تفجيرية يصرخون بشعارهم المعروف، فكثيراً ما يرددون بأنهم يمشون وفق المسيرة القرآنية ولكن ما نشاهد سوى مسيرة تفجيرية لا شأن للقرآن الكريم بها.
حركة الحوثي تدّعي بأنها تحارب التكفيريين فيما هي جماعة تكفيرية تُكفر كل من يخالف مشروعها ويخالف الامامة التي يطالبون بها. يدّعون السيادة الوطنية فيما هم مجرد أداة ايرانية ينفذون سياسة ايران التدميرية للجسد العربي. يتشدقون بأنهم يحاربون العصابات الإجرامية فيما هم أكبر عصابة عرفتها اليمن ويوزعون الموت حيثما تواجدت ميليشياتهم المقاتلة.
حركة الحوثي نشأت بالسلاح وترعرعت في كهوف مران على التدريب عليه ومارست كل انواع الاجرام بحق الشعب اليمني، ولا يعرفون معنى السلام والتعايش.
الرئيس عبدربه منصور هادي مسئول مسؤولية تاريخية جراء ما يحدث وخاصة بعد اقرار مخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق الجميع على مخرجات تدعم بناء الدولة، ولا وجود لأي مبرر يمنع من تحمل هذه المسؤولية في ظل الدعم المحلي والاقليمي والدولي الغير مسبوق في تاريخ اليمن للرئيس عبدربه منصور.
في ظل هذه المعطيات، ما على الرئيس هادي الا ان يبسط نفوذ الدولة، ويكبح جماح أي عصابة تمارس القتل وتتمرد على ما توافق عليه اليمنيين، والا ان يعلن للشعب بأنه غير قادرٍ على ذلك ويترك المجال لمن يتحمل هذه المسؤولية الوطنية.