اعتقد أن الرئيس هادي لم يكن موفقاً في بعض قراراته، وأحد هذه القرارات هو قرار تنحية أحمد الحبيشي من رئاسة تحرير صحيفة 14 أكتوبر الصادرة من عدن. لقد مثل هذا القرار نكسة كبيرة على المستوى النفسي للمواطنين، إذ أعاد الرجل الذي لا يُطاق مرة أخرى إلى معمعة السياسة التملقية، والتحليلات غير المنطقية، لواحد من أكثر اليمنيين جرأة على الحديث المبتذل. نبش القرار الرئاسي كائناً غريباً من الأرشيف ليعود من جديد على الشاشة، محللاً سياسياً، ومفكراً كبيراً، والوصف الأخير للمذيع محمد الردمي.
كان يمكن أن يمثل بقاء الحبيشي على رأس مؤسسة 14 أكتوبر أخف الضررين، إذ ألهاه ذلك عن التحليلات والهرطقات الفارغة للرجل الذي خاض تحارب سياسية عدّة، وتنقل بين عديد أحزاب يمنية من بينها الاشتراكي اليمني والمؤتمر الشعبي.
لقد مثلت عودة الحبيشي إلى الشاشة ضربة قوية للذوق العام، وأزمة خانقة للحقيقة، لا تقل ضرراً عن أزمة البنزين والغاز! تابعت الحبيشي على "اليمن اليوم"، وكان يتحدث خارج التاريخ والواقع والمنطق، ووزع تُهماً هنا وهناك، ومارس، كعادته، دجلاً بصورة لا يمكن لأحد أن ينافسه، وهو المتخصص في هذا الشأن.
تصوروا أن ضيفاً يقول للمذيع: سأقول لك معلومات لا تعرفها أنت ولا كثير من الناس. بين هذه المعلومات أن أكثر شهداء جمعة الكرامة هم من الصبيان والمغرر بهم؛ وأن اللواء علي محسن يعيش مرحلة ضعف، فيما كال مديحاً منقطع النظير لسيده علي عبد الله صالح! هذه المعلومات - إن صحت التسمية- تعني شيئاً واحداً فقط هو أن الرجل العائد من الأرشيف يواصل مسيرة نضاله في تلميع الأحذية القديمة، ولا شيء غير هذا.
ببساطة شديدة، سنشهد خلال الأيام القادمة موجة قرف تجتاح البلاد، خصوصاً ومحمد الردمي، مقدم برنامج اليوم السادس على قناة آل صالح 'اليمن اليوم'، وكبير مذيعي الفضائية اليمنية، جناح البلطجية، أخذ وعداً على الهواء مباشرة من الحبيشي بأن يحل ضيفاً في سلسلة حلقات قادمة عن محطات متعددة من التاريخ اليمني، ومستقبل البلاد.
تخيلوا أحمد الحبيشي، الرجل القادم من الأرشيف، يستشرف المستقبل! رب رحماك ولطفك بعبادك.