أكد مسؤول عسكري ووزارة الداخلية أن قوات من الجيش حررت مختطفاً إيطالياً يعمل في مكتب الأممالمتحدةباليمن بعد اختطافه من أحد أحياء العاصمة صنعاء، في أول انجاز من نوعه للسلطات الأمنية والعسكرية، وقدرتها على تحرير مختطف أجنبي، من قبضة خاطفيه بعد ساعات من اختطافه. واختطف الإيطالي من حي «حدة» جنوبصنعاء مساء أمس الثلاثاء.
وأعلنت وزارة الداخلية في بادئ الأمر انها حدد هوية الخاطفين والسيارة التي جرى بها اختطاف الدبلوماسي الإيطالي، فيما قال شهود ان اشتباكات اندلعت بين خاطفين والشرطة في تقاطع «الثقافة» جنوب شرق العاصمة صنعاء.
الداخلية: الشرطة حددت الخاطفين واعتقلت بعضهم والتحقيقات الأولية قادت إلى ان الخاطفين اقتادوا الإيطالي باتجاه مارب فأبلغنا المنطقة العسكرية الثالثة وشرحت الداخلية في بيان عملية التحرير بعد تضارب في التصريحات. وقالت في آخر نسخة من روايتها إن الأجهزة الأمنية «أغلقت جميع المنافذ المؤدية إلى خارج العاصمة صنعاء، فيما نظمت عملية تحريات واسعة بحثاً عن الجناة والمختطف الأجنبي، وقد كللت تلك الجهود بمداهمة المكان الذي تواجد فيه الخاطفون».
وأضافت ان الجناة المضبوطين والمتهمين بجريمة اختطاف الأجنبي كشفوا خلال التحقيقات الأولية عن مكان وجود المختطف، وقالوا في طريقه إلى مديرية صرواح، وعلى إثر ذلك جرى إبلاغ المنطقة العسكرية الثالثة التي وجهت أفراد اللواء 312 بضبط الجناة وتحرير المختطف.
وأشارت وزارة الداخلية إلى ان الجناة الذين جرى ضبطهم في العاصمة صنعاء اعترفوا بوجود أشخاص آخرين اشتركوا معهم في الجريمة، مضيفة ان بعض المتهمين بجريمة الاختطاف مازالت عملية البحث عنهم جارية، وإن الأجهزة الأمنية شرعت في استجواب المتهمين لكشف ملابسات الجريمة ودوافعها.
ونقلت وكالة «شينخوا» الصينية عن مصدر في الشرطة اليمنية قوله إن الإيطالي يدعى «دير فرنسسكو».
إلى ذلك، قال العميد الركن عبدالرب الشدادي قائد اللواء 312 مدرع في مارب ل«المصدر أونلاين» في تصريح خاص إن نقطة تفتيش عسكرية تابعة للواء في منطقة حباب بصرواح حاولت إيقاف سيارة من نوع «صالون» غير ان سائقها لاذ بالفرار وبادر المسلحون الذين على متنها في إطلاق النار على جنود النقطة.
قائد اللواء 312 ل«المصدر أونلاين»: نقطة تفتيش تبادلت إطلاق النار مع الخاطفين الذين كانوا يستقلون سيارة صالون وحررت الإيطالي وأضاف ان جنود اللواء طاردوا السيارة وتبادلوا معهم إطلاق النار، وجرى تحرير المختطف الإيطالي، وهو بصحة جيدة، بينما لاذت العصابة الخاطفة بالفرار بعد إعطاب سيارتهم.
إلى ذلك، قال مصادر محلية ل«المصدر أونلاين» مساء أمس الثلاثاء إن الإيطالي بصحة جيدة، وهو في معسكر اللواء 312.
وأضافت ان الجيش نصب كميناً في الطريق الرئيس بالمنطقة الواقعة بجوار الوحدة الصحية في منطقة «آل حجلان» بحباب، وهي منطقة جبلية وعرة وبها أشجار كثيفة، بناءً على بلاغ مسبق عممته الأجهزة الأمنية حول حادثة الاختطاف وتفاصيل السيارة التي تقل الخاطفين.
وقال مصدر محلي في مارب ل«المصدر أونلاين» ان الخاطفين ينتمون إلى قبيلة «مُراد»، وكانوا في طريقهم من صنعاء إلى منطقتهم عبر الطريق الذي يمر من خولان وصرواح ومدينة مارب، ثم إلى مُراد.
ولم يُصب أي من جنود الجيش بأذى خلال الاشتباكات، بينما قال مصدر قبلي إن هناك معلومات عن إصابة أحد الخاطفين، لكن لم يتسن التأكد من تلك المعلومة بشكل مستقل.
جنود اللواء 312 في مارب نصبوا نقطة تفتيش بعد تلقيهم بلاغاً أمني بقدوم الخاطفين مع المختطف الإيطالي وكان موقع وزارة الدفاع قال إن جنود اللواء 312 في مارب «يطاردون الخاطفين ولن يتوقفوا حتى يلقون القبض عليهم لتقديمهم للعدالة».
إلى ذلك، قال أحد العاملين في مكتب الأممالمتحدةبصنعاء ل«المصدر أونلاين» ان الايطالي، الذي يعمل في قسم المشتريات، اختطف من أمام مطعم «فلافل فسلطين» بشارع «صفر» في منطقة حدة جنوبصنعاء، وقد أبلغ سائق السيارة اليمني على الفور عمليات المكتب الذين تواصلوا بدورهم مع الجهات الأمنية المختلفة.
وأشار المصدر إلى ان المسلحين كانوا يستقلون سيارتين احداهما هايلوكس بلوحة سعودية، وسيارة تاكسي أخرى، نافياً أن يكون قد اختطف مع امرأة أجنبية، كما نشرت تلك المعلومات وكالة أنباء أجنبية.
وأوضح أنه تم العثور على السيارة الهايلوكس التابعة للخاطفين في تقاطع «الثقافة» في شارع 22 مايو، مرجحاً أن يكونوا قد نقلوا المختطف على متن السيارة الأخرى، خصوصاً أن سائق المكتب تعقبهم لبعض الوقت.
مصادر محلية: الخاطفون ينتمون إلى قبيلة «مُراد» في مارب إلى ذلك، وجه وزير الداخلية اللواء عبده حسين الترب رسالة شكر وتقدير لكل الوحدات العسكرية والأمنية «التي عملت بروح الفريق الواحد لإحباط جريمة اختطاف المواطن الإيطالي وضبط الجناة المتورطين بجريمة الاختطاف».
وخصت رسالة الشكر التي وجهها عبر موقع وزارة الداخلية «قيادة وأفراد اللواء 312 بمديرية صرواح محافظة مارب وقيادة وأفراد قوات الأمن الخاصة، وكذا شرطة أمانة العاصمة وأجهزة الأمن والوقائي والقيادة والسيطرة والأخوة المواطنين بتقدير استثنائي لما بذلوه من جهود في السيطرة على الجريمة وضبطها»، مشيراً إلى أن «كل جهد مهما كبر دورة أو صغر أسهم في صنع هذا النجاح الأمني المتميز»، ومتمنياً للجميع «تحقيق المزيد من النجاحات في الحفاظ على أمن المجتمع واستقراره».
مصدر بالأممالمتحدة: الإيطالي يعمل في قسم المشتريات بمكتب اليمن واختطف في حي حدة واختطاف الأجانب ظاهرة شائعة في اليمن، إذ يعمد رجال قبائل أو جماعات مسلحة على تنفيذ عمليات اختطافهم لمقايضتهم بمشاريع إنمائية أو مبالغ مالية، أو لتلبية مطالب خاصة لدى الحكومة.
لكن تنظيم القاعدة استغل ذلك لاختطاف أجانب والحصول على مبالغ مالية كبيرة لإطلاق سراحهم، واتسمت العديد من الاختطافات التي حصلت في غضون العامين الأخيرين بطابع الغموض، لجهة تحديد الجهة الخاطفة أو تفاصيل مفاوضات تحريرهم، والتي تمت بعضها بوساطة خارجية.
وأخفق مسلحون مجهولون في اختطاف مسؤول رفيع، يعمل مستشاراً بمكتب الأممالمتحدةبصنعاء نهاية فبراير الماضي من منطقة حدة، بعد أن نجح في مقاومتهم والافلات من بين ايديهم.
ووفقاً للخبر الذي انفرد «المصدر أونلاين» بنشره في حينه، فقد اعترض مسلح المسؤول الاممي، بينما كان خارجاً من سوبر ماركت «لوكا» بشارع صفر الكائن بحي حدة جنوبصنعاء وقام باقتياده باتجاه سيارته، حيث كان ينتظره اثنين من المسلحين بلباس الأمن المركزي كانوا يراقبون تنفيذ المهمة قرب السيارة، لكن الرجل باغتهم واعترك معهم وتمكن من الافلات، بينما لاذ المسلحون بالفرار.
ولا يزال العديد من الأجانب، بينهم دبلوماسيين وموظفين في منظمات دولية، مختطفين في صنعاء منذ فترات متفاوتة.
ويبلغ عدد الأجانب المختطفين في اليمن منذ العام الماضي ستة أشخاص، بينهم دبلوماسيان سعودي وايراني.
واختطف رجال قبائل مواطناً ألمانياً من وسط صنعاء مطلع فبراير الماضي، وترددت معلومات بتوجه الخاطفين مع الألماني إلى منطقة مجهولة بمحافظة مأرب، وأوفدت ألمانيا قبل أيام نائب رئيس مخابراتها نوردبرت شتير إلى صنعاء، لتعزيز جهودها الهادفة لتحرير مواطن ألماني مختطف منذ مطلع فبراير الماضي.
وفي حوادث متفرقة اختطف مصور صحفي أمريكي وخبير بريطاني وجنوب افريقي وآخر يحمل الجنسية السيراليونية وهو موظف في اليونسيف، ولا يزال مصيرهم مجهولاً، ولم تتوفر أية معلومات بشأن ما وصلت إليه محاولات الافراج عنهم، والتي غالباً ما تتم عبر المفاوضات.
وإضافة لأولئك لا يزال دبلوماسي سعودي مختطف لدى تنظيم القاعدة منذ نهاية مارس 2012، وظهر الدبلوماسي عبدالله الخالدي في تسجيلات عدة، ليطالب حكومة بلاده بتلبية مطالب الخاطفين والعمل لإطلاق سراحه.
ويطالب التنظيم حكومة المملكة بالافراج عن سجينات في سجون الحكومة السعودية، متهمن بالارتباط بعناصر تنظيم القاعدة، وفشلت أكثر من وساطة قبلية للإفراج عن الخالدي.
كما أن دبلوماسيا إيرانياً لا يزال دبلوماسي إيراني مختطفاً منذ شهر يوليو الماضي، في ظل ظروف غامضة، على أن بعض التقارير تتحدث عن احتجازه من قبل تنظيم القاعدة.
وأصدرت العديد من الدول الغربية تحذيرات لمواطنيها بعدم السفر إلى اليمن، كما دعت المقيمين فيها لمغادرتها، كما تحث العاملين في بعثاتها ومكاتب منظماتها على توخي أقصى درجات الحيطة والحذر، وتقييد حركتهم خشية تعرضهم للاختطاف.
* شارك في التقرير من مارب الزميل أحمد ربيع. ** يمنع إعادة نشره دون إذن مسبق من المصدر أونلاين.
