أسأنا الظن ونحن نتهم بعض السياسيين المصريين المؤيدين للانقلاب العسكري في بلادهم بأنهم خونة للقيم الديمقراطية والاحتكام للإرادة الشعبية والرضا بها.. وها هي الأيام تثبت أنهم ما يزالون كما كانوا دعاة لاحترام الدستور، ورفض تزوير الانتخابات.. ولو ابتعد العسكر عن السياسة وتفرغوا لحماية الحدود والوطن لكان ذلك عين الصواب! مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المصرية؛ تذكر بعض مؤيدي الانقلاب بزعامة/ البلطجي الناصري حمدين صباحي أو كما يسميه المصريون "عبده مشتاق"؛ أو أسرع مرشح انتخابات رئاسية في العالم؛ أن قانون الانتخابات الرئاسية غير دستوري، ويهددها بعدم الدستورية، وأن الجيش يجب أن يظل بعيدا عن السياسية! ولم يترددوا أن يتذكروا الآن أن الثوار في السجون (يقصدون بعض الشباب الذين ثاروا ضد قمع العسكر وليس المعتقلين الإسلاميين فهؤلاء دمهم حلال!) ورموز نظام مبارك يتصدرون الإعلام! مع أنهم سبق أن تصدروا ثورة 30 يونيو الانقلابية دون أن يتسبب ذلك في حساسية ثورية!
حكاية دستورية أو عدم دستورية قانون ما في مصر في ظل الانقلاب، تبدو حكاية سخيفة تعكس ضحالة ما في رؤوس أصحابها وفجورهم السياسي. فهؤلاء هم الذين شاركوا في الانقلاب العسكري، وأطاحوا بأول رئيس منتخب في بلادهم. وهم الذين حرضوا على إلغاء دستور قائم مستفتى عليه لمصلحة دستور كُتب بإشراف العسكر، واليوم تذكروا أن هناك أصولا دستورية وما يجب وما لا يجب!
وعلى رأي المصريين: اللي اختشوا ماتوا.. وغيرهم أسسوا جبهة الإنقاذ، وواحد منهم رشح نفسه!
••• المثقف الحقيقي لا يغضب إن لم يشارك وزير الثقافة في بلده في أي فعالية يقيمها.. فقط في بلادنا يحدث هذا ليس حبا في وزير الثقافة ولا عشقا في عيونه؛ ولكن من أجل ضمان حضور فريق التلفزيون اليمني لتصوير الفعالية وعرضها في نشرة التاسعة مساء، أو حتى إن شاء في فقرة التعازي!
وعلى العموم فإحضار مختل عقليا لافتتاح فعالية لم يحضرها وزير الثقافة من باب الاحتجاج هو تصرف غريزي، وتأكيد للثقافة الرشيدة والشفافية ووفقا لقاعدة: الرجل المناسب في المكان المناسب! لكن ما يؤسف له أن أصحاب الفعالية لم ينشروا نص الكلمة التي ألقاها المختل التنويري في الحفل.. على الأقل لكي نعرف المدرسة الثقافية التي ينتمي إليها، وهل هو يميني أو يساري، أو من المختلين عقليا في أوقات الدوام الرسمي فقط!
فإذا كان يمينيا فسوف يبدأ كلمته بسم الله الرحمن الرحيم، وإن كان يساريا فأول كلامه: إحمحم.. وفي الواقع.. أما إن كان مختلا عقليا لظروف العمل فسوف يبدأ قائلا: أنقل إليكم تحيات الأخ الزعيم!
••• عندما يقترب موعد الانتخابات في النقابات المهنية والجماهيرية في اليمن، تنبض الحياة في العروق، ويبدأ المسؤولون يتحدثون عن الصعوبات التي يواجهونها ماليا. وفي المقابل يبدأ الطامعون في الحلول محلهم، يتحدثون عن الانهيار الحاصل في الأداء وضرورة التغيير بعد أن أصبح الكيان النقابي.. خرابا.. في ضوء ذلك يمكن أن نفهم سر الاتهامات التي كالها عدد من اعضاء اتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين ضد اتحادهم إلى درجة وصفه بأنه: خرابة وطنية!
الآن اكتشفتم أنه خرابة؟ وما الداعي إذن للحديث الممل عن المثقف الرائي والتنويري الذي يستلهم المستقبل إن كنتم لم تكتشفوا ذلك إلا الآن؟
••• على هامش تلفيق تهمة تعاطي الحشيش لابن الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي؛ علقت الناشطة المصرية نوار ابنة شاعر العامية المصرية الشهير: أحمد فؤاد نجم؛ على موقع تويتر مستنكرة التهمة، وواصفة إياها بأنها ملفقة بدليل أن الإخوان لو كانوا بيحششوا – على حد تعييرها- أو لو كان فيهم واحد بس بيحشش كانوا فلحوا، وما كانوش سقطوا السقوط المروع ده.. يا ريتهم كانوا بيحششوا كانوا بقوا رجالة.. التوقيع: بنت الحشاش!
ما نريد التعليق عليه هو توقيعها: بنت الحشاش.. فكما هو مشهور كان والدها أحمد فؤاد نجم من مشاهير الحشاشين في مصر، وهو لم يكن يخفي ذلك أبدا، وكان يفخر أنه حشاش، وفي مذكراته (الفاجومي) أشار كثيرا إلى إدمانه الحشيش ، وذكر قصة أول مرة اعتقل فيها عام 1969 وتم فيها اتهامه بتعاطي الحشيش؛ بعد انتشار أغانيه السياسية المنددة بالأوضاع التي أدت إلى هزيمة 1967، وفي مبنى المباحث وضع ضابط التحقيق قطعة كبيرة من الحشيش على الطاولة سائلا إياه وهو يظن أنه يفحمه أو يرهبه: الحشيشة دي تبعك؟ فرد عليه نجم المبهور من حجمها: يا ريت!