ألقت أجهزة الأمن يوم الاثنين القبض على أربعة مسلحين من عناصر تنظيم القاعدة في منطقة «جبل راس» التابعة لمحافظة الحديدة غرب اليمن بينهم سعوديين اثنين بعد عملية أمنية واشتباكات قتل فيها جنديان واثنان من المسلحين. ومع الساعات الأولى لفجر يوم الثلاثاء تعرضت النقطة الأمنية لهجوم نفذه مسلحون من القاعدة، واشتبكوا مع الجنود ما أدى إلى مقتل جنديين ومهاجمين اثنين.
وقال مصدر أمني في وزارة الداخلية ل«المصدر أونلاين»، مساء الثلاثاء، إن جنود أمن نقطة جبل رأس تمكنوا –نتيجة معلومات وتحريات أمنية دقيقة- من إلقاء القبض على أربعة عناصر من تنظيم القاعدة، بينهم اثنان يحملان الجنسية السعودية.
وأكدت وزارة الداخلية في بيان لها في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، وقالت إن السعودي الأول يدعى «محمد صامل ماجد العتيبي»، وهو من أهالي منطقة الرياض وكنيته (أبو غالب) يبلغ من العمر 30 عاماً، والثاني يدعى «صالح محمد صالح العسيري» من أهالي أبها السعودية ويبلغ من العمر 31 عاماً، وكنيته «أبو صارم».
مصدر في الداخلية: تم القبض على الإرهابيين نتيجة عمليات تحرٍ دقيقة وتم مطاردتهم والقبض عليهم بعد أن حاولوا الفرار عبر طريق ترابية بعيدة عن النقطة الأمنية وأضافت في البيان الذي نشرته على موقعها الإلكتروني ان الاثنين الآخرين هما يمنيان أحدهما يدعى «محمد صادق عبده إبراهيم محمد المطحني» (20 عاماً)، وهو من أهالي وصاب ويلقب بين أفراد مجموعته ب(أبو مصعب)، أما الثاني فاسمه «إبراهيم علي صالح عبدالله حزام» (23 عاماً) وهو من أهالي يافع وكنيته (أبو هاجر).
ولمزيد من التفاصيل اتصل «المصدر أونلاين»، مساء الثلاثاء، بمصدر رفيع في وزارة الداخلية، أكد أن الأربعة المسلحين الذين تم القبض عليهم حاولوا الهرب والإفلات من النقطة الأمنية عبر الالتفاف عليها بسيارتهم من خلال سلوك طريق ترابية بعيدة عن النقطة الأمنية إلا أن ضباط وجنود النقطة طاردوهم وتمكنوا من إلقاء القبض عليهم.
وأضاف المصدر الأمني للموقع أنه وبعد ساعات من تلك العملية، وتحديداً عند الساعة الثالثة من فجر يوم الثلاثاء، تعرضت النقطة الأمنية بجبل راس لهجوم مباغت من مسلحين يتبعون تنظيم القاعدة كانوا يستقلون سيارتين أحداهما «هيلوكس» والأخرى صالون وكانت مفخخة، وذلك بغية تحرير زملائهم المعتقلين.
وبحسب المصدر، «اشتبك الجنود ببسالة مع المهاجمين الذين استخدموا أسلحة هجومية خفيفة ومتوسطة، لينتهي الهجوم بفرار بقية المهاجمين الإرهابيين على متن السيارة الهيلوكس بعد أن قتل منهم اثنان واستشهاد جنديان اثنان، فيما خلف المهاجمون السيارة الصالون المفخخة جوار النقطة الأمنية».
وفيما أشار إلى أن المعلومات تؤكد أن أحد الفارين أصيب إصابات بالغة، نوه إلى أن أجهزة الأمن مازالت تتعقب بقية الفارين الذين فروا باتجاه مديرية وصاب التابعة إدارياً لذمار، والمحاذية لمديرية «جبل رأس» التابعة للحديدة.
بعد ساعتين من القبض على أربعة عناصر تعرضت النقطة لهجوم مُباغت بسيارتين إحداهما مفخخة وقُتل مهاجمان اثنان فيما أصيب ثالث فر مع آخرين إلى وصاب وحالياً يجري تعقبهم وأكد أن لجنة متخصصة في تفكيك المتفجرات نزلت من صنعاء إلى المنطقة، بعد ظهر الثلاثاء، وباشرت التعامل مع السيارة المفخخة بغية تفكيك وإبطال المتفجِرات التي زُرعت فيها.
وحتى وقت متأخر من مساء الثلاثاء، نفى المصدر أن يكون لديه أية معلومات دقيقة بشأن الانتهاء من عملية تفكيك المتفجرات أو المدة التي ستستغرقها العملية، منوهاً إلى أن ذلك له علاقة بحجم المتفجِرات ونوعها وطريقة تركيبها وهو ما لا يمتلك بشأنه أي تفاصيل دقيقة حتى تلك اللحظة.
وكان مراسل «المصدر أونلاين» في الحديدة، بسيم الجناني، أكد أن عملية تفكيك السيارة المفخخة من قبل الفريق المتخصص كانت ما تزال جارية حتى غروب شمس يوم الثلاثاء، مشيراً إلى أن التعامل مع تلك المتفجِرات، على ما يبدو، معقدة.
وكانت حتى تلك اللحظة مازالت تشكل قلقاً لدى الجهات الأمنية، طبقاً لمعلومات أولية حصل عليها، نتيجة تواصله مع مصادر أمنية رفيعة بالمحافظة.
وقال موقع وزارة الداخلية نقلاً عن الأجهزة الأمنية بالحديدة ان المسلحين كانوا على متن سيارة صالون موديل 1985 تحمل لوحة معدنية برقم (19033/5).
وكان الموقع قال في بيان سابق، على لسان مصدر أمني في الوزارة، تأكيده أن الهجوم اللاحق على النقطة «جاء بعد ساعتين فقط من عملية ضبط الأربعة الارهابيين»، مشيراً إلى أن «عناصر من تنظيم القاعدة هاجموا النقطة بسيارتين إحداهما مفخخة في محاولة للإفراج عن العناصر الإرهابية المضبوطة، وتم تبادل إطلاق النار مع المهاجمين والتصدي لهم من قبل أفراد النقطة الأمنية».
خلف المهاجمون سيارة مفخخة جوار النقطة وأرسل فريق متفجرات متخصص من صنعاء لتفكيكها ولا معلومات حتى مساء الثلاثاء عن الانتهاء من عملية التفكيك وأوضح أن ذلك أدى إلى مقتل فردين من رجال الأمن هما: «الرقيب أحمد صالح ضيف الله العابس، والعريف أكرم لطف علي صالح القوى»، وإصابة ضابط وفرد آخر، كما أسفر الهجوم عن مقتل عنصرين من أفراد القاعدة وإصابة ثالث.
وأشار المصدر إلى أن عناصر القاعدة لاذت بالفرار إلى جبال وصاب، مخلفين وراءهم سيارة مفخخة بالمتفجِرات يجري حالياً التعامل معها.
وأكد «استمرار ملاحقة العناصر الإرهابية الغادرة في جبال وصاب لضبطهم وتقديمهم للعدالة»، مناشداً المواطنين «الإبلاغ عن أي عناصر مشبوهة في المنطقة أو أي مظاهر إخلالات أمنية تكدر السكينة العامة والأمن العام».
يذكر أن وزير الداخلية اللواء عبده حسن الترب أكد، الاثنين الماضي، ضمن تقريره المرفوع إلى مجلس الوزراء، أن الاجهزة الأمنية والعسكرية ستبذل كل طاقاتها وإمكاناتها المتاحة للتصدي ل«الإرهاب»، مؤكداً أنها ستستمر في مكافحة تلك الظاهرة مهما كلف ذلك من ثمن.