أصيب جندي في قوة عسكرية أرسلها الجيش إلى مشارف مديرية المحفد بمحافظة أبين حيث يتحصن قادة تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، أخطر أجنحة التنظيم في العالم. وذكر مراسل «المصدر أونلاين» أن جندياً يدعى «علي صالح الهدهد» أصيب، صباح أمس الاثنين، بطلق ناري أطلقه مسلح مجهول، يحتمل أنه من «القاعدة» فيما وصلت القوة العسكرية إلى منطقة الفريض في مديرية مودية في طريقها إلى المحفد لشن عملية عسكرية ضد مسلحي تنظيم القاعدة.
وبدأت السلطات العسكرية يوم الأحد الماضي إرسال قوات من الجيش وآليات عسكرية بينها دبابات ومدرعات واستمر إرسال القوات أمس الاثنين.
واجتازت قافلة عسكرية مؤلفة من مركبات عسكرية وعربات مصفحة وناقلات جند تقل عشرات الجنود مدينة مودية عاصمة مديرية مودية باتجاه مناطق المحفد.
ونقل موقع وزارة الداخلية على الإنترنت عن الشرطة في أبين أن ما يزيد عن 400 جندي أمن في المحافظة يشتركون في عملية تنفذها قوات الجيش في المنطقة العسكرية الرابعة لمطاردة عناصر تنظيم القاعدة.
وأضافت أن مدير عام شرطة أبين العميد محمد دنبع يقود القوة الأمنية التي توجهت إلى منطقة الفريض.
وفر معظم قادة تنظيم القاعدة وأعضاؤه إلى مديرية المحفد ومناطق مجاورة في محافظة شبوة قادمين من زنجبار وخنفر عام 2012 حين شن الجيش عملية عسكرية موسعة وطردهم من أكبر مدينتين في أبين بعد نحو عام من سيطرتهم عليهما وإعلان إمارة إسلامية هناك.
لكن السلطات العسكرية غضت الطرف عن فرار مسلحي القاعدة من زنجبار باتجاه المناطق الجبلية في المحفد لتفادي الكلفة البشرية في صفوف الجيش في حال كان المسلحون المتشددون استماتوا في المقاومة.
وذكرت مصادر حينذاك أن وساطة بذلها شيوخ دين أفضت إلى ذلك المخرج في الوقت الذي لم تكن سلطات النظام الذي خلف نظام علي عبدالله صالح قد ضمن ولاء الجيش.
ووجد مقاتلو «القاعدة» وقادة التنظيم تضاريس جغرافية ملائمة للاختباء في سلسلة جبلية وعرة تقع بين محافظتي أبينوشبوة في مديريتي المحفد من أبين وحبان من شبوة.
وكان أعضاء القاعدة قد أحكموا سيطرتهم على مدينة عزان، كبرى مدن حبان وأعلنوها إمارة إسلامية، كما خاضت القوات الحكومية قتالاً عنيفاً مع مسلحي التنظيم في مدينة الحوطة القريبة من عزان وكلاهما يقعان في مديرية حبان المجاورة للمحفد.
وسلط تسجيل بثه تنظيم القاعدة في مارس الماضي الضوء على جرأة أعضاء التنظيم ونفوذهم في تلك المناطق.
فقد عرض التسجيل حفلاً لعشرات من مسلحي القاعدة في منطقة جبلية تغطيها أشجار جرداء، احتفاء بفرار عدد من سجناء التنظيم من السجن المركزي بصنعاء في فبراير الماضي بعد تفجير سيارة ملغومة دمرت سور السجن واشتباك بالأسلحة والقذائف مع حراس السجن.
وظهر في التسجيل زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي والمتحدث باسم التنظيم إبراهيم الربيش وقادة آخرون.
ودق ذلك الاستعراض من القاعدة ناقوس الخطر لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية والسلطات اليمنية لتشن طائرات أمريكية بلا طيار بالاشتراك مع سلاح الجو اليمني غارات متتابعة على مدى يومين استهدفت مواقع يختبىء فيها أعضاء القاعدة في ابين والبيضاء وشبوة مما اسفر عن مقتل قرابة 65 منهم، بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية.
وذكرت مصادر أن إحدى الغارات استهدفت الموقع الذي احتفل فيه أعضاء القاعدة وهو موقع رجحت مصادر أنه يقع في منطقة عزان بشبوة.
وتنتمي القوة العسكرية القادمة إلى المحفد إلى الألوية 111 في أحور بأبين و119 و15 وكلها ألوية مشاة مدرعة.
ولم تصدر تصريحات رسمية من قيادة الجيش بشأن العملية العسكرية المتوقع تنفيذها، غير أن وزير الدفاع محمد ناصر أحمد ورئيس جهاز الأمن القومي علي حسن الأحمدي زارا شبوة أمس الاثنين ودشنا خطة للانتشار الأمني في المحافظة.
كما التقى وزير الدفاع الذي وصل إلى منطقة بلحاف على متن طائرة عسكرية قوات الجيش التي تؤمن محطة تسييل الغاز.
ولا يستبعد أن هذه الزيارة لها صلة بالتهيئة للعملية العسكرية.