في خبرٍ نشرته صحيفة "الثورة" مفاده أن منظمة اليونيسف وبالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية قامت بمسح لتجمعات ومساكن المهمشين في محافظة تعز، وكشفت عن توجه المنظمة إلى وضع دراسة أو خطة لتشخيص حجم المعاناة التي تعانيها هذه الفئة وتقديم ما يُسهم في انخراطهم في المجتمعات الأخرى والاستفادة من خدمات الأدوية وإمكانية منحهم مساكن تليق بالإنسانية. هُنا لفته كريمة للمنظمة والوزارة يستحقان عليها الشكر الكثير. بيد أنني أريد أن ألفت تطرهم إلى ما يقارب 200 أسرة من هذه الفئة في منطقة مذبح يسكنون بالإيجار ومعاناتهم قد تكون الأسوأ، فهناك أسر تسكن في دكاكين ومنزل واحد تتكدس فيه الأسرتان والثلاث أسر نظراً لغلاء الإيجارات والتمييز الذي يمارسه مُلاك البيوت ضدنا، ولعدم حصولنا على قطعة أرض مملوكة للدولة لننصب عليها خياماً نسكن فيها أجبرنا على تحمل هذا الوضع المؤلم وعلى الرغم من إنشاء مدينة سكنية لعمال النظافة، إلا أنه لم يتم استيعابنا من ضمن العمالة التي تم تسكينهم من المحاوي بما إننا جميعاً عمال نظافة لدى الدولة.
إذاً فنحن نطالب منظمة اليونيسف ووزارة الشؤون الاجتماعية بالتكرم بالنزول لمسح مساكن عمال النظافة من المهمشين الساكنين في مذبح في منازل غالية الإيجار وفي ظل مرتبات لا تكفي لتغطية أبسط متطلبات الحياة.. حتى أصبح أطفالنا يعيشون بين أكوام القمامة في الشوارع بحثاً عن لقمة العيش لهم ولأسرهم محرومين من التعليم والصحة وحتى من الشعور بالانتماء الأسري أو الاجتماعي، ناهيك عما يتعرضون له من اعتداءت من قبل البعض واستغلالهم من قبل بعض عصابات في السرقة والسطو على منازل الناس.. حتى أصحبنا نعاني من أمراض وإشكاليات اجتماعية كبيرة كالسرقة والكذب وتباعد المسافات بين أفراد الأسرة الواحدة، فالأب في غياب دائم عن الأطفال والأم في انشغال والكل يكافح لأجل لقمة العيش وإيجار المنزل.. إذاً أجدد النداء لمنظمة اليونيسف ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وأمين العاصمة وكل من يهمه أمر هذا الشعب أن ينظر إلينا بعين المسؤولية والعدل فنحن جزء لا يتجزأ من هذا الشعب ولنا ما له وعلينا ما عليه، نريد أن نسكن كما يسكن الناس ونتعلم كما يتعلم الناس ونأكل ونتطبّب كما باقي الناس.. نحن بانتظاركم.