شن زعيم جماعة الحوثيين المسلحة عبدالملك الحوثي هجوماً عنيفاً على التجمع اليمني للإصلاح واللواء علي محسن صالح والرئيس عبدربه منصور هادي على خلفية المعارك التي يخوضها مسلحون تابعون له مع قوات الجيش في مدينة عمران منذ أسابيع، لكنه قدم مبادرة لإيقاف إطلاق النار بعد فشل أنصاره في اقتحام المدينة. ويأتي هذا بعد تدخل الطيران الحربي لليوم الثاني على التوالي في المعارك الدائرة بين الحوثيين والجيش، حيث شن غارات على مواقع للحوثيين في جنوب مدينة عمران بعد شنهم هجمات على مواقع عسكرية واقتحامهم للسجن المركزي للمحافظة وإطلاقهم سراح أكثر من 430 سجيناً بينهم محكومون بالأعدام ومتهمون بقضايا جسيمة.
وقال الحوثي في خطاب طويل استمر أكثر من ساعة وربع بثته قناة «المسيرة» التابعة له مساء يوم الثلاثاء إن مسلحيه يقاتلون مسلحين من حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة واللواء 310 مدرع الذي قال إن ولاءه للواء علي محسن مستشار الرئيس اليمني لشؤون الدفاع والأمن.
واتهم زعيم الحوثيين الرئيس هادي باتخاذ قرارات بها «ضلم وحرف لمهام الجيش» ومسؤولياته، وقال إن مشاركة وحدات عسكرية في المعارك الدائرة في عمران «خطأ»، داعياً هادي ووزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد إلى البقاء في الحياد وإبقاء الجيش محايداً عن الصراع في عمران.
وقال إن الرئيس يخضع لتهديدات قيادات بحزب الإصلاح واللواء علي محسن، وزعم انهم «هددوه ذات مرة بإخراجه من صنعاء حافياً»، كما اتهم هادي بالخضوع لأوامر محسن.
وخاطب الحوثي أنصاره بالقول إن خصومه «يريدون توسيع دائرة العدوان» إلى مناطق أخرى حسب قوله، في إشارة إلى احتمال اندلاع توتر في مناطق مختلفة باليمن.
وقدم زعيم جماعة الحوثيين المسلحة «مبادرة» من عدة بنود، قال إنه سيبدأها بإطلاق سراح أكثر من مائة جندي يوم الأربعاء كان مسلحوه احتجزوهم خلال المواجهات.
وأبدى استعداده لإيقاف إطلاق النار، لكنه لم يحدد موعداً لذلك، كما تحدث عن عرض قدمه لوزير الدفاع يدعوه فيها إلى تسليم مدينة عمران ل«قوة عسكرية محايدة» بديلاً عن اللواء 310 مدرع، مبدياً استعداده أيضاً للتعاون في حل المشكلة في عمران.
وتنصل الحوثي عن مسؤولية مسلحيه في اقتحام السجن المركزي بعمران يوم الاثنين وهو الهجوم الذي أدى إلى تهريب أكثر من 430 سجيناً بينهم محكومون بالإعدام ومتهمون بقضايا جنائية جسيمة، محملاً خصومه بأنهم السبب في فرار السجناء.
وتخوض جماعة الحوثيين المسلحة معارك مع الجيش منذ أسابيع في محاولة لاقتحام مدينة عمران بعد سيطرتهم على معظم مناطق المحافظة.