تحدثت مراراً في كتابات سابقة عن معاناة اليمنيين السود، وما يتعرضون له من حرمان وتهجير واستعباد، هذا فوق ما يعانون من فقر وجهل ومرض، ولعل الجهل هو السبب الرئيسي في كل المعانات والمشكلات من وجهة نظري، بل إنه –في نظري- السبب الوحيد. وطالبت المواطنين السود أنفسهم أن يتحملوا مسؤوليتهم ولا ينتظروا الحلول من الدولة، وإنما عليهم أن يتكاتفوا ويبحثوا عن حلول تمكنهم من الحصول على حقهم في التعليم وغيره من أساسيات الحياة. وبينما أنا أنادي أيها الأخوة الأصدقاء معاشر السود في كل مكان تعالوا نتفق على التغيير لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من إنسانيتنا المهدورة تفاجأت بجمعية الوداد التنموية الخيرية التي أسسها مجموعة من الشباب السود للغرض ذاته فقصدتها على الفور وبحثت فيها فوجدت أنها تضع يدها على الجرح، وهناك رأيت الأمل قد أصبح كبيراً، حين رأيت فصول محو الأمية برعاية الجمعية ولاحظت عدداً كبيراً من السود قد انخرطوا في التعليم وأصبح لكل واحد حلم يراده للمستقبل. شعرت بارتياح كبير خصوصاً ورئيس الجمعية يرفض أن يشار إلى هذه الفئة بمصطلح المهمشين، وقال سنثبت للجميع أننا لسنا مهمشين وسنأخذ حقوقنا كما نؤدي واجباتنا تجاه بلدنا وسنقطع الطريق على الذين يتاجرون بقضايانا مستخدمين ذلك المصطلح لاستدرار الأموال باسمنا.
رسالة هذه الجمعة الخاصة بالسود إلى العالم: نحن بشر وموجودون وستشاهدوننا قريباً في كل مكونات المجتمع اليمني والدولة، ولا مجال للمزايدة واستثمار قضايا البسطاء أمثالنا. مصيرنا نحن من يقرره وحقوقنا نحن فقط من يحميها، ولم يعد هناك أحد قادر على مصادرتها، وحرياتنا لا تتوقف إلا حيث تبدأ حريات الآخرين، إذاً جمعية الوداد تخاطب اليمنيين حكومة وشعباً بأنها سترفد البلد بكادر أسود متسلح بالعلم في كل التخصصات والمجالات، كادر وطني حر ونزيه، وهمسة في أذن كل من يستغل البسطاء ويتاجر بقضايانا: إلى هنا وبس.