فشلت جهود وساطة قبلية تدخلت، أمس، لوقف إطلاق النار وإنهاء المواجهات المستمرة منذ يوم أمس الأول بين مسلحي جماعة الحوثيين ورجال القبائل في منطقة الظفير التابعة لمديرية بني مطر، بمحافظة صنعاء. وقالت مصادر محلية إن الوساطة القبلية التي تدخلت لوقف إطلاق النار يقودها البرلماني يحيى المطري، وتضم كلاً من الشيخ علي أحمد مسعود والشيخ علي حسن المطري والشيخ محمد سلمان والشيخ محمد المعقلي الشيخ أحمد علي شيبان والشيخ أحمد حيمد والعميد أحمد علي شيبان والشيخ عبد الكريم القرعي والعميد لطف الشيباني وعدد من مشايخ ووجهاء قبائل بني مطر.
وأضافت المصادر أن الوساطة خرجت إلى منطقة الظفير ظهر يوم أمس، وتمك�'نت في البداية من وقف القصف الذي يشنه الحوثيون على المنطقة، والمواجهات بينهم وبين رجال القبائل، غير أن الحوثيين رفضوا التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بعد أن قام ممثلون عن رجال القبائل بالتوقيع عليه وقاموا باستئناف القصف على المنطقة، وفرض حصار مطبق عليها من عدة جهات.
وأوضحت المصادر ل«المصدر أونلاين» بأن الوساطة كانت تمك�'نت من وقف إطلاق النار على أساس أن يتم إخراج جميع المسلحين القادمين من خارج المنطقة من الطرفين، وإخلاء جبل الظفير من جميع المسلحين بمن فيهم المسلحون من أبناء القبيلة، وعلى أن يتحم�'ل شيخ قبيلة منطقة الظفير مسؤولية ضمان عدم حدوث أي تمترس أو اعتداء على الجبل من قبل الطرفين.
وتم تشكيل لجنة من 4 مشايخ محايدين، ومندوب من الحوثيين، ومندوب آخر من أبناء المنطقة، بحيث تقوم هذه اللجنة بالإشراف على وقف إطلاق النار وزيارة جبل الظفير والمنطقة وإخلائها من المسلحين وإخلاء الجرحى وسحب جثث القتلى الذين سقطوا خلال المواجهات.
وأكدت المصادر أن رجال القبائل من أبناء منطقة الظفير وقعوا على الاتفاق وبدأوا بالنزول من جبل الظفير في الوقت الذي رفض فيه الحوثيون التوقيع على الاتفاق بحُجة انتظار وصول مندوب من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.
وقالت مصادر محلية إن الحوثيين جددوا القصف على المنطقة أثناء تواجد لجنة الوساطة وقيامها بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإنزال مسلحي القبائل من جبل الظفير، حيث شن الحوثيون هجوماً مباغتاً على رجال القبائل أثناء تواجد لجنة الوساطة وقصفوا قرية وجبل الظفير الذي يعلوا القرية بالأسلحة الثقيلة من مواقع تمركزهم في منطقة ذرحان وحجر سعيد في مديرية همدان، ومواقع تمركزهم في مديرية ثُلا، ومنطقة شبام كوكبان.
وأضافت المصادر أن الحوثيين حاولوا التسلل إلى الجبل أثناء تواجد لجنة الوساطة، وقاموا بإخلاء جثث قتلاهم الذين سقطوا خلال المواجهات التي بدأت فجر أمس الأول.
وقال شهود عيان إن جثث قتلى الحوثيين حملت على متن سيارات نقل، ولا يعرف عددها بالتحديد، مشيرين إلى أن نحو عشرة قتلى كانوا قد سقطوا خلال المواجهات بين رجال القبائل والمسلحين الحوثيين أمس الأول.
وأضافت مصادر محلية أن الحوثيين استغلوا لجنة الوساطة لفرض حصار على المنطقة، حيث قاموا بقطع جميع الطرقات وفرض طوق على المنطقة، أثناء تواجد لجنة الوساطة.
وأوضحت المصادر أنه الحوثيين قاموا بمنع المسلحين القبليين من النزول من جبل الظفير، وقطعوا عليهم الطريق، في الوقت الذي قاموا فيه بفرض حصار على القرية التي تقع أسفل الجبل، واستأنفوا القصف على الجبل من مواقعهم في همدان وثُلا وشبام كوكبان.
ومع تصاعد حد�'ة المواجهات في المنطقة بدأت عدد من الأسر وسكان المنطقة والمناطق المجاورة بالنزوح من المنطقة، خصوصاً وأن الحوثيين يظهرون عزمهم على السيطرة على الجبل.
مواجهات مستمرة في عمران والجيش يصد محاولة للسيطرة على موقع عسكري بالقرب من المجم�'ع الحكومي وبحسب مصادر محلية، ارتفع عدد الضحايا من رجال القبائل منذ بدء المواجهات إلى قتيلين و4 جرحى، بالإضافة إلى تدمير 4 منازل، قام الحوثيون بتفجيرها في المنطقة، أحدها منزل قيادي مؤتمري بعد أن أسره الحوثيون واقتادوه إلى جهة مجهولة.
وكان الحوثيون هاجموا منطقة الظفير فجر أمس الأول بهدف الاستيلاء على جبل الظفير الاستراتيجي من الناحية العسكرية، والذي يعتبر جبلاً موازياً لجبل «ضين» العسكري في محافظة عمران، ويهدف من خلاله الحوثيون إلى قطع طريق الإمدادات العسكرية، التي تخرج إلى مديرية همدان، والسيطرة على طريق صنعاء - المحويت، وطريق صنعاء - الحديدة.
مواجهات مستمرة في عمران أما في محافظة عمران، تواصلت المواجهات بين قوات الجيش ومسلحي جماعة الحوثيين، وتبادل الطرفان أمس قصفاً متبادلاً في عدد من الجبهات في محيط مدينة عمران، بعد ليلة شهدت مواجهات عنيفة حاول الحوثيون من خلالها الاستيلاء على معسكر بالقرب من المجم�'ع الحكومي للمحافظة.
وقالت مصادر محلية إن مسلحي جماعة الحوثيين شن�'وا، أمس، قصفاً مدفعياً على نقطة عسكرية في منطقة الورك، التي تقع على المدخل الشمالي لمدينة عمران.
وأضافت المصادر أن قوات الجيش قامت بالر�'د من خلال قصف مواقع للحوثيين في جبل يزيد ومقر جامعة عمران الجديدة بمنطقة قهال، التي حولها الحوثيون إلى ثكنة عسكرية.
كما تبادل الطرفان قصفاً متقطعاً في عدد من المواقع المحيطة بجبل ضين، بمديريتي همدان وعيال سريح، وقام المسلحون الحوثيون يقصف قرية الحجز غربي مدينة عمران.
وكانت الليلة قبل الماضية شهدت مواجهات عنيفة بين قوات الجيش والمسلحين الحوثيين في محيط جبل ضين ومنطقة سودة عدان، حيث شن الحوثيون هجوماً على قوات الجيش وحاولوا الاستيلاء على الموقع العسكري في منطقة سودة عدان المطل على مقر المجمع الحكومي للمحافظة.
كما دارت مواجهات بين مسلحي الحوثي وقوات الجيش، صباح أمس، في منطقة شبيل بعد أن قام الحوثيون باقتحام أحد المساجد القريبة من نقطة عسكرية في المنطقة، وتمركزوا فيه.
وقال مسؤول حكومي في محافظة عمران ل«المصدر أونلاين» إن المواجهات التي شهدتها عد�'ة مناطق في محيط مدينة عمران، مساء أمس الأول وصباح أمس، تسببت في سقوط العشرات بين قتيل وجريح من مسلحي الحوثي، فيما أصيب 7 جنود، وتمك�'نت قوات الجيش من تدمير طقم مسلح في منطقة بني ميمون، وتصد�'ت لهجوم آخر في المحشاش.
ولا تزال المواجهات في محافظة عمران مستمرة منذ خمسة أيام، عندما خرقت جماعة الحوثي اتفاقاً على وقف إطلاق النار وق�'عته قبل نحو أسبوعين مع قوات الجيش.
منظمات مدنية: الوضع الإنساني في عمران كارثي وحيال الوضع الإنساني المتردي جراء المواجهات في محافظة عمران، أطلقت عدد من المنظمات المدنية والحقوقية بالمحافظة نداءً عاجلاً، عبر بيان استنكرت فيه ما وصفته ب«الصمت الرسمي والشعبي حيال الوضع الإنساني الكارثي في مدينة عمران والمناطق المجاورة لها».
المنظمات حملت الحوثيين مسؤولية تدهور الأوضاع في عمران نتيجة إصرارهم على تحويل المدينة إلى ساحة حرب وقال البيان الذي وق�'عت عليه عدد من المنظمات في محافظة عمران: «إن مدينة عمران والمديريات المجاورة لها تشهد وضعا إنسانيا بالغ الصعوبة»، مطالباً رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني بتحم�'ل مسؤوليتهم القانونية والإنسانية في وضع حدٍ للمعاناة التي تعيشها المحافظة.
وأضاف البيان: «إننا إذ نحمل المسؤولية الجهات الرسمية مُمثلة بالرئيس وحكومته، فإننا نستغرب تجاهلهم ما يجري وسكوتهم عن مصير كارثي يواجه أبناء المدينة ومحيطها نتيجة تقصيرهم الواضح في حماية المواطنين وبسط سيادة الدولة ومنع أي تواجد مسلح يهدد حياة المواطنين».
كما حمل البيان جماعة الحوثي المسلحة أيضاً مسؤولية ما يحدث نتيجة «إصرارها على محاصرة المدينة عسكرياً وتحويلها إلى ساحة حرب مستخدمة كل أنواع الأسلحة وتهديد قياداتها المستمر باقتحام المدينة فوق رؤوس ساكنيها لتحقيق مطالب وفرض شروط سياسية على حساب أرواح سكان المدينة والقرى المحيطة بها».
ووصف البيان الوضع في مدينة عمران ب«الكارثي» بسبب الحرب التي يشنها مسلحو الحوثي وإغلاقهم جميع الطرقات إلى المدينة، بالإضافة إلى الاعتقالات التي يقومون بها عبر الهوية الشخصية والاشتباه تجاه المواطنين وأبناء المحافظة.
ودعا البيان المبعوث الأممي جمال بنعمر وسفراء الدول العشر إلى إبداء موقف تجاه ما يجري في المحافظة، والعمل على فك الحصار المفروض على المدينة ورفع كل النقاط والتشكيلات المسل�'حة في مداخل وطرق المدينة، وعدم السماح لأي جماعة مسلحة بإقامة نقاط تفتيش أو احتلال المباني الحكومية، وانسحاب جميع المسلحين ومغادرتهم للمحافظة، وعودة القوات الحكومية إلى مواقعها لحماية المواطنين.