اعتصم الآلاف من أعضاء المشترك صباح اليوم الخميس في ملعب الظرافي بالعاصمة صنعاء احتجاجاً على الإجراءات القمعية التي تقوم بها السلطة تجاه المواطنين في المحافظات الجنوبية. واستنكر المجلس الأعلى للمشترك ما تقوم به السلطة من قمع للحراك السلمي في الجنوب, واعتقالات بحق المواطنين ومحاكمة الصحفيين من أبناء المناطق الجنوبية, مطالباً جميع فئات الشعب للوقوف أمام تلك الممارسات التسلطية.
وقال محمد سالم باسندوة رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني "إن قضية الجنوب قضية عادلة بامتياز، وحلها يجب أن يكون بالحوار الشامل قبل فوات الأوان، ولقطع الطريق لأي تدخل خارجي"، لافتاً إلى أن تعرض الجنوبيين للتهميش والإقصاء أثار عندهم الغضب، لدرجة تحول بعضهم للدعوة إلى الانفصال رغم أنهم وحدويون حتى العظم". حد وصفه.
وتحدث باسندوة عن الحراك الجنوبي قائلاً: "نحن إذ نؤيد حراكهم السلمي، وهو حق يكلفه الدستور والقانون، ونقف معهم قلباً وقالباً، ندعوهم للتصدي بحزم للمندسين الذين يسعون لجر الحراك السلمي إلى العنف، ويعملون على نشر الكراهية بين مواطني الجنوب ضد إخوانهم من مواليد المحافظات الشمالية، بهدف نشر بذور الفتنة والشقاق".
وأكد أن هذا لا يخدم قادة ونشطاء الحراك، وإنما يخدم السلطة الحاكمة، مشيراً إلى أن العديد من مواطني الشمال شاركوا في النضال السياسي وكذا في الكفاح المسلح منذ اندلاع ثورة 14 من أكتوبر، من أجل استقلال الجنوب، وتعرض الكثير منهم للترحيل من قبل سلطات الاستعمار، بينما استشهد آخرون، وهو ما حصل أيضاً للعديد من أبناء الجنوب في المحافظات الشمالية".
وقال "إن هذه الاعتصامات التي ينظمها المشترك، ما هي إلا اعتصامات رمزية تعبيراً عن إدانة المشترك لما يتعرض له الحراك السلمي في الجنوب من اعتقال ومطاردة وقتل، وللمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وعلى رأسهم هشام باشراحيل رئيس تحرير صحيفة الأيام ومحمد المقالح القيادي في الحزب الاشتراكي".
ودان باسندوة الحملة التحريضية التي يتعرض لها مكتب قناة الجزيرة في اليمن من قبل وسائل الإعلام الرسمية، كما دان التضييق على ووسائل الإعلام المستقلة، وإيقاف الصحف وحجب المواقع الإلكترونية.
وجدد دعوته إلى حوار وطني شامل لا يستثنى منه أي من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني على الساحة اليمنية. وقال "نرى أن يكون مؤتمر الحوار تحت رعاية عربية وإقليمية".
وألقت ابنة المعتقل السياسي محمد المقالح كلمة ناشدت فيها باسم جميع المختطفين، الحاضرين للعمل بكل الطرق الحضارية الدفاع عن جميع المختطفين، والمحاكمين "ظلماً" أمام القضاء.
من جانبها، قالت الناشطة السياسية توكل كرمان: " إن الصوملة على الأبواب، وكل ما هو سيئ قادم، بسبب استهتار السلطة"، مؤكدة "إننا مصممون على إيقاف هذا العبث، الذي وصل إلى كل شيء". حد تعبيرها.
وأضافت: إن استغلال السلطة للسطو على مصالح الشعب ومقدراته "جرائم لا تسقط بالتقادم".
يذكر أن الأجهزة الأمنية منعت طاقم قناة الجزيرة من تغطية المهرجان.