سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مئات الآلاف يعتصمون في صنعاء وتعز والحديدة والضالع واب ولحج احتجاجا على قمع الحراك وعسكرة الحياة باسندوه يؤكد عدالة القضية الجنوبية بسبب ممارسات السلطة اللاقانونية
احتشد عشرات الآلاف من اليمنيين بالعاصمة صنعاء وعدد من المحافظات في اعتصامات دعت له أحزاب اللقاء المشترك احتجاجا على قمع الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية وعسكرة الحياة المدنية. ونددت إعتصامات المشترك في العاصمة وتعز واب والضالع والحديدة ولحج بالعنف الذي تمارسه السلطة تجاه المواطنين والفعاليات السلمية، وعسكرة الحياة المدنية في المحافظات الجنوبية. وفي كلمة المجلس الأعلى للقاء المشترك واللجنة التحضيرية للحوار الوطني، أكد الاستاذ المناضل محمد سالم باسندوة – رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني- أمام الجماهير المحتشدة بملعب الظرافي بالعاصمة صنعاء أن هذه الاعتصامات التي تقام في مختلف محافظات الجمهورية للتضامن مع نشطاء الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية الذين يتعرضون للقتل والتنكيل والإعتقال. وندد رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني بالتهديدات التي تطال قناة الجزيرة ومكتبها في صنعاء، كما ندد بمضايفة الحريات الصحفية بشكل عام. وأكد باسندوة أن القضية الجنوبية قضية عادلة، حيث تعرض الكثير من أبناء هذه المحافظات للقمع والتنكيل والقتل وأحيل الكثير منهم إلى التقاعد، حيث زادت كل تلك الإنتهاكات من الإحتقانات لدى أبناء المحافظات الجنوبية حتى بلغ ذوتها لدرجة صار الكثير يرفعون الشعارات الانفصالية، واعتبر ما يجري رد فعل طبيعي نظرا لممارسات السلطة الخارجة عن القانون والدستور. وأضاف: بقدر ما نؤكد تضامننا مع أبناء المحافظات الجنوبية، فإننا في ذات الوقت ندعوهم إلى التصدي الحازم للذين يعملون على الدس للانحراف بسير نضالهم، ونشر ثقافة الكراهية بين أبناء اليمن الواحد. وقال: علينا أن نتذكر أن العديد من أبناء المحافظات الشمالية شاركوا من أجل استقلال الجنوب من الإحتلال البريطاني، وتعرض العديد منهم للأذى، كما علينا نتذكر أن العديد من أبناء المحافظات الجنوبية شاركوا في تحقيق الثورة اليمنية 26 سبتمبر. وأكد باسندوة على ضرورة إعادة صياغة الوحدة اليمنية، مشيرا إلى أن اللجنة التحضيرية للحوار الوطني وضعت عدة صيغ أخرى وهي صيغ يمكن الأخذ بها. ودعا في كلمته إلى حوار وطني شامل لا يستثني أحدا بما فيها المنظمات المدنية والجماهيرية والإتحادات وفئات الشعب المختلفة لحل الأزمات التي تمر بها البلاد، مؤكدا أن ذلك ما تسعى إليه اللجنة التحضيرية للحوار الوطني. وقال: "نريد يمنا آمنا ومزدهرا ودولة تقوم على النظام والقانون .. نريد دولة تخلو من الحروب، ولقد استبشرنا خيرا بإيقاف حرب صعدة لكننا نخشى أن ينتقل النظام بالحرب إلى المحافظات الجنوبية من جهتها وصفت الناشطة الصحفية والحقوقية توكل عبدالسلام كرمان في كلمة لها عن المنظمات الجماهيرية والمدنية هذا اليوم بأن يوم مشهود ولحظة تاريخية في حياة اليمنيين الذين خرجوا ضد الظلم والقهر. وأكدت أن سياسات الحاكم القائمة على القتل والتنكيل لن تزيد الأوضاع إلا مزيدا من الفشل والإنهيار. وقالت مخاطبة الحاكم "فهذه الصوملة على الأبواب بفضل فسادك واستهتارك"، مؤكدة أن "عبث الحاكم" وصل إلى كل شيء في هذه البلاد". وأكدت التصميم والعزم على اجتثاث هذا الظلم بالإستمرار في النضال، مؤكدة أن "لعبة الحاكم انتهت، وأن الرقص على أوجاع المواطنين خطأ فادح له عواقبه الوخيمة". وأضافت: "لقد وصل عبث الحاكم إلى السلم الاجتماعي من خلال الحروب العبثية، ونالت من الوحدة الوطنية وأثقلتها بالجراح وزرعت فيها ما يكفي من الشقوق. وشددت كرمان على ضرورة التحرك لوضع حد لهذا العبث القائم، مؤكدة أن "الاعتصامات اليوم ليست عبثا كما يقول الحاكم، وإنما استجابة واعية لنداء الواجب والشرف، وتعبيرا عن الالتزام الوطني والإنساني تجاه هذا الوطن". وأضافت: "سترون جميعا أنكم بخروجكم ستنتزعون كل ما هو حق لنا، وسترون العابثون يساءلون ويدفعون الثمن باهظا بفضل نضالاتكم". واستطردت: "هذا النظام عبث بخيرات هذا الوطن الغني بمقدراته وثرواته وحولها إلى مصلحة خاصة به، لذا لا مفر من إزالة هذا النظام العابث الذي عاش على حياتنا وبالطرق الحضارية". وأكدت رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود في كلمتها أمام المعتصمين أن سطو السلطة على مصالح الشعب جرائم لا تسقط بالتقادم، و"ما انتفاضة إخواننا في الجنوب إلا نظر لعدم عودة أراضيهم المنهوبة وحقوقهم المسلوبة". وقالت مخاطبة الجماهير: أنتم اليوم هنا يا أنصار اللقاء المشترك تعلنون تضامنكم مع الجنوب، و"نأمل أن يكون اللقاء المشترك حلف الفضول وسيد الأخلاق". وأضافت: "نحن نراهن على مواقفكم أيتها الجماهير المحتشدة للانتصار للحقوق والحريات، فبإمكانكم أن تحققوا لبلدكم الشيء الكثير وأن تعيدوا لوطنكم الحب، وما هي إلا أيام من النضال ويزول هذا النظام الجاثم على صدورنا ولسوف يسقط من على الأجساد". وحيت كرمان في كلمتها عن المنظمات المدنية شهداء الجنوب الجرحى والمعتقلين والمخفيين قسريا، وكذا صحيفة الأيام وباشراحيل والمقالح والسقلدي وراشد ونازحو صعدة ومهجرو الجعاشن. وناشدت الطفلة شمس المقالح أبنة الكاتب المختطف محمد المقالح كل فرد في هذا المجتمع العمل بكل الوسائل الحضارية لمواجهة الظلم القمع الحاصل في البلاد. الحقوق المقدسة من جهتها أكدت الكتلة البرلمانية للمشترك بالعاصمة في كلمة ألقاها النائب فؤاد دحابة أن دعوة المشترك لهذه الإعتصامات تمثل ثورة شعبية سلمية على امتداد الوطن، وصيحة اجتماعيةً غيورة على مستقبل البلد، واستفتاء شعبي حقيقي لن يقبل سوى التغيير المنشود. وقال دحابة: إن "الحقوق كما نعتقد واجبات مقدسة لا يجوز التنازل عنها ولا التفريط بها، ورفض الاستعباد ومقاومة الطواغيت والكفاح من أجل الحرية والعدالة واجب شرعي، وحق إنساني، كما أن المواطنة المتساوية لا تتحقق إلا بالحرية والعدالة، وواجب الدولة شرعاً ودستوراً يحتم عليها كفالة هذه الحقوق، وحماية هذه الحريات لتزول عوامل الإقصاء والتهميش، ويتحقق مفهوم المواطنة عملياً على أرض الواقع". وأضاف: لقد جئنا اليوم لنثبت أننا لا زلنا أحياءً، فرغم الحصار والتضييق، والسياسات الفاشلة، والتعتيم الإعلامي، والجرع السعرية، وجحيم الأسعار، لا زلنا أحياءً.. حياتنا في ضميرنا الذي لا يعرف الزيف، وحياتنا في عيشنا شرفاء لا نتقوت على حساب شعب منكوب". واستطرد: جئنا، لنقول كلمة حقٍّ عند سلطة جائرة .. جئنا، لتسمع الدنيا هتافنا وصرخاتنا الرافضة للظلم والفساد .. جئنا، لنعبر عن تضامننا الكامل مع المظلومين من كل المحافظات وخاصة المحافظة الجنوبية .. جئنا، لننصر المظلومين والمقهورين والمغلوبين على أمرهم ممن آوتهم سجون السلطة دون ذنب أو جريمة في كل المحافظات .. جئنا، لنقف وقفة صادقة مع الصحافة الحرة، والصحفيين الأحرار من أمثال/ محمد المقالح وهشام باشراحيل وغيرهما .. جئنا، لندشن مرحلة جديدة من النضال والحراك السلمي في جميع محافظات اليمن الميمون .. جئنا لندافع عن الدستور الذي رمت به هذه السلطة عرض الحائط .. جئنا وليس لنا إلا مطلب واحد وهو التغيير المنشود نحو الأفضل. وأكد دحابة أن الحل للأزمات الراهنة من منظور المشتر هو في احترام إرادة الجماهير، والقضاء العادل والنزيه، وتطبيق الدستور والقانون، وانتخابات حرة ونزيهة، والتداول سلمي للسلطة، وبرلمان يمثل الشعب، ورعاية الحقوق والحريات، والتوزيع العادل للثروات، وإنصاف المظلوم، ورعاية الأمومة والطفولة وكف أيدي العابثين والفاسدين. ودعا عضو الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح إلى تطوير التعليم، إغلاق كافة السجون والمحاكم الإستثنائية والتصالح مع الشعب والتسامح منه وفسح المجال أمام الصوت الحر الصادق ووقف الحملات العسكرية وإحلال المواطنة المتساوية والشراكة الحقيقية عبر دولة مؤسسية، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة لا في التنصل من الوفاء بها. الدعاء أخيرا وفي الإعتصام الذي حضرته قيادة أحزاب اللقاء المشترك رفعت اللافتات المطالبة بالكف عن قمع الحريات وإيقاف التدهور الحاصل في البلاد، كما هتف المعتصمون ضد الظلم والنهب وتدمير الوحدة اليمنية. وأكدت الهتافات على أن الوحدة قرار وليست شعار، كما انتقدت حكم الفرد واعتبرته إضرارا، وأكدت على ضرورة تغيير هذا النظام. وتضامن المعتصمون في هتافاتهم مع قناة الجزيرة وهشام باشراحيل وصلاح والسقلدي. كما رفع المعتصمون الأكف بالدعاء أن يشق الله على من شق على اليمنيين واستقوى عليهم، وأن يرفع الظلم عن اليمنيين وأن يصرف عنه كل مكروه. وقد صدر بيان عن إعتصام اللقاء المشترك أمانة العاصمة صنعاء بإلغاء عسكرة الحياة المدينة في المحافظات الجنوبية ومختلف المحافظات وتقديم كل من تورط في انتهاكات حقوق المواطنين وحرياتهم وفي مقدمتهم الذين ارتكبوا جرائم القتل ضد الأبرياء والتعويض العادل لأسر الشهداء للعدالة، والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين على ذمة الفعاليات السلمية والنشطاء السياسيين والصحفيين والكف عن ملاحقتهم وإطلاق الصحف والمواقع الإخبارية. وأكد البيان على ضرورة إعادة الاعتبار لوحدة 22مايو 1990م السلمية من خلال المشاركة الحقيقية لكافة أبناء الشعب في السلطة والثروة والكف عن سياسات الإقصاء والتهميش. وقال البيان: إن الإعتصام "يأتي انتصارا لوحدة الثاني والعشرين من مايو 1990م والقائمة على الشراكة الوطنية في الثروة والسلطة والمواطنة المتساوية والتي حملت في مضمونها مشروع إقامة الدولة اليمنية الحديثة القائمة على الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة". وندد البيان بالأعمال القمعية التي تمارسها السلطة ضد الفعاليات السلمية في المحافظات الجنوبية والتي راح ضحيتها الأبرياء من مدنيين وعسكريين، معلنا رفض أحزاب اللقاء المشترك بالعاصمة ومعهم الجماهير لكل تلك الممارسات والانتهاكات المخالفة للدستور والقانون وكافة المواثيق والأعراف الدولية والتي أدت إلى ظهور أصوات تدعو إلى إعادة الوطن لما قبل الثاني والعشرين من مايو 1990م. كما دان في الوقت ذاته كل الممارسات التشطيرية التي تقوم بها بعض العناصر المندسة في الفعاليات السلمية بهدف الإساءة لكافة أبناء المحافظات الجنوبية.