أبدت وزارة الداخلية في غزة التابعة لحركة حماس عدم اعتراضها المطلق في حال اتفقت الفصائل الفلسطينية على الرد على اقتحام المسجد الأقصى ونية متطرفين إسرائيليين وضع حجر الأساس لبناء كنيس يهودي هو الأكبر في مدينة القدس ويقع على بعد عشرات الأمتار فقط من المسجد الأقصى. وقال المهندس إيهاب الغصين الناطق باسم "داخلية غزة" ل"العربية نت": "بالتأكيد لن نكون عائقاً أمام أي قرارات تتخذها الفصائل الفلسطينية، بل سنكون في واجهة الدفاع عن مقدساتنا الإسلامية".
وأضاف "في حال أجمعت الفصائل الفلسطينية على بدء التصعيد العسكري مع إسرائيل سنبارك تلك الخطوة وسندعم هذه الاتفاقية بكل قوتنا.. لسنا حامين للاحتلال الإسرائيلي".
وبدأ التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق على مدينة القدس حينما صادقت حكومة بنيامين نتنياهو على بناء 1700 وحدة سكنية في القدس، فضلاً عن عزم جماعة يهودية بناء كنيس يهودي يقع بالقرب من المسجد الأقصى، الأمر الذي أثار حفيظة السلطة الفلسطينية التي كانت قد وافقت بإجماع عربي على التفاوض غير المباشر مع الإسرائيليين تحت سقف زمني لا يتجاوز أربعة أشهر.
واقتحم الجنود الإسرائيليون مساء أمس المسجد الأقصى وقاموا بإخراج عشرات الفلسطينيين الذين لبوا نداء حركة فتح بالاعتكاف داخل المسجد الأقصى، في وقت شهدت شوارع القدس العتيقة مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات شرطية إسرائيلية تتواجد بكثافة في كل أنحاء المدينة، حيث رشق الشبان الفلسطينيون الجنود والشرطة الإسرائيلية بالحجارة والزجاجات الفارغة وأشعلوا إطارات السيارات في الشوارع الرئيسة، فيما ردت الجنود بالقنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع والرصاص الحي والمغلف بالمطاط.
وكانت حركة فتح وجّهت أول أمس نداء للمقدسيين بإعلان "النفير العام" والمرابطة في المسجد الأقصى لحمايته من المخططات الإسرائيلية التي تستهدفه. واعتبر القيادي في فتح، حاتم عبدالقادر، أن إسرائيل تتخذ خلال الأيام القليلة السابقة سلسلة إجراءات غير مسبوقة منذ احتلالها سنة 67، لتنفيذ عمل كبير وخطير وتغيير نوعي للوضع القائم في المدينة حالياً.
واتهم القيادي المقدسي عبدالقادر في بيان له "إسرائيل باستغلال انشغال العالم بقضية الاستيطان في الضفة الغربيةوالقدس لتنفيذ مخططاتها بتهويد المدينة خاصة المقدسات فيها بما في ذلك المسجد الأقصى والبلدة القديمة".
وأغلقت إسرائيل الضفة الغربية، وكذلك المحال التجارية للفلسطينيين في القدس، منذ الخميس الماضي للسماح لجماعة يهودية بالتحرك بحرية والاحتفال ببناء أكبر كنيس لهم. وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن ذروة الاحتفالات ستكون مساء اليوم، حيث من المقرر أن يشارك فيها مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى.
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مفوض الثقافة والإعلام، محمد دحلان، حذر قبل يومين في حديث مع "العربية.نت" من الإجراءات الإسرائيلية في القدس الهادفة للسيطرة على المسجد الأقصى وبناء كنيس يهودي على أنقاض المسجد العمري.
وحمّل القيادي الفلسطيني الحكومة الإسرائيلية نتائج سياستها الرامية لعبرنة مدينة القدس، داعياً الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي وكل الدول التي تقيم علاقات مع إسرائيل، للجم حكومة نتنياهو الحالية.
وتبقى مدينة القدس والمسجد الأقصى ثالث أهم معلم إسلامي في العالم. لكنه الآن يتعرض لخطر هو الأشرس من نوعه منذ احتلال إسرائيل لتلك المدينة. فهل ستشهد الساعات القليلة القادمة حدثاً يغير معالم جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي؟