تشهد أسعار صرف الريال اليمني تدهوراً حاداً خلال الفترة الجارية، حيث ارتفع سعر صرف الدولار إلى أكثر من 228 ريالاً خلال تعاملات اليوم الأحد، مسجلاً بذلك رقماً قياسياً منذ إعلان الجمهورية اليمنية. وقال صيارفة محليون ل"المصدر أونلاين" ان سعر الصرف في تعاملات اليوم الأحد سجل 229 ريالاً للدولار للبيع و225 ريالاً للشراء، فيما رفض بعضهم بيع الدولار، واكتفوا بشراءها. وحاول محرر "المصدر أونلاين" التواصل مع جهات في البنك المركزي اليمني للاستفسار حول أسباب ارتفاع سعر الدولار، والمعالجات التي من الممكن أن يتخذها البنك، إلا أن الهاتف لم يرد. وكان البنك المركزي اليمني أعلن أمس السبت رفع سعر الفائدة على ودائع الادخار بالعملة الوطنية "الريال" لدى البنوك التجارية العاملة في اليمن إلى 15 % بدلا عن 12%، في محاولة لتشجيع المدخرين بالريال اليمني وأن تكون الفائدة على الريال "موجبة" أكثر من التضخم بنسبة كبيرة، طبقاً لمحافظ البنك المركزي. وقال صيارفة ومتعاملون لرويترز ان قرار رفع نسبة الفائدة على الريال لأعلى مستوى لها ربما الغرض منه سحب السيولة النقدية من السوق لتعزيز سعر صرف الريال الذي أخذ يتدهور أمام الدولار ليصل إلى أدنى مستوى له في سوق الصرافة خلال الأيام القليلة الماضية. ودأب البنك المركزي اليمني خلال السنوات الماضية على التدخل بضخ مئات ملايين الدولارات لتغطية احتياجات سوق الصرافة من العملة الأجنبية، حيث وصل إجمالي ما ضخه البنك خلال الثلاثة الأشهر الأولى من هذا العام إلى 731 مليون دولار، مقارنة بملياري دولار العام الماضي، و 1.7 مليار خلال 2008. وهي السياسة التي ينتقدها خبراء الاقتصاد باعتبارها "حلولاً مؤقتة لا تعالج المشكلة". فيما أرجع رئيس مركز الإعلام الاقتصادي مصطفى نصر في وقت سابق التدهور في سعر الريال إلى السياسة النقدية "الفاشلة" للبنك المركزي اليمني، وإلى المشاكل التي يعانيها الاقتصاد اليمني والمتمثلة في تراجع كمية النفط المصدرة إلى الخارج، وحالة التراجع التي تشهدها قطاعات اقتصادية مختلفة مثل السياحة والزراعة بالإضافة إلى حالة الوضع السياسي المتأزمة في البلد، والحرب في صعدة، والتوتر في جنوب الوطن، مشيراً إلى أن سياسة ضخ مزيد من العملة إلى سوق الصرافة حل مؤقت لا يعالج المشكلة.