نظم معهد الأحمر للدراسات والمعارف المقدسية بالتعاون مع رابطة سفراء لأجل القدس، اليوم الأربعاء، في صنعاء ندوة تحت عنوان "القضية الفلسطينية في الوقت الراهن". وفي الندوة التي تحدث فيها مدير عام مؤسسة القدس الدولية، مكتب اليمن، أحمد حرارة عن أن قضية فلسطين قضية أمة وليست قضية فلسطين، وأن دور الشباب لا يستهان به مدللا أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حرك جيشا كبيرا بإمرة الشاب أسامة بن زيد على الرغم من أن في الجيش كبار الصحابة.
وأضاف حراة أن فلسطين مميزة في جغرافيتها التي تعتبر بوابة السماء إلى الأرض، فقد كانت فلسطين مهبطا لمعظم الرسائل والديانات السماوية، ومنها أعرج بمحمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء في حادثة الإسراء والمعراج الشهيرة كما أنها أرض المحشر.
وتحدث حول ممارسات الاحتلال في تهويد مدينة القدس والعمل على تقسيم المقدسات الاسلامية زمانيا ومكانيا مع المسلمين، مشيرا إلى أن القدس الشرقية احتلت عام 1948، لكن مع كل سياسات التهويد لا زالت عربية وإسلامية.
واستعرض حرارة عددا من المناقصات التي نفذها الاحتلال خلال الأعوام السابقة، في القدس وبعض المناطق الفلسطينية، وكذلك الجدار العنصري ومكوناته الذي بني لمصادرة الأراضي وإذلال السكان.
من جهته تحدث مدير المركز الأفرو أسيوي للدراسات محمد أبو عبيد، عن الوضع الراهن الذي تعيشه القضية الفلسطينية.
وتحدث عُبيد حول الوضع في المنطقة والإقليم وتأثيره على القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن فلسطين لن تتحرر بالمفاوضات وإنما بالجهاد وقتال المحتلين، وأن المفاوضات لا تجني سوى مزيدا من ضياع القضية وتوسع المستوطنات وهدم المساجد والمنازل وتجريف الأرض وإشعال المعارك التي تحرق الأخضر واليابس، حد وصفه.
واستغرب عبيد ما تشنه بعض وسائل الإعلام المصرية على حركة المقاومة الإسلامية حماس، وكذلك القرار القضائي الذي وصف الحركة بالإرهابية، وأن مثل تلك القرارات لا تخدم سوى الاحتلال.
وأضاف أن حماس لها دورا بطوليا في دحر الاحتلال الصهيوني وطرده من غزة رغم إمكانياتها المتواضعة. وأشار إلى أن الجيوش العربية بما فيها الجيش المصري لم تصمد أمام جيش الاحتلال في حرب 1967 سوى أيام وعادت مهزومة منتكسة، في حين أن المقاومة الفلسطينية بما فيها حركة حماس واجهت جيش الاحتلال المدجج بأرقى أنوع الأسلحة، خمسين يوما ودحرته من غزة يجر ذيل الهزيمة، مؤكدا أن قتال الصهاينة للشعب الفلسطيني هو شرف لهم وليس عارا كما تدعي بعض تلك وسائل الإعلام.
وأضاف عُبيد أن معظم الإمبراطوريات التي حكمت المنطقة بما فيها فلسطين هزموا في أرض فلسطين فالمغول هزموا في معركة عين جالوت، والصليبيون هزموا في معركة حطين على يد القائد البطل صلاح الدين الأيوبي، ونابليون هزم على أسوار عكا وكانت نهاية حملته الاستعمارية التي أخضع معظم بلدان المنطقة.
وأشار عبيد إلى أنه لن يسود السلام في المنطقة إلا بتحرير كامل فلسطين وطرد المحتل الصهاينة، مؤكدا أن أكبر مستجد للقضية الفلسطينية هي الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي التي كانت تهتف لتحرير فلسطين لكنها الآن تتعرض لمؤامرة إقليمية ودولية للقضاء عليها وإخمادها، تخلل الندوة مداخلات وأسئلة من الحضور.