دانت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني سفك السلطة للدماء وقمع التجمعات السلمية والاعتقالات التعسفية والمحاكمات الصورية لنشطاء الحراك السلمي ، وانتهاك الحقوق والحريات من خلال قيام أجهزة السلطة بمصادرة وإيقاف بعض الصحف المستقلة . وعبرت اللجنة عن قلقها البالغ إزاء كل ما يحدث في الوطن بسبب ما وصفته " تعنت النظام السياسي القائم " من تصعيد التوترات والاحتقانات والعنف ، وخشية من الإنزلاق إلى مواجهة شاملة . وفقاً لبيان صادر عن اجتماع اللجنة التحضيرية تلقى " المصدر أونلاين نسخة منه " . ودعت اللجنة التحضيرية – المنبثقة عن ملتقى التشاور الوطني – كافة الأطراف وفي مقدمتها السلطة الحاكمة في البلاد إلى تحكيم العقل والحوار الجاد بعيداً عن الدعوة إلى الكراهية والتخوين والاتهام ، وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة . وطالب المجتمعون السلطة السياسية إيقاف الملاحقات والمداهمات والكف الفوري للاعتقالات التي تطال نشطاء الحراك السلمي وخاصة في المحافظات الجنوبية . كما طالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين على ذمة الحراك السلمي وحروب صعدة والعمل على كشف ومصدري أوامر إطلاق النار على المواطنين المحتجين سلمياً وتقديمهم للمحاكمة العادلة جزاء ما ارتكبوه من جرائم قتل وجرح العشرات من المواطنين المسالمين . وتطرق البيان إلى الأحداث الأخيرة في محافظة صعدة ، واعتبر تصعيد الحملة العسكرية والمواجهة العسكرية في صعدة التي تنذر باندلاع حرب سادسة يمكن أن تشكل كارثة حقيقية على البلد برمته . وقال إن " المواقع العسكرية المستحدثة والمستجدة في بعض محافظات الجنوب ومحافظة صعدة تشكل حالة من استفزاز وجرح لمشاعر المواطنين " مطالباً برفعها ، و"إلغاء الحملات الإعلامية من قبل أجهزة الإعلام الرسمية التي تؤدي إلى تكريس ثقافة الإتهام والتخوين وتأجيج وتصعيد الأزمة الراهنة في البلاد . وحذر المجتمعون أجهزة السلطة وخاصة في بعض المحافظات الجنوبية من استخدام مليشيا " الجنجويد " لقمع المواطنين . وقالوا " إن السلطة بدأت تعد وتنظم مظاهرات لمجاميع شبيهة ب " الجنجويد " - هدفها المواجهة والاشتباك مع التظاهرات الاحتجاجية السلمية التي تنظم من قبل نشطاء الحراك السلمي في الجنوب" . ( والجنجويد مليشيا أصبحت عنصراً بارزاً في خريطة دارفور العسكرية وتتهمها حركتا التمرد بالإقليم حركة تحرير السودان وحركة العدالة والمساواة ، بأنها الذراع العسكري لحكومة السودان في دارفور وهو أمر تنفيه الخرطوم إذ ترى فيهم جماعة مسلحة غير خاضعة لأي جهة ) وعبر المجتمعون عن دهشتهم واستغرابهم وأسفهم لما تناولته وسائل الإعلام عن طلب رئيس الجمهورية من المملكة العربية السعودية الشقيقة القيام بوقف ومنع التحويلات المالية من المهاجرين إلى من أسماهم بدعاة الإنفصال". وقالوا إن ذلك " جاء في الوقت الذي كنا نأمل ونترقب صدور وتقديم مشروع وطني يهدف إلى إخراج الوطن من دوامة الأزمة التي أصبحت تشكل حالة من التأزم العام وتنذر بكارثة حقيقية على البلد برمته " وكانت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني عقدت اجتماعها عصر الاثنين برئاسة محمد سالم باسندوة رئيس اللجنة ، وأقرت اللجنة تشكيل الأمانة العامة للجنة من الأسماء التالية : حميد عبد الله الأحمر أميناً عاماً صخر الوجيه عضواً محمد محمد قحطان عضواً عبد العزيز جباري عضواً عيدروس النقيب عضواً علي عبدربه القاضي عضوا محمد يحيى الصبري عضوا أحمد علي باحاج عضوا عبد السلام رزاز عضوا توكل المعمري عضوا محمد صالح البخيتي عضواً غسان محمد أبو لحوم عضواً أحمد محمد حيدر عضواً د.علي عبد الكريم عضواً وهيبة أحمد صبرة عضواً رنا أحمد غانم عضواً
وكانت وكالة رويترز نقلت الأحد الماضي عن مصدر بالحكومة اليمنية إن الرئيس على عبد الله صالح سيطلب من الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل المملكة السعودية منع تدفق الاموال من اليمنيين المقيمين بالمملكة الى الانفصاليين في الجنوب اليمني.
وقال المصدر "سيناقش صالح الوضع في اليمن مع الملك عبد الله بن عبد العزيز ونشاطات بعض المعارضين اليمنيين المقيمين في المملكة."
وأضاف قبل مغادرة صالح الى المملكة الجار الغني لليمن الذي يستضيف عشرات الآلاف من اليمنيين العمال الساعين لزيادة دخلهم ان المحادثات ستتناول " اتخاذ اجراءات ضد افراد يجمعون تبرعات لدعم الاحتجاجات في الجنوب."
وعلى الصعيد الميداني ، شهدت البلاد الأحد الماضي يوم دام جراء اشتباكات اندلعت بين متظاهرين وقوات الأمن في محافظات الضالع ولحج وحضرموت ، وأدى ذلك إلى مقتل أربعة أشخاص بينهم جندي وجرح أكثر من 10 آخرين . وقالت مصادر محلية ل"المصدر أونلاين " إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي وقنابل المسيلة للدموع لتفريق مسيرة احتجاجية نظمها ما بات يعرف ب " الحراك الجنوبي " في محافظة الضالع ، وأسفر ذلك عن مقتل توفيق الجعدي وإصابة عدد آخر . وفي مدينة الشحر بحضرموت ، أسفرت صدامات بين قوات الأمن ومتظاهرين غاضبين السبت الفائت عن مقتل شخص يدعي عوض بارامي وإصابة خمسة آخرين بجروح . وجاء ذلك في أعقاب مظاهرة سلمية انطلقت من ساحة الشيخ سعيد احتجاجاً على اعتقال 45 شخصاً نهاية الأسبوع الفائت .